بير السلم في لهجة ومعنى إخواننا المصريين هي المساحة التي تقع تحت الدرج في المنازل والبنايات، وغالبا يوضع فيها الأشياء المهملة والتي انتهت صلاحيتها أو تخزينها لاستخدامها عند الحاجة. وفي مجتمعنا التربوي يوجد من هو في بير السلم، ومن هو على أولى عتبات السلم ولا يستطيع الصعود، ومن هو يصعد كل سنة عتبة إلى الأمام، ومن هو في المنتصف ووجه للخلف كلما أراد الصعود تعثر، ومن هو في آخر عتبات السلم ويخاف أن ينظر إلى الأسفل لكي لا يسقط. هذا هو الحال في مجتمعنا التربوي، وأقصد بالمجتمع التربوي كل شخص مسؤول عن تربية هذا الجيل وإعدادهم تربويا وعلميا ونفسيا واجتماعيا وبدنيا، بما يتفق مع مبادئنا الإسلامية التي جاءت في كتاب الله الحكيم عز وجل، وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم. فهذه هي أصول تربية النشء وشرايين الحياة التي نحياها بعزة وكرامة ونكسب بها بمشيئة الله الدنيا والآخرة. ويبدأ هرم مجتمعنا التربوي بكبار المسؤولين في وزارة التربية والتعليم ثم مديري الإدارات العامة للتربية والتعليم بالمناطق ويليهم مديرو التربية والتعليم بالأحياء ثم المشرفون التربويون ثم جميع العاملين في المجال التربوي والتعليمي من مديري مدارس ووكلاء ومرشدين ومعلمين. ونلاحظ هنا أن المعلم الذي هو أساس وشريان العملية التربوية والتعليمية والدم المتدفق للوصول إلى أهداف التربية والتعليم، نجده في قاع الهرم والذي يحتاج الكثير والكثير من قمة الهرم وما يندرج تحته لكي يكون قادرا على أداء رسالته التربوية والتعليمية على أكمل وجه، بعيدا عن الأعذار والتذمر. فيتضح من ذلك أن مجتمعنا التربوي بشكله الهرمي هو عبارة عن سلسلة حلقات متماسكة ومتصلة ببعض تهدف للوصول إلى آخر حلقة (المعلم) لتحقيق الأهداف المنشودة من التربية والتعليم، ولكن للأسف أن بعض هذه الحلقات تتفاوت بالقوة منها كالحديد لا تستطيع كسرها أو فصلها عن بعض ومنها كالخشب تستطيع كسرها ومنها كالفلين تكسرها بكل سهولة ومنها كالقطن بمجرد نفخها تتفتت. لهذا سوف أبدأ من بير السلم، من قاع الهرم، من المعلم لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية، وأقول له انفض غبار بير السلم وأصعد أولى عتباته ولا تنظر للخلف ولا تتذمر، فرسالتك سامية لن يحاسبك إلا الله سبحانه وتعالى، فبين يديك أطفال وشباب وأجيال المستقبل، فلا تنتظر مساعدة الآخرين لك، فأنت الأساس وأنت المربي وأنت الأب رضيت أم أبيت، فاجعل عملك في الحياة شاهدا لك، وليس عليك في الآخرة. وبما أني مشرف تربوي وضمن هذا الهرم واقع ما قبل القاع سوف أكون عصا يعتكز عليها معلمي ليصعد خطوات عتبات السلم بكل ثقة لتحقيق الأهداف المنشودة، وسوف أقلب الهرم في قرارة نفسي ضمنا وليس شكلا، وأكون بعد معلمي الفاضل لنصل إلى ما نصبو إليه.