دعا صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم المعلمين والمعلمات للمشاركة في تبني إستراتيجية تطوير التعليم، والمشاركة في تنفيذها، بإعتبارهم جوهر العملية التعليمية، جاء ذلك أثناء لقاء سموه مع المعلمين والمعلمات أعضاء المجالس الاستشارية بمناطق المملكة التعليمية والذي أقيم اليوم في فندق الفورسيزون بالرياض، بحضور نواب الوزير وعدد من مسؤولي الوزارة، وأعضاء المجالس الاستشارية في مناطق المملكة التعليمية الذين يبلغ عددهم أكثر من 600 معلم ومعلمة، وقال سموه إنني على مطلع على المطالب والصعوبات التي تواجه المعلمين والمعلمات، وفي الوقت نفسه أنا على يقين بأن هؤلاء المعلمين والمعلمات هم من أبناء هذا الوطن الذين يدركون حجم المسؤولية في القيام بأعمالهم وأداء رسالتهم التربوية على أكمل وجه. وأشار سموه أن من أهم المعوقات التي تسعى الوزارة جاهدة إلى حلها هي تحفيز المعلمين والبيئة التعليمية وهو ما دفعنا إلى عدد من الإجراءات التي أتخذت لتخفف العبء وتقوم بالدور في تذليل تلك الصعوبات ومنها تأسيس شركة تطوير القابضة (المملوكة بالكامل للدولة) ومشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم الذي يقود تنفيذ الخطة الإستراتيجية لتطوير العملية التعليمية، بالإضافة إلى صدور موافقة مجلس الوزراء على التشكيلات المدرسية التي بدأنا نلمس أثرها الإيجابي على الميدان التربوي، وغيرها من إنجازات متعددة. وأهاب سمو وزير التربية والتعليم بدور المعلمين والمعلمات في تنشئة الأجيال والرقي بهم لمصاف التميز بإعتبار أن التربية أهم من التعليم مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم أقرت جائزة التميز للمعلمين والمعلمات بهدف إشعال روح المنافسة الشريفة في ما يخدم العملية التعليمية وأضح سمو الأمير إلى أن وزارة التربية والتلعليم بدأت بتطبيق اللامركزية من أجل تمكين المدرسة وإدارات التربية والتعليم، وتعمل على الأنتها من مشروع رتب المعلمين، والذي سيتم رفعه للجهات المعنية تمهيدا لإقراره، والذي سيميز المعلم الذي يعمل بجد وإخلاص عنه غيره. وتطرق سمو وزير التربية والتعليم في حديثه الأخوي مع المعلمين والمعلمات إلى جملة من القضايا التي طرحوها ومنها التأمين الطبي وتأمين السكن واستحداث مجالس استشارية والرتب التعليمية حيث علق سمو الأمير على هذه المطالب بقوله إننا نتأمل بإذن الله أن تقوم الشراكات بتقديم هذه الخدمات. وقد كان ضيف اللقاء فضيلة الشيخ عبد الله المطلق عضو هيئة كبار العلماء الذي تحدث أثناء اللقاء حديثا هاماً وملهماً تطرق فيه لرسالة المعلم السامية وهي تعليم الناس الخير مشيرا إلى ان المعلمين ممن يشملهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها ليصلون على معلمي الناس الخير) مؤكدا على أهمية أخلاص المعلم والمعلمة، وأن المعلم يعتبر قدوة لتلاميذه وضرب لذلك أمثلة حية نراها كثيرا في المجتمع مشددا على أهمية أن يدرك المعلمون والمعلمات دورهم الكبير في تربية النشء وغرس القيم والأخلاق وحثهم على الإخلاص في العمل وإنهم في هذا الموقع يتحملون أمانة عظيمة وعليهم أن يحسنوا أدائها وسال الله أن يعينهم على تحملها على أكمل وجه. كما أنه شدد على تجنب الغياب بدون عذر، وأن هذا يعتبر جريمة، حيث أن طلابهم سوف يتأثرون بذلك. كما أكد فضيلته على التربية والتوجيه مع الحزم الأبوي للطلاب والطالبات. وتلى ذلك إجاب فضيلته على العديد من أسئلة المعلمين والمعلمات، حيث أوضح حكم السلام الملكي، ومناسبته. وفي ذات السياق ذكر نائب الوزير لشئون تعليم البنين معالي الدكتور حمد آل الشيخ كلمة ذكر فيها أن المعلم هو المحور الرئيس في تطوير منظومة التعليم والمتعلم كما يتبلور من خلاله المدير والمشرف وإذا كان تكوينه سليما ساعد في تطوير كليهما وأضاف انه إن كان كفئا وفاعلا ساعد في تطوير الوطن وذكر أهمية العمل على إعداده وانه يجب التعاون من أجل تحسين صورة المدرسة والمعلم من خلال الانضباط وإعطاءه الاهتمام الكافي لأن عدم الإعداد السليم للمعلم يؤدي بالتالي إلى ضعف مخرجات التعليم وأكد على ضرورة تحسين صورة المدرسة عن طريق الممارسات الإيجابية وأضاف أن المعلم قدوة لتلاميذه ولابد من أن نأخذ في عين الاعتبار تقويم المعلم حتى لا يتساوى المقصر بغير المقصر وأهمية الشهادة المهنية ولعل اكبر دليل على أهمية ذلك التباين في تقييمنا لطلبتنا وبين تقييم الوسائل الخارجية حيث أن متوسط نتائج الامتحان التحصيلي65 % بينما متوسط نتائج الثانوية العامة أكبر بكثير وأكد على أهمية ردم هذه الفجوة ودور المعلم الكبير في ذلك ,كما أكد على أهمية العمل في بيئة مناسبة ومساندة من أجل اكتمال المنظومة تحسين مخرجات التعليم . ثم ألقت معالي نائب الوزير لشئون تعليم البنات الأستاذة نورة بنت عبد الله الفايز كلمة قالت فيها : " إن سمو مهنة التعليم يأتي من سمو المنتسبين لهذه المهنة ، وعلو شأن المهنة يعني علو شأن القائمين بها فاحرصوا أخوتي وأخواتي على رفع شأن مهنتكم ففي ذلك رفعة شأن لكم ، مؤكدة بأننا نرى أنكم ( أُمنَاء التربية والتعليم ) لذا فقد اهتمت قيادتنا الرشيدة بكم إدراكا منها لدوركم الرائد في صياغة مستقبل هذه البلاد وصناعة أجيال متسلحة بالدين والخلق والعلم وتبعا لذلك فقد دأبت وزارة التربية والتعليم على ايلاء المعلمين والمعلمات الدعم والمؤازرة والتشجيع ووفرت لهم الفرص والحوافز المادية والمعنوية التي توازي أهمية الدور الذي يؤدونه لمجتمعهم ووطنهم , لذا ونظرا لما تشهده المجتمعات في العصر الحالي من تغير وتطور متسارع في كافة المجالات ، وما تواجهه المنظمات والمؤسسات التربوية من تحديات في كل ما يتعلق بتجويد مخرجاتها فقد بات التطوير مطلباً رئيساً في العملية التعليمية والتربوية ، ولكي تصبح المدرسة منظمة متعلمة تحتاج إلى وجود قيادة متمكنة ومعلمين أكفاء تتوفر لديهم المهارات والكفاءة اللازمة لتحقيق رؤية الوزارة. من اجل كل ذلك فقد حرصت الوزارة على تصميم مشاريع وبرامج مبنية على الرصد المتجدد لاحتياجات المعلمين والمعلمات، والعمل على الرفع من كفاءتهم للقيام بمتطلبات أدوارهم". وأكدت معاليها سعي وزارة التربية والتعليم إلى تفعيل دور المعلمين والمعلمات وذلك بالتواصل معهم في الميدان التربوي ورصد رؤاهم ومقترحاتهم ونقدهم البناء وعقد البرامج التدريبية وحلقات النقاش وورش العمل في الجوانب المهنية والتطويرية . اضافة إلى عمل الوزارة على إشراكهم فعلياً في بناء العمل التربوي وتنظيمه والتأكيد على منطلقاته وتوجيه قراراته بما يعزز مكانة المعلم والمعلمة ودورهما ورسالتهما السامية في بناء قيم ومعارف ومهارات الطلاب . وأضافت معاليها أنه تحقيقا لتلك الغايات فقد رأت الوزارة وبتوجيه من صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم ضرورة إيجاد منظومة مؤسسية تحقق دعما اكبر لدور المعلمين والمعلمات في عملية بناء العملية التعليمية والتربوية وتقويمها وتطويرها وان تكون هذه المنظومة على شكل برامج ومشاريع موجهة لخدمة المعلمين والمعلمات ، كل هذه الجهود تبذل من اجل تهيئة البيئة المناسبة لنمو ودعم المعلم للقناعة بأن هذا المعلم هو صانع الأجيال والمربي والمؤتمن على أبناء الأمة وعتادها ومستقبلها المشرق بإذن الله . وقالت معاليها أنه تأكيداً على اهتمام الوزارة بالعنصر البشري وأحد أركانه المعلم فقد اختارت الوزارة قضية المعلم بجوانبها المتعددة موضوعاً رئيسياً للمناقشة في اللقاء العشرين لقادة العمل التربوي الذي عقد في العام الماضي ، والذي وجه سمو وزير التربية والتعليم خلالة باعتبار العام الحالي 1432/ 1433ه عاماً للمعلم . ومن هذا المنطلق فقد عملت الوزارة على استخدام عدد من الشعارات التي تؤكد على التقدير والاحترام للمعلم في عدد من المناسبات منها الجنادرية ، والمعرض والمنتدى الثاني للتعليم العام الذي اتخذ لهذا العام شعاراً جميلاً هو ( ثقة واجلال لمعلم الأجيال ) .