سطر الشاعر السعودي مستور العصيمي عبر رحلة امتدت على 9 عقود، صفحات من التألق في شعر المحاورة، ونقل صور حياة الناس في الخليج، والتطرق إلى تاريخهم وأحاديثهم، حتى تحول شعره ديوانا يجمع أخبارهم وأحوالهم، ويلهب حماستهم. 92 عاما، حفلت بالكثير، فبعد ولادته في وادي بسل عام 1928 (1347 للهجرة)، وبعد أن شب عن الطوق وبلغ الخامسة عشرة من عمره، بدأ نجمه يصعد، وتحول حين بلغ الثالثة والعشرين ليكون واحدا من ألمع وأقدم شعراء المحاورة في المملكة والخليج، وامتدت مسيرته الحافلة بكثير من المحطات اللامعة، وشكل مع عدد من الشعراء الآخرين، وفي مقدمتهم رفيقي دربه العملاقين مطلق الثبيتي ورشيد الزلامي، الذي وصفهم المستشار الإعلامي مبارك العصيمي في تغريدة بأنهم «دواهي شعر المحاورة وصُنَّاع مُتعته وفرسان القبيلة في ميادين الفتل والنقض». ظاهرة شعرية يشار إليها بالبنان. تميز توفي مستور العصيمي بعد معاناة مع الألم، تاركا لأحبائه حزنا يوازي عطاءه وتفرده، وقد تميز شعره الذي نثره في كثير من ميادين المحاورة والسجال الشعري بالجزالة وحسن الرد وقوة النقض والفتل، وقد واجه خلال مسيرة حياته الحافلة عددا من الشعراء القدامى أمثال مطلق الثبيتي وصياف الحربي وعبدالله العير المطيري وصلال السيالي ومحمد الجبرتي وعبدالله المسعودي ومحمد بن تويم وفيصل الرياحي رحمهم الله، وكثيرا من شعراء الساحة الحاليين. واستحق العصيمي أن يوصف بأنه «علم من أعلام شعراء المحاورة»، وأنه «صاحب مدرسة شعرية، تخرج فيها وعلى يديها عدد من الشعراء المميزين». وجمع العصيمي بين التألق في نظم الشعر وقرضه والسجال فيه، وبين الأخلاق العالية في آن واحد، ما جعل قاعدة محبيه تتسع باستمرار.