بادئ ذي بدء لنتفق على أن الحياة ليست مثالية.. إنها لم توجد ولن توجد أبدا. دائما ما نشكو من كل شيء. نشكو من الطقس وحركة المرور. نشكو من الملابس الضيقة، والمفاتيح التي تضيع، من تأخر الطائرات، وارتفاع سعر البنزين. نشكو من وظائفنا أو قلة الوظائف لدينا. نحن نشكو من الجيران الفضوليين، وبكاء الأطفال والمراهقين الناكرين للجميل. الشكوى والتذمر طاقتان مهدرتان تستنزفان الطاقة الإنتاجية، والمتذمرون بوعي أو بغير وعي، يعقدون حفلات شفقة تجعل الناس لا يريدون التواجد حولهم. هل هذا ما نريده؟ ربما لا يدرك كثير من الناس أنهم يشكون أو أن شكواهم تلحق الضرر بمعنويات أسرهم أو أصدقائهم أو زملائهم وتعيق جهودهم لإيجاد حلول للمشاكل التي يتحسرون عليها. نواتج التذمر سيئة منها أنه يعزز الموقف السلبي والشكوى تلفت انتباهنا وتجعلنا نركز أكثر على السلبيات، وهذا ما يجلب مزيدا منها. الشكوى لا تؤدي أبدا إلى الفرح - إنها تغرقنا أكثر في مستنقع البؤس. جرب أن تتوقف عن الشكوى ليوم واحد فقط، انظر ماذا يحدث؟ التذمر الطائش لا يخدم أي غرض في حياتنا. إنه يعزز الاستياء وينشر السلبية ويثير الصراع، وقبل أن تفتح فمك وتشكو اسأل نفسك هل أطرح مشكلة لإصلاحها، أم أشكو فقط للتنفيس؟. إذا لم يعجبني الوضع هل يمكنني تغييره؟، إذا لم أتمكن من تغيير الموقف أحاول النظر إلى الموقف بشكل مختلف. الشكوى لا تحل مشاكلك بل تبدو أكبر مما هي عليه في الواقع. دون أن تدرك أنت تصنع كرة ثلجية سلبية تلو الأخرى وإذا كان جلّ تركيزك على الأشياء السلبية فستكون مشغولاً بها لدرجة أنك ستفتقد كل النعم من حولك. غير طريقة تفكيرك، توقف عن الحكم على الآخرين والأحداث، وكن أنت التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم. تحمل المسؤولية وامنح عقلك شيئًا آخر للتركيز. تذكر صاحب الشخصية القوية لا يشكو بل يصلح.