الخير قد يكون قولا، وفعلا، وعملا، وتصرفا وسلوكا، وقد يكون طبيعة مجبولة غرست في نفس صاحبها. عمل الخير فطرة إنسانية تتشربها النفوس قبل التصرفات، وتتلذذ بها الأخلاق قبل الأعمال. الخير يمثل القدوة، والنزاهة، وكذلك النصح بشفافية، وأيضا الأمانة والحرص على سعادة الجميع، كما يمثل التواضع، ومخاطبة المقصودين بكل بساطة لهدف واحد، جله ينصب على المصلحة العامة قبل الخاصة، ويمثل الأخذ بأيدي بعض من فقد نعمة التريث والتأني ورجاحة العقل والتفكير قبل اتخاذ قراراتهم المتعجلة، ذلك الخير يمثله الانضباط والتدين والوسطية ومعايشة الآخرين كبشر لهم حقوق وعليهم واجبات، فيلتزمون بها وبكامل حذافيرها ليشعروا جميعا بالقيمة الحقيقية لرسالة الخير. سلوك الخير ورسالته وهدفه وطبيعته وشكله يتم تقديمها في كل مكان داخل إطار المجتمع الواحد في المساجد والمدارس والأسواق بل وحتى عند إشارة المرور. رسالة الخير ليست حكرا على أحد، فقد تنطلق معانيها ورموزها من الصغار قبل الكبار، ومن الإناث قبل الذكور، ومن الشباب قبل الرجال، ومن المقيمين قبل المواطنين، فيتقنها الشاب العادي، ويحسن صورتها ومظهرها الشاب الملتزم، وفي أحيان كثيرة قد تصدر من شخص توغل في عالم المعاصي والآثام، لكن بذرة الخيرلا تزال نابتة في أعماق قلبه الحي فيدلي بدلوه ويعرض وجهة نظره ومشورة الخير السديدة. الخير المعني والمقصود هو سبب مباشر في حل كل إشكاليات ومشاكل الحياة المتزايدة، وهو علاج ناجع لكل زلة وخطيئة قد تصدر من أي كائن، وهو بمثابة الدواء الذي يعالج كل داء.