حذر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان من وجود "خلايا نائمة" يمكن أن تستغل الاحتجاجات بواسطة من وصفهم ب"النفعيين" لإحداث اغتيالات تستهدف القيادات السياسية. وقال المتحدث باسم الحزب بدر الدين أحمد إبراهيم "الأجهزة الأمنية حذرت من أن هناك خلايا نائمة وهذا ما جعل الناس يحذرون من المظاهرات التي تتم بالطريقة غير السلمية، ويمكن أن تستغل وتقاد بواسطة نفعيين وتحدث اغتيالات تطال بعض القادة". وكانت المظاهرات قد تجددت في الخرطوم أمس حيث تصدت الشرطة لطلاب خرجوا للمطالبة بإسقاط النظام، وأطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع، وأكد شهود عيان مشاركة أشخاص يرتدون الزي المدني في الاعتداء على الطلاب باستخدام الهراوات والسياط. وأكدوا أن أكثر من ألف من طلاب جامعة الخرطوم حاولوا شق طريقهم خارج الحرم الجامعي، وأن نحو 150 منهم تمكنوا من اختراق الطوق الأمني لفترة وجيزة قبل أن تعيدهم قوات الأمن إلى داخل الجامعة. ويأتي ذلك بعد يوم من اعتقال قوات الأمن للأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر، فيما وصفته المعارضة بأنه يأتي ضمن حملة اعتقالات واسعة بعد اندلاع الاحتجاجات المندِّدة بالإجراءات التقشفية التي أعلنتها الحكومة. واتهمت المعارضة وناشطون حقوقيون السلطات بشن حملة اعتقالات واسعة بين الناشطين الشباب، وعبروا عن قلقهم البالغ مما سموه المصير المجهول للمعتقلين. ومن جهتها تقول الحكومة إن الاعتقالات شملت مخالفين للقانون وسيُحاكم من يثبت اشتراكه منهم في "أحداث الشغب". إلى ذلك قرر حزب الأمة القومي منع انطلاق أي تظاهرات احتجاجية من داخل مسجد الأنصار الكائن بمدينة أمدرمان حفاظاً على قدسية المسجد وحماية له من التدنيس، وقال المكتب السياسي للحزب في بيان أمس إن المسجد مخصَّص للعبادة فقط. من جهة أخرى احتفلت دولة جنوب السودان أمس بالذكرى الأولى لاستقلالها. وكانت حكومة الجنوب قد وجهت دعوة للرئيس السوداني عمر البشير لحضور الاحتفالات، لكن يبدو أن التعقيدات السياسية والأمنية حالت دون تلبية هذه الزيارة، وحضر المناسبة وزير الدولة بوزارة الخارجية صلاح ونسي.