حذّر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان من «خلايا نائمة» يمكن أن تستغل الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة بواسطة من وصفهم ب «النفعيين» لإحداث اغتيالات تستهدف القيادات السياسية. وقال الناطق باسم الحزب الحاكم بدر الدين أحمد إبراهيم في تصريحات صحافية إن الشعب السوداني تفهّم «خطة التقشف» التي تبنتها حكومته وعدم استجابته للاحتجاجات التي تقف وراءها «مجموعات معروفة للشعب بعدائها وانفلاتها»، كما قال. وأضاف: «الأجهزة الأمنية حذّرت من أن هناك خلايا نائمة، وهذا ما جعل الناس يحذرون من التظاهرات التي تتم بطريقة غير سلمية ويمكن أن تستغل وتقاد بواسطة نفعيين». وتحدث عن «اغتيالات (يمكن أن) تطاول العديد من القادة». إلى ذلك، قال نقيب الصحافيين السودانيين محي الدين تيتاوي إن جهاز الأمن أبلغه أن أسباب احتجاز الصحافية المصرية شيماء عادل، موفدة صحيفة «الوطن»، «لا علاقة لها بالنشر الصحافي وأنها قيد التحقيق في قضية أخرى بجانب آخرين»، من دون أن يبلغوه بتفاصيل القضية مع تأكيدهم أن صحتها جيدة. واعتقلت شيماء عادل مساء الثلثاء الماضي في مقهى إنترنت في ضاحية الحاج يوسف شرق العاصمة الخرطوم مع الصحافية السودانية مروة التجاني والناشطة يسرا عبدالله مهدي. من جهة أخرى، وقعت اشتباكات بين مواطنين من قبلية دينكا الأفريقية وقبيلة المسيرية العربية في منطقة أبيي المتنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان ما أدى إلى إصابة اثنين وحرق متاجر. وقال رئيس لجنة الإشراف المشتركة على منطقة أبيي من جانب السودان الخير الفهيم إن القوات الإثيوبية المنتشرة هناك أوقفت الفوضى، موضحاً أن عناصر دينكا نقوك أحرقوا أحد المتاجر واعتدوا على آخر وجرحوا شخصين من أبناء قبيلة المسيرية. على صعيد آخر، أصدر الرئيس السوداني عمر البشير مراسيم رئاسية بتعديل محدود في حكومته بعد دمج وزارات في إطار «خطة التقشف». وخرج من التشكيل الجديد ستة وزراء. وشمل التعديل حقيبة وزارة الثقافة والإعلام التي انتقل إليها أحمد بلال عثمان من منصب مستشار للرئيس، وصار أسامة عبدالله محمد الحسن وزيراً للموارد المائية، وانتقل وزير الإعلام غازي الصادق إلى وزارة الإرشاد والأوقاف. وشغلت إشراقة سيد محمود حقيبة وزارة تنمية الموارد البشرية. أما حقيبة العلوم والاتصالات فشغلها عيسى بشرى محمد. وشغل محمد عبدالكريم الهد وزارة السياحة والآثار والحياة البرية. ولم يشمل التعديل وزراء الخارجية والمال والداخلية والنفط والدفاع. في غضون ذلك، احتفل جنوب السودان (أ ف ب) أمس بالذكرى الأولى لاستقلاله بحضور قادة أجانب لكن في ظل غياب ملحوظ لممثلين رفيعي المستوى من السودان الذي تبقى علاقاته معه متوترة جداً بعد المعارك الحدودية في الربيع. وقال رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت: «نحن قاتلنا من أجل أن يتم الاعتراف بحقوقنا بين مجموعة الأمم الحرة ولقد ربحنا، لكننا لا نزال نعتمد على آخرين». وأضاف: «أن حريتنا اليوم غير مكتملة»، قائلاً إنه «يجب أن نكون مستقلين اقتصادياً». وبعد سنة من الاستقلال، يشهد جنوب السودان مصاعب اقتصادية خطيرة حيث أن الدولة الناشئة حرمت من 98 في المئة من عائداتها منذ كانون الثاني (يناير) حين أوقفت إنتاج النفط اثر خلافها مع الخرطوم حول تقاسم عائدات النفط قبل الانقسام. وأعلن جنوب السودان عن لائحة كبيرة من الشخصيات الأجنبية التي كان يفترض أن تحضر احتفالاته، لكنها لم تكن موجودة في نهاية المطاف. وكان سلفاكير أعلن الأحد أن الرئيس عمر البشير كان مدعواً «لكنه رفض المجيء إلى الجنوب». وكانت الخرطوم ممثلة فقط بنائب وزير الخارجية صلاح الدين محمد.