التأمت قوى المعارضة السورية في القاهرة أمس لتوحيد الجهود لمرحلة ما بعد الرئيس بشار الأسد، الذي توغلت قواته داخل الأراضي اللبنانية، تزامنا مع تحذير المملكة لرعاياها من السفر للبنان. وأكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبدالباسط سيدا أن اجتماع القاهرة هو الرد الأفضل على مؤتمر جنيف الذي تحاول من خلاله موسكو فرض حلول تتناسب مع احتياجاتها وليس احتياجات ومطالب الشعب السوري الذي لا يمكن أن يقبل حلولا معلبة من وزير خارجيتها سيرجي لافروف أو غيره، والتي تفرض بقاء الرئيس بشار الأسد وأعوانه من قتلة الشعب أو عدم محاكمتهم كقتلة وطرد الروس من سورية. واعتبر سيدا في تصريح ل "الوطن"، أن الوثيقة المطروحة في المؤتمر هي آلية عمل تمهد لبناء دستور جديد يساهم في بناء دولة مدنية توحد بين جميع مكوناتها، مطالبا أطراف المعارضة بتخطي خلافاتها وتحمل مسؤولياتها والمشاركة في رسم صورة جديدة لمستقبل هذا البلد. وانتهت اللجنة التحضيرية للمؤتمر من إعداد مشاريع أوراق عمل ستعرض على المؤتمر وتتمثل في وثيقة العهد الوطني، ووثيقة أخرى تتعلق بالرؤية السياسية المشتركة للمعارضة للتعامل مع تحديات المرحلتين الراهنة والانتقالية. وكانت فعاليات المؤتمر الموسع للمعارضة السورية التي تعقد تحت رعاية الجامعة العربية لمدة يومين، بدأت أمس في القاهرة بجلسة افتتاحية شاركت فيها وفود وزارية من الكويت رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، والعراق رئيس القمة العربية، وقطر رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بسورية، ومصر. وكذلك شارك وزراء خارجية تونس وتركيا وفرنسا باعتبارها الدول التي رأست أو سترأس مؤتمر أصدقاء سورية، ونائب المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، الدكتور ناصر القدوة، بجانب سفراء الدول الأعضاء بالجامعة والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، وأمين عام الجامعة الدكتور نبيل العربي. ويشارك في المؤتمر أيضا نحو 250 من أطياف المعارضة من الداخل والخارج، فيما أعلن الجيش السوري الحر مقاطعته، واصفا المؤتمر ب "المؤامرة"، مشددا على أن الهدف ليس تنحية الأسد بل "إسقاط النظام برمته". وفيما حذر العربي، المعارضة من إضاعة الفرصة، دعا نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح المشاركين إلى "تحمل المسؤولية التاريخية والعمل على تحقيق وحدة الصف". كما وجه الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي كلمة إلى المؤتمر، ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية محمد عمرو، وقال إن "وحدة الأراضي السورية بالنسبة لمصر خط أحمر، وأن رؤية مصر لحل الأزمة تتم عبر ثلاث محطات بتوفير الدعم لمبادرة عنان، وبناء موقف دولي يرفض قمع الشعب، ووضع تصور واضح لحل سوري". في غضون ذلك، حذرت وزارة الخارجية السعودية المواطنين من السفر إلى لبنان خلال هذه الفترة.. جاء ذلك في تصريح لمصدر مسؤول بوزارة الخارجية، حيث قال "نظراً لعدم استقرار الأوضاع على الساحة اللبنانية فإن وزارة الخارجية تحذر المواطنين السعوديين من السفر إلى لبنان، حفاظا على سلامتهم وأسرهم خلال هذه الفترة وحتى إشعار آخر". وبذلك تنضم السعودية إلى أربع دول من مجلس التعاون الخليجي اتخذت قرارات مماثلة في مايو الماضي، هي الإمارات وقطر والبحرين والكويت، وذلك على خلفية الاشتباكات التي شهدتها العاصمة بيروت ومدينة طرابلس بالشمال بين موالين للنظام السوري ومناهضين له. إلى ذلك، اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان اجتياز قوات سورية للحدود اللبنانية واحتجاز عنصرين من الأمن العام اللبناني وتركهما، أمرا مرفوضا يخالف القوانين، وطالب أمس بإجراء التحقيقات لعدم تكرار هذه الأعمال، حرصاً على احترام سيادة كل من البلدين واستقلاله. وكانت دورية سورية اعتقلت فجرا عنصرين من الأمن العام من مركز حدودي مع سورية واصطحبتهما إلى داخل الأراضي السورية قبل أن تطلق سراحهما. وأوضح بيان لبناني أن مركز أمن البقيعة الحدودي في الشمال تعرض لإطلاق نار "أثناء ملاحقة قوة من الجيش السوري لمسلحين أطلقوا من الأراضي اللبنانية قذيفة على مركز الهجرة والجوازات السوري في المنطقة أدت إلى إصابة عنصرين من المركز السوري". وأضاف أنه "أثناء العملية، وصلت القوة السورية لمركز البقيعة واصطحبت عنصرين من المركز إلى داخل الأراضي السورية ثم أطلقت سراحهما". وتقع البقيعة في منطقة وادي خالد الحدودية مع سورية، وتبعد حوالي 185 كيلومترا عن بيروت. والحدود في هذه المنطقة متداخلة إلى حد بعيد ويوجد فيها الكثير من المعابر الترابية وغير الشرعية.