المتأمل في واقع منطقتنا عسير بعين البصيرة والبصر، يلحظ ما آلت إليه منطقتنا في السنتين الماضيتين من وطأتِها الموفّقة على عرش مستقبل زاهر، مهما حلكت بها الظروف أو عاكست شيئاً من كبريائها، أو حاولت المساس بعزّها، فهي منطقةٌ يأمرُ بشؤونها ويرعى انسيابيتها أميرها سيدي تركي بن طلال بن عبدالعزيز، أمير منطقة عسير، حفظه الله. والأزمة ستزول -بإذن الله- وسيرجع من كان خارج منطقتنا الجذابة إلى أحضانها، وتؤانسنا مقولتهم على صفحات مذكراتهم القديمة المتقطعة شوقا إلى ضباب عسير: أَيُّهَا الرَّاكِبُ الْمُيَمِّمُ أَرْضِي *** أَقْرِ مِنْ بَعْضِي السَّلامَ لِبَعْضِي إِنَّ جِسْمِي كَمَا عَلِمْتَ بِأَرْضٍ *** وَفُؤَادِي وَمَالِكِيهِ بِأَرْضِ قُدِّرَ البَيْنُ بَيْنَنَا فَافْتَرَقْنَا *** فَعَسَى بِاجْتِمَاعنا اللهُ يَقْضِي صورة على كتاب 2019 تحكي لنا قصصا جميلة، وذكريات أجملْ، تجمع كل بيت في المنطقة مع أميرها . الهجر البعيدة عن عاصمة الحداثة «أبها» يزورها . مرضى وجرحى يلازم وحدتهم بعيدا عن الأضواء . ملتقيات عالمية وطبية شجع ظهورها . يومٌ وطني جميل رعاه في انسيابية ووقار . مشاريع كبرى قهر صمتها وأرجع الدماء إلى عروقها . التماس متطلبات الشباب والشابات بكل وضوح، والتنفيذ في اللحظة ذاتها . ثروة نباتية طبيعية وزراعية تغنت بها الطبيعة بالمنطقة أما الفصل الجميل الذي حاز رضى التاريخ، وصفق له الوطن وذهل منه الجمهور، غرس المسؤولية الوطنية والوشاح الإسلامي في كل فرد، حتى انجلى ذلك بوضوح في صورة أخرى في كتاب 2020، في جائحة صغيرة وظرف طارئ ألا وهو الفيروس الخسيس البالي بإذن الله «كوفيد - 19»! فمن بداية تفشيه أنشأ سموه غرفة إدارة أزمة كورونا، هي الأولى من نوعها على مستوى مناطق المملكة، يعمل فيها شباب وشابات المنطقة لإدراة الأزمة الحالية، ويقضي فيها جلّ وقته، ويشرف بنفسه على فرضيات المطار والمستشفيات والمجمعات ومداخل المدن والدوائر الحكومية، ولن يهدأ له بال حتى يردّ الوباء الغازي مدحورا. وإن كان الطبيب والممرض يجتهدان لحفظ حياة مريض، فإن سيدي قد شمّر عن يمينه ليحفظ منظومة صحية لمنطقة كاملة تعدادها الملايين، يحمل همّ مواطنيها، ويتفقد أحوال المعسرين منهم، وأهالي من أصابهم الوباء في لمحات إنسانية رأيناها بأعيننا، «وليسَ الخبر كالعيان»، فشكرا سيدي، والشكر موصول لقيادتنا الحكيمة الراسخة سياستها، والباقية في قلوب ملايين البشر، تمثلت في مقولة أحدهم: «عليك الأمان دامك في بلاد سلمان». وإنني لفي رضى عميق لصالح أهالي منطقة عسير، ويقين منقطع النظير، أنهم سيكملون آخر فصل في الكتاب، بوضع رسالتهم لأمير المنطقة باختصار يليق بسموه، وبلاغة تليق بمواقفهم: «كلا والله لا نخيب ظنك. عسرا ويسرا. ملتزمون بالاحترازات الوقائية.. نثبت لكل العالم أننا نحب أميرنا وهو يحبنا». وانتهى الكتاب بعون الله.