رائع برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في الابتعاث المكثف لطلابنا وطالباتنا لمختلف دول العالم المتقدم. وكل ما قدمه الملك الصالح لشعبه الوفي، الذي يحبه كل الحب، رائع جزل، فالمشاريع تملأ المملكة من أقصاها إلى أقصاها، والمملكة قارة، وما يصرف على التعليم وحده يوازي ميزانيات خمس دول من الدول النامية.. ويزيد.. والحديث عمّا قدمه مليكنا المحبوب يملأ الأسفار.. وسوف يسطر في صفحات التاريخ مكللاً بالمجد والفخار.. ويستفيد منه المواطنون أجيالاً إثر أجيال.. الآن نأتي لشبابنا المبتعثين من الجنسين، يطلبون العلم في كل مكان، يحدوهم الطموح، ويملؤهم الشوق والحنين إلى وطنهم وأهلهم وسوف يعودون بإذن الله - جلّ وعزّ - مسلحين بالعلم الحديث، قادرين على إدارة الأعمال الكبرى في الحكومة والقطاع الخاص، ونركز في القطاع الخاص الذي يمنح كثيراً من الإخوة الوافدين رواتب عالية جداً، لا شك أن أبناءنا وبناتنا أولى بها وأقدر على إدارتها؛ لأنهم هم الذين يفهمون مجتمعهم ويفهمهم، ولكونهم حازوا مع العلم والتأهيل سعة أفق وتجربة عمر في مجتمعات سبقتنا في تحقيق التنمية المستدامة، واحترام العمل، والتزام النظام، وكل هذه الخصال من تعاليم ديننا الحنيف، وبها حاز العرب خاصة، والمسلمون عامة، قصب السبق، وخدموا الإنسانية بالاكتشاف والاختراع والتأليف والترجمة والريادة، وسادوا العالم قروناً محققين العدل والسماحة والتعايش الجميل.. لا شك أن تجربة الابتعاث صعبة جداً في أولها خاصة.. فيها فراق الأهل والوطن.. والصحب والسكن.. وفيها التحدي الذي يتطلب استجابة.. تحدي العيش في مجتمع غريب، وتحدي تحقيق الهدف الكبير، وهو التسلح بآخر ما توصل إليه العلم الحديث في كل المجالات المطلوب إحلال السعوديين فيها محل إخوانهم الوافدين، الذين شغلوها عشرات السنين، فليستعد القطاع الخاص لاستقبال هؤلاء الشباب والشابات بالترحيب والتقريب والتمكين من الأعمال المهمة في شتى المجالات.. إن الشاعر المبدع ينطق بلسان كل مبتعث ومبتعثة: أيها الراكب الميمم أرضي أقر من بعضي السلام لبعضي إن جسمي كما علمت بأرضٍ وفؤادي ومالكيه بأرضي