يدرك الكثير من المتابعين، بل والكثير من المواطنين، سواء أكانوا من البسطاء، أم من العارفين، أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز رجل دولة من الطراز الممتاز، وأنه يجمع بين السياسة والإدارة والثقافة، فقد كان له الفضل الكبير بعد الله ثم بالدعم السخي في بناء العاصمة الحبيبة الرياض، عبر سنوات طويلة، كان خلالها أنموذجا للإداري المتمكن، والحاكم الذي يجمع الحزم مع الحكمة واللين، حتى أصبحت له مكانة رمزية كبيرة في قلوب المواطنين تتجاوز كونه أمير منطقة مهمة، إلى كونه رمزا وطنيا فاعلا ومؤثرا في مسيرة التنمية الوطنية بشقيها: تنمية الإنسان وتنمية المكان. نعم، سلمان بن عبدالعزيز رمز وطني بكل ما تعنيه هذه الكلمة، ودون مزايدة أو مجاملة لأنها حقيقة ماثلة في تاريخه وصفاته وأثره وأفعاله، وهي صفة تهيأت له حفظه الله لأنه قادر على العطاء في كل الاتجاهات، وهو من خدم التاريخ الوطني السعودي خدمات جليلة، من خلال كونه رئيسا لمجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، هذه المنارة العلمية السامقة التي أخرجت كنوزنا المعرفية، وهيأت للباحثين مصادر تاريخ بلادهم، بل واستكتبت المتخصصين من جميع أنحاء العالم، وأصدرت مكتبة ضخمة من الكتب التي باتت حجر الزاوية في المكتبة السعودية، بالإضافة إلى مجلتها العلمية الرصينة التي صارت أهم وأوثق مصادر تاريخنا وأدبنا وتطورنا الاجتماعي، ولم تكن هذه المؤسسة العلمية لتستطيع تحقيق هذه المنجزات ما لم يكن داعمها وراعيها رجلا عارفا بتاريخ المملكة العربية السعودية، والحق أن الأمير سلمان هو ذلك الرجل الذي خبر مصادر تاريخ الجزيرة العربية، واستطاع بمعرفته تمييز الزائف من الصحيح من هذا التاريخ. والأمير سلمان كما يعرف القاصي والداني رجل متابع للإعلام متابعة دقيقة، وهذا النوع من المتابعة نادر في المسؤولين الذين تثقل كواهلهم المسؤوليات الكبيرة، لكنه قادر على متابعة كتاب الصحافة وأخبار الصحف، بل والتواصل مع الكتاب والصحفيين وتشجيعهم أو تنبيههم، مما يدل على اهتمامه الكبير بالتفاصيل الدقيقة لما يدور في المجتمع السعودي، وحرصه على أن تسير جميع الأمور في مساراتها الصحيحة من أجل المصلحة الوطنية، وهي الهدف المشترك الذي تتفق عليه كل الرؤى مهما اختلفت. أما على المستوى الدولي، فإن المتابع لزيارات الأمير سلمان الخارجية، يدرك الاحترام الكبير الذي تحظى به شخصيته في كل أنحاء العالم، ويدرك أنه ذو وزن مهم في معادلات السياسة الخارجية السعودية، وأنه رجل توازنات من نوع مختلف. إن كل هذه الصفات والخبرات والإنجازات والمعطيات، تجعل كل مواطن مخلص لوطنه سعيدا باختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز له وليا للعهد، وهو العضيد الوفي لكل ملوك البلاد ورموزها منذ مرافقته للملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله في مرضه، حتى مرافقته الطويلة للأمير سلطان رحمه الله حتى ظهور التأثر الواضح على قسمات وجهه في مراسم دفن جثمان الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله ، مما يدل دلالة واضحة على وفائه وإخلاصه وشيمه وأخلاقه الكريمة.