د. نوري غافل الدليمي عراقي مقيم في أبوظبي كلما كتب الله لنا زيارة بيت الله الحرام في مكةالمكرمة، زاد انبهارنا وإعجابنا بهذا البلد الطيب المعطاء وشعبة المضياف المُمتلئ بحب الله ودينه والقائم على خدمة بيته الحرام والساهر على راحة حجاج ومعتمري البيت المعمور من كل بقاع الأرض. في كل مرة نذهب إلى الحرمين الشريفين، نرى أن المكان قد تغير بأشياء تُبهر وتُسر الناظرين، توسعات كبيرة، خدمات جليلة، بنى تحتية ربما تكون تكاليفها تساوي ميزانيات دول كثيرة، طوابق من الجسور في منى لمنع الازدحام أثناء الرجم، شبكة قطارات رائعة، سيارات نقل حديثة، شبكة طرق متطورة أنظمة للمرور تمنع الازدحام. مكةالمكرمة والمدينة المنورة لا تتوقف فيهما الحركة على مدار الأيام والأعوام. البقعة الوحيدة في العالم التي لا تتوقف فيها الحركة ولو لثانية واحدة هي (مكةالمكرمة)، حيث يطوف آلاف المسلمين حول الكعبة ويسعون بين الصفا والمروة، البلد الوحيد الذي لا يتوقف عن استقبال الحجاج والمعتمرين ولو ليوم واحد المطار الوحيد الذي خُصص في معظمهُ للحجاج والمعتمرين وفي أقلهُ للآخرين هو (مطار جدة الدولي) المزدحم بحركة الطائرات إقلاعاً وهبوطاً. هل اشتكى حاج أو معتمر من سوء مُعاملة؟ هل شكا من ازدحام؟ هل رأيتم البرادات السعودية وهي توزع الأكل والماء والعصائر في كل مكان مجاناً؟ هل رأيتم المراوح الهوائية وخراطيم المياه في كل مكان وهي تنفث الهواء البارد على الحجاج والمعتمرين؟ هل عرفتم كميات الفضلات والنفايات التي يتم رفعها في كل يوم؟ هل رأيتم فرشات السفرة في الحرم في رمضان كيف تمتد ويوزع عليها التمر واللبن للإفطار؟ هل رأيتم السرعة التي ترفع بها للتهيؤ للصلاة؟ هل دفعتم ريالاً واحداً لركوب القطار؟ هل رأيتم كثرة أماكن الوضوء والمرافق الصحية؟ وهل .... وهل .... . الله جَلَ في عُلاه الحكيم العليم الخبير يعرف أن هذا هو المكان المناسب لوضع بيته الحرام، الله يعرف أن هذا الشعب وهذه القيادة وهذه الحكومة هي وحدها التي تتمكن من إدارة شؤون بيته الحرام ومسجد نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم)، ولهذا شرف الله أهل هذه الأرض الطاهرة (قيادة وشعباً) لخدمة بيته ومسجد نبيه الأكرم والحجاج والمعتمرين والزائرين. قد يقول قائل إن المملكة تستفيد مادياً من الحجاج والمعتمرين فنقول له، ربما مواطنو المملكة من أصحاب السيارات أو المحلات أو الفنادق أو التجار يستفيدون، أما قيادة وحكومة المملكة فإنها تصرف المليارات دون انتظار لأي مردود مالي ابتغاء لوجه الله. المملكة حباها الله أرضاً واسعة، وثروات هائلة، وقيادة شجاعة وحكيمة، وشعب عربي أصيل بكل قبائله، وموقع جيوبولتيكي قل نظيره، كما أن موانئ المملكة كثيرة، فهي الأولى في العالم بمخزونها من النفط. المملكة حريصة على العرب والمسلمين، تمد يد العون والمساعدة سباقة للمحتاجين في كل مكان، حملاتها الإسلامية في كل أرجاء العالم، مساجدها في كل بقاع الأرض "كتب الله لي أن أزور تتراستان وفي قرية نائية وجدتُ مسجداً غاية في الجمال بناهُ الملك فيصل "رحمهُ الله" للمسلمين في تلك المقاطعة الروسية". المملكة بقيادتها حريصة على كل قضايا العرب والمسلمين بدءاً من فلسطين والأقصى والقدس.المملكة ليست بحاجة إلى أرض ولا أموال، لذلك عندما طرحت مشروع التحالف بين دول مجلس التعاون الخليجي، فذلك من منظور مواجهة التهديدات الأجنبية، وعندما طرحت الوحدة أو الاتحاد مع مملكة البحرين فذلك من مصلحة دولة البحرين الشقيقة لتعزيز الأمن والاستقرار فيها، ولمواجهة عدو خارجي متربص يريد الشر بالبحرين وأهلها. وبسبب هذا الدور الشريف والقوي للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين وقضايا المسلمين والعرب، ونتيجة للإنجازات والأدوار الإيجابية للمملكة العربية السعودية وقيادتها الشجاعة الحكيمة، نرى ونسمع ونقرأ هجمات الأقزام والحاقدين تتزايد عليها من خلال الحملات الإعلامية والقنوات الطائفية المشبوهة، لذلك نرد عليهم ونقول "لا تتطاولوا على المملكة وقيادتها أيها الأقزام الحاقدون".