هنا كثير من الاحتفاء بمقابلة معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ في برنامج «في الصورة»، وغالبها تثني عليه وتشد على يده، وهو في غنى عن مقال آخر يثني عليه، كما يتوقع من خريج ستانفورد، والذي -لا شك- يعرف قيمة الرأي الناقد للقائد الذي يهدف إلى صناعة الاختلاف. على كل حال، يُقال: بعض الحفر لا يمكن تجاوزها بقفزتين صغيرتين. وإصلاح التعليم السعودي يحتاج إلى أن نقفز به ليس فوق حفرة، ولكن هُوّة ضخمة. لذا، التخطيط لها والعمل عليها يحتاج منا إلى كثير، بدافع وطني بالدرجة الأولى. عودة إلى اللقاء، معالي الوزير بدا لي -وربما أكون مخطئة- يحاول أن يخبرنا أنه يبني نقطة ابتداء ومدخلا جديدا للإصلاح، غير برامج الإصلاح السابقة التي اعتمدها الوزير السابق الدكتور أحمد العيسى وفريقه. وسأشير إلى أمور لاحظتها في اللقاء، من الواضح أنها تدل على ذلك، أهمها أنه لم يشر مطلقا إلى البرامج الإصلاحية التي نعرف أن الوزارة سبق أن اعتمدتها، وبدأت بخطوات فعلية مكلفة لتطبيقها. وربما لاحظتم أنه لم يرد على سؤال المديفر المباشر عن الفلسفة في الثانويات السعودية، ولن أشير إلى أهميتها، ولكن سأتساءل عن مصير الاتفاق مع مؤسسة بريطانية لبناء منهج متكامل لتطبيقها في الثانويات السعودية، والذي عملته الوزارة السابقة. من سيدفع غرامة الجهد والوقت؟ والأهم من كل ذلك فاتورة التراجع عن هذا التشارك؟. كذلك لم يتحدث الوزير عن الخصخصة أو المدارس المستقلة وكفايات، والتي يبدو أنها توقفت كلها مع بدء الوزارة الجديدة، وهذه المداخل للإصلاح، وإن كانت بدأت في عهد الوزارة القديمة، هي من متطلبات وتطبيقات الرؤية ومؤشرات نجاحها، وليست ملكا حصريا للوزير السابق مكتوبة باسمه حتى تذهب معه، بل هي مشروعات عملت عليها فرق عدة في الوزارة، ما زالت موجودة وبإمكانها إتمامها، والعبرة بتمام الأمور وليس بداياتها. إننا -أيها الأعزاء- في عصر الرؤية، إذ يجب أن تكون غايتنا حدود السماء، وهذا لا يمكن حدوثه إلا إذا اعتبرنا أنفسنا في سباق تتابع، نكمل ما بدأه من سبقنا، ومن يصل إلى خط النهاية سيجعل من بدأ فائزا أيضا.