من الواجب والطبيعي أن يكون هناك إنجازات لكل جهاز من أجهزة الدولة في جميع «سلطاتها وقطاعاتها»، وذلك وفق خطط الدولة لا سيما «الرؤية 2030». ولكن هناك ملاحظات وجدت على بعض الأجهزة، منها أنه لا يوجد مقياس أداء «موضوعي وشامل» لمنجزات هذه الأجهزة، وبالتالي يخضع الأمر لمدى قدرة المسؤول على التسويق لنفسه من «المال العام» ولو بالتضليل والتطبيل، ثم بمجرد تغيير المسؤول يظهر للمسؤول الجديد والناس أنها كانت إنجازات «وهمية» فضلاً عن أن تكون «فاسدة». وهذا دليل أن الجهاز لم يبن على (عمل مؤسسي) بحيث يستمر البناء، وبلا (عمل جماعي) حيث ينفرد بالسلطة الرجل الأول في الجهاز، ويهمش الجميع بدلاً من أن يصنع قيادات الصف الثاني ويفوض الصلاحيات للمصلحة العامة، ناهيك عن مقاومة المتميزين خوفاً منهم على كرسيه، والأهم التزام الجهاز بجميع الخطط والبرامج ذات العلاقة بكل إخلاص إداري وأمانة مالية. ونحن على أعتاب 2020 نفخر بأداء سمو سيدي ولي العهد، ونتمنى أن نجد من جميع المسؤولين الإنجازات الحقيقية لا الوهمية، فالناس يريدون المنجزات على الأرض لا المنجزات الإعلامية والوعود التخديرية، لاسيما أن الدولة لم تقصر معهم في الدعم بالميزانيات والكوادر والخطط، وبقي أن يبنوا تاريخهم بذكر حسن، لا أن ينساهم الناس بمجرد إبعادهم من الكرسي لضعف إنجازهم، فضلاً عن أن يدعون عليهم لسوء أدائهم وفسادهم، وأخيراً لا يصح إلا الصحيح.