انتقد نائب رئيس حزب يابلوكو الروسي المعارض، مكسيم رزنيك، إقرار مجلس الاتحاد الروسي، الأربعاء الماضي، مشروع قانون طرحته كتلة حزب "روسيا الموحدة" الحاكم حول زيادة الغرامات المالية على منتهكي قواعد تنظيم المظاهرات، وذلك بعد يوم من مصادقة مجلس الدوما عليه، معتبراً أن المشروع الذي يتبناه حزب الرئيس فلاديمير بوتين يدل على قرار بسحق الأصوات المعارضة له والمحتجة على سيطرته بشكل دكتاتوري على كامل مفاصل الدولة من جهات تشريعية وتنفيذية ورئاسة للدولة. وأكد رزنيك ل "الوطن" أن المظاهرات لن تتوقف في رفض شعبي لتسلم بوتين مهامه كرئيس لروسيا لولاية ثالثة، موضحاً أن المدن الكبرى كلها تشهد مظاهرات واحتجاجات متواصلة رافضة ومنددة بعودته إلى الكرملين. وأضاف "من أبسط حقوقنا أن نعترض ونتظاهر ونرفض سيطرة شخص واحد على كامل مفاصل دولة كبيرة كروسيا في هذا الوقت الحساس، ونحن نرى ونسمع الأخطاء الاستراتيجية التي يقومون بها في الملف السوري وليس بيدنا شيء، والآن الشرطة ومكافحة الشغب زادت من قوة وقسوة تعاملها معنا، لكننا لن نتوقف حتى نسقط هذا النظام الفاسد الرجعي"، مبيناً أن مظاهرات خرجت في مختلف المدن الروسية لإعلان رفضها لهذا القانون. وبين أن القانون الجديد قهري واستفزازي لأنه يفرض غرامات متفاوتة على مخالفي التشريعات الخاصة بإجراء المظاهرات والمسيرات والاعتصامات وغير ذلك من الفعاليات الجماهيرية من قبل منظميها، أوعقوبة الأعمال الإجبارية لمدة تصل إلى 200 ساعة، ويبلغ مقدار الغرامات المالية 300 ألف روبل "10 آلاف دولار تقريباً" للمواطنين العاديين، و600 ألف روبل "20 ألف دولار تقريباً" للمسؤولين، معتبراً أن ذلك عنصر من عناصر الرفض السياسي وأدوات الديموقراطية. وقال إن "مشروع الإطاحة بالنظام الدكتاتوري الروسي المتمثل في القيصر الجديد بوتين لن يمنعنا منه هذا القانون وسيحولنا للمواجهة بالقوة، حيث تم تحويل القانون الجديد إلى بوتين للتوقيع عليه في مسرحية خداع كبيرة". وبين رزنيك أن محاولات تجري لإفشال المشروع حيث اعترض عليه ميخائيل فيدوتوف رئيس مجلس تنمية مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان التابع للرئاسة الروسية وطلب إعادة النظر فيه لأسباب تتعلق بالطريقة الإجرائية التي تم تمريره بها، مهدداً باستخدام حق النقض ضده. وقال رزنيك إن "موقف فيدوتوف لن يكون الحاسم الأوحد ولدينا من يدعمنا من القوى السياسية لإعادة تشكيل مراكز قوتنا لنضمن أن بوتين لن يستمتع بأيام وجوده في الكرملين".