بدأ أعضاء المجلس البلدي في الأحساء مفاوضات لإقناع مالكي 190 دكانا في سوق القيصرية الأثري وسط مدينة الهفوف التاريخية لتخفيض أسعار الإيجارات إلى مستويات مقبولة مقارنة بأسعار الدكاكين التي تمتلكها أمانة الأحساء. وأوضح نائب رئيس المجلس الناطق الإعلامي باسم المجلس ناهض الجبر في تصريح إلى "الوطن" أمس، أن تحرك أعضاء المجلس، جاء إثر تلقي المجلس حزمة من شكاوى وتذمر عدد من الباعة الراغبين في استئجار دكاكين القيصرية المملوكة لبعض المواطنين بهدف تشغيلها، إلا أنهم تفاجؤوا بارتفاع الأسعار، إذ يصل سعر إيجار أحد الدكاكين في السوق مساحته لا تتجاوز ال3×2 متر مربع إلى 60 ألف ريال سنويا، في الوقت الذي يبلغ سعر إيجار الدكان المجاور له الذي يتبع لأمانة الأحساء وبالمساحة ذاتها 10 آلاف ريال فقط، بنسبة زيادة في سعري دكان الأمانة ودكان الملاك 600%، وهو ما يشكل عبئا كبيرا على المستأجرين، لا سيما وأن بعض هؤلاء المستأجرين كانوا مستأجرين الدكان نفسه من الملاك قبل نشوب الحريق قبل نحو 11 عاما بأسعار معقولة. وأضاف الجبر، أن جهود المجلس ترتكز على السعي لإقناع هؤلاء الملاك بخفض الأسعار للدكان الواحد إلى 20 ألف ريال "وهو ضعف أسعار إيجارات دكاكين الأمانة"، لافتا إلى أن التواصل مع الملاك مستمر، إذ إن بعضهم لا يقيمون في الأحساء والبعض الآخر من العنصر النسائي وبالرغم من ذلك فالتواصل مستمر للخروج بنتيجة مرضية للطرفين، مبينا أن تعاون الملاك في خفض أسعار الإيجارات يأتي من باب تمكينهم من العمل ومساعدة هؤلاء الباعة الذين هم من ذوي الدخل المحدود، لا سيما وأن أمانة الأحساء استعادت دكاكينهم بحلة جديدة من آثار الحريق بالمجان، داعيا الملاك إعطاء المستأجرين مهلة سماح لمدة عام كنوع من المساعدة. وبين الجبر، أن إيجار هذه الدكاكين التابعة للملاك بأسعار مقبولة أفضل من بقائها مغلقة، إذ إن ذلك الوضع لا يخدم الملاك أنفسهم ولا يخدم السوق كمعلم سياحي وأثري يفترض تشغيله لإحيائه وإنعاش جميع السوق بجانب استفادة هؤلاء الباعة "المستأجرين" كمصدر دخل لهم ولأسرهم.