تستقبل أمانة الأحساء، السبت المقبل، الملاك والمستأجرين في سوق القيصرية، لتسجيل بياناتهم لدى مكتب اللجنة المختصة ب«القيصرية» الكائن في السوق ذاتها (المبنى الجديد) للبدء في تسليم المحال، وإعادة افتتاحها مع مطلع العام الهجري المقبل. وأوضح أمين الأحساء المهندس فهد الجبير، أن «التسجيل سيستمر حتى الأربعاء المقبل. ويستقبل المراجعين في الفترة الصباحية من التاسعة حتى ال12 ظهراً، ومساءً من الرابعة إلى الثامنة». وتعود سوق القيصرية، التي احترقت في العام 1422ه، إلى واجهة المشهد في الأحساء، ليست بكونها سوقاً تجارية، يرتبط بها الباعة والزبائن فقط، بل هي مكان ارتبط به جميع أبناء الأحساء في المدن والقرى والهجر، كما ارتبط به عدد من أبناء الخليج، وبخاصة القادمين من قطر وعمان والبحرين. كما أن عدداً من الرحالة الذين عبروا الأحساء، استهوتهم هذه السوق بعمارتها وعمرانها، فوصفوها وكتبوا عنها، مشيرين إلى ان بينها وبين الناس «ارتباطاً عاطفياً عميقاً». فيما رثاها الشعراء بقصائدهم بعد احتراقها، وحزن عليها الكتّاب. وأصبحت سوق القيصرية جزءاً من الذاكرة الشعبية. وكان من الصعوبة أن يمر رمضان، من دون الذهاب إليها، إذ اعتاد الناس على شراء مستلزمات هذا الشهر وأيام الأعياد في شكل خاص، منها. وتضم السوق جميع الأنشطة الاقتصادية. كما ان أسعارها مناسبة لفئات المجتمع كافة. إلا أن الحريق الهائل، الذي أتى على 80 في المئة منها، قبل تسع سنوات، ودمر 265 دكاناً، جعل منها ذكرى. وتوزع الباعة على دكاكين أخرى قريبة، رغبة منهم في البقاء قريبين منها. فراحوا يمارسون عملهم التجاري، وهم في شغف وترغّب للعودة السريعة، وخوفاً من عدم عودتها كما كانت. ولسان حالهم يردد: «ليت القيصرية تعود يوماً». وعلى بُعد كيلومتر واحد، أسست سوق تجارية، كانت عبارة عن سوق للخضار، استعارت من «القيصرية» اسمها، فارتبط الناس بالاسم، وراحوا يشترون بضائعهم أيام رمضان والعيد منها، على رغم أن البضاعة التي تُباع هناك، من ملابس وأحذية متوفرة في دكاكين متناثرة في المدن والقرى، إلا أن شراء أطعمة رمضان وملابس العيد من القيصرية، له مذاق وطعم خاص يعلق في الذاكرة. ومن أهم البضائع التي كانت توفرها القيصرية، مستلزمات الطهي، والبهارات، وأنواع البن، والملابس الرجالية والنسائية والأطفال، والعطور، والأحذية، وبعض الأجهزة الكهربائية، والعطارة وأصناف العود والبخور، والمفارش، والصيرفة. كما توجد في داخلها بعض الحرف الشعبية، مثل خياطة المشالح، والصفّار، والحجّام، إضافة إلى أدوات تراثية.