كشفت دراسة بحثية لاستخدامات الشباب السعودي لموقع يوتيوب أو ما أسمته الباحثة والزميلة الصحفية فاتن يتيم ب "تلفزيون الناس"، أن الأغاني هي الأكثر جاذبية من المواد الفيلمية والنصية والتلفزيونية المسجلة. في تفوق لافت للمادة الموسيقية المسموعة على المادة المرئية، التي أوجد الموقع بكل خدماته، في الدرجة الأولى من أجلها. وفي حين كانت الموسيقا والأغاني، هي المواد الأكثر زيارة على يوتيوب من غيرها، جاءت البرامج الفكاهية ثانيا، فالبرامج الدينية التي جاءت في المرتبة الثالثة، ثم الأفلام الأجنبية (المرتبة الرابعة)، وفي الخامسة كانت أفلام الفيديو التي ينتجها الهواة. ويعد موقع اليوتيوب من المواقع التي تركت أثراً كبيراً في عالم الإنترنت، حيث لم يعد مجرد موقع فحسب، بل أصبح مرجعا مهما لأفلام الفيديو بكافة تصنيفاتها. ما دعا الكاتبة فاتن يتيم إلى اختيار هذا الموقع العالمي لإنجاز دراستها لنيل درجة الماجستير في الإعلام الجديد من جامعة الملك سعود، كأول طالبة تتخرج من قسم الإعلام في جامعة الملك سعود، وتقرر تعيينها أستاذة محاضرة في القسم نفسه. جاء ذلك في حديثها إلى "الوطن"، بعد مناقشة رسالتها (استخدامات الشباب السعودي لموقع اليوتيوب والإشباعات المتحققة منه) أمس، من قبل أعضاء هيئة التدريس: عبداللطيف العوفي وفهد الطياش وعبدالملك الشلهوب. وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها، أن حوالي أكثر من نصف عينة الدراسة لا يعرفون إن كانوا ملمين بجميع الخدمات التي يوفرها موقع يوتيوب أم لا. وجاءت خدمة البحث في موقع اليوتيوب عن أفلام معينة كأكثر الخدمات استخداماً، تليها متابعة إحصائيات عدد زوار مقاطع أفلام الفيديو، ثم خدمة تقييم الأفلام وخدمة رفع الفيديو فخدمة التعليق على مقاطع الفيديو. وحول مدى إنتاج مقاطع الفيديو على اليوتيوب أكد ما يقارب 24% أنهم يقومون بإنتاج مقاطع فيديو على اليوتيوب مقابل 76% لا يفعلون ذلك ويكتفون بالمشاهدة فقط. أما فيما يختص بدوافع استخدام اليوتيوب فنجد أن عامل "تحقيق الذات" جاء في المرتبة الأولى مثل "أستخدم اليوتيوب لإيماني بفائدته وأهميته"، "أستخدم اليوتيوب لتطوير قدراتي التعليمية". وجاء العامل المعرفي مثل "أستخدم اليوتيوب للحصول على معلومات وأخبار" في المرتبة الثانية. أما العامل الحاصل على أقل نسبة من حيث "الدوافع" فهو العامل الفضائحي "دافع استخدام اليوتيوب لمعرفة أو لنشر فضائح الآخرين". ومن النتائج المهمة في الدراسة أن "يوتيوب" يحقق ما لا تحققه الوسائل الإعلامية التقليدية (تلفزيون، صحف ورقية، إذاعة..)، بل يقلل من متابعة واستخدام تلك الوسائل. وبينت نتائج الدراسة أيضاً أنه يحقق ما لا تحققه الوسائل الإعلامية الجديدة (الشبكات الاجتماعية كالفيس بوك وتويتر، الصحف الإلكترونية، المنتديات، المدونات...)، ويقلل من متابعة واستخدام الجمهور لها في مقابل مشاهدتهم لليوتيوب. وكانت نسبة الإناث اللاتي ذكرن هذا أكثر من الذكور. وأوصت الباحثة بدراسة برامج اليوتيوب التي ينتجها الشباب السعودي كالبرامج الاجتماعية التي انتشرت بشكل كبير مؤخراً، ودراسة تأثيراتها على الشباب والمجتمع.. ومدى ما تحققه من إشباعات شخصية واجتماعية، وكيف يمكن الأخذ بأيديهم وتطوير قدراتهم في خدمة الإعلام بشكل عام. كما أوصت بدراسة التعليقات على مقاطع اليوتيوب ومدلولاتها الشبابية والمجتمعية، واستخدام موقع اليوتيوب في العملية التعليمية، والتوعوية لخدمة المجتمع والاستفادة منه بشكل إيجابي. وأشاد المناقشون بما جاء في دراسة يتيم، وقال الدكتور العوفي: "إن هذه الرسالة تصلح لأن تكون رسالة دكتوراة، وليست رسالة ماجستير". وتعمل فاتن يتيم صحفية في "الحياة" منذ عام 2009، وفي رصيدها كتاب أدبي مطبوع عن دار طوى للنشر بعنوان "عبور محرّم".