هل سحب «اليوتيوب» البساط من «التلفزيون»؟!.. اختلفت الآراء حول ذلك، منهم من رأى أن التلفزيون مازال محتفظا برونقه لدى المشاهد، وآخرون يرون أن اليوتيوب استطاع ب«خفة دمه» أن يستقطب ملايين المشاهدين من متصفحي الإنترنت، ولكن أحد مستخدمي الفيس واليوتيوب علي بامقدم اعتبر أن مشاهدي «اليوتيوب» أكثر من مشاهدي الفضائيات، بحكم أنه من أهم المواقع الإعلامية من وجهة نظره، لاحتوائه على برامج جديدة ومتنوعة وترفيهية وثقافية وعلمية، كما أنه يتيح التعرف على الثقافات المختلفة، بينما التلفزيون أصبح عملية روتينية تعرض البرامج وتحتكرها. يشير بامقدم إلى أن البرامج المعروضة على الفضائيات تعرض على اليوتيوب ولذا فإن الكثيرون اتجهوا إلى «اليوتيوب» وتركوا التلفزيون، وخاصة الأحداث المهمة والمستجدة التي لها مشاهدين كثر، وفي العديد من المرات يسبق «اليوتيوب» الفضائيات في بث تلك الأحداث، والذي يميز التلفزيون هو أنه له مصداقية أكثر من اليوتيوب، فالفضائيات يهمها المصداقية لنيل ثقة المشاهد، ويرى أن هناك قنوات على «اليوتيوب» ترفيهية وانتقاديه، ولذا فإن الأساس هو التلفزيون و»اليوتيوب» للتسجيل فقط. وسيلتان ناجحتان ولكن المصورة الفوتوغرافية شيخة الكاف ترى أن الشباب والفتيات يبحثون عن البرامج الترفيهية والمسلية، خصوصا مع الأحداث القائمة، ومع ذلك لا تلغى شخصية «اليوتيوب» الذي يستمد قوته من التلفزيون، وتؤكد أن ينتظر من المتصفحين والمدونين ما يبثونه فيه، لأنه مساحة حرة لهم ولأفكارهم، ومع ذلك توضح أن اليوتيوب له خطورة على بعض المستخدمين وخاصة صغار السن، لأنه يعرض مقاطع لا تصلح لعقولهم. من جانبه، يرى مدير الإعلام في قناة فور شباب عاصم الغامدي، أنه إذا قورن ما بين أمرين ناجحين لا بد من الأخذ في عين الاعتبار بالأسباب والعوامل التي تسببت في هذا النجاح، مبينا أن «اليوتيوب» الأكثر بثا لبعض البرامج، حتى أن بعض القنوات تبث برامجها عليه دون تردد تلفزيوني، وإنما لها محطة على «اليوتيوب»، وهذا ليس إلغاء للتفلزيون، فاليوتيوب كان يستمد ما يعرض عليه من البرامج المقدمة من التلفزيون، حتى أصبح مواكبا لما هو جديد من البرامج والمناسبات، متطرقا إلى بعض مميزات «اليوتيوب» في أن به برامج استطلاعية وتثقيفية، ويهتم بكل الفئات العمرية، وسهل الاستخدام، ومتوفر في أي وقت أمام المشاهد، متوقعا له مستقبلا ناجحا وانتشارا أكثر إبهارا، حيث إنه يستقبل التصويتات والمشاهد والاقتراحات والأفكار والآراء. أرض خصبة ولعل معدي ومقدمي البرامج التلفزيونية لهم آراء أخرى، حيث يعترف عبد الوهاب السلمي، وعبدالوهاب الشهري، وعلي المراني، أن التلفزيون أصبح يكرر نفسه في برامجه الحوارية، التي أصبح بعضها قديما ومملا، منتقدين البرامج التي تكون على نمط واحد لا تجديد فيها ولا تنويع، كما أن تصوير البرامج التقليدية يكون داخل الاستديو، لكن السلمي يستبعد أن عنها برامج المجلات المرئية، التي تكون فقراتها عادة تهتم بفكر المشاهد وتشد تركيزه، وأن قنوات «اليوتيوب» تشهد المتابع بفقراتها وتنوع موضوعاتها وقريبة من المشاهد في أي وقت؛ ولكن الشهري يرى أن برامج «اليوتيوب» تتغلب على برامج التلفزيون، موضحا أن الأول غالبا ما يكون مجهود فردي، والثاني به مجموعة من المجهودات من معد ومقدم ومخرج ومنتج، إضافة إلى التفاعلية مع الجمهور وفريق العمل، لكنه يوضح أن برامج «اليوتيوب» تحظى بسقف حرية أعلى من التليفزيون، كما أن الفضائيات تبث بعض برامجها على «اليوتيوب» وهو دليل نجاحه، وهذا لا ينقص من قدر التليفزيون، مؤكدا أن «اليوتيوب» أرض خصبة يجب الاستفادة منها، ومساحة شاملة تقبل أي موضوع بجميع زواياه. وفي الوقت الذي يؤكد فيه المراني، أن الكل أصبح مشاركا في الإنترنت ومنه «اليوتيوب»، فإنه يوضح أن العرب مازلوا متأخرين نوعا ما، لأن «اليوتيوب» قديم في الدول الغربية، ومع ذلك فإنه أداه مهمة للإعلام الجديد، ويوضح أن انشغال البعض وانتقال الأخبار أبعد الكثيرون عن التلفزيون رغم تطوره فاتجهوا لليوتيوب من خلال أجهزتهم وهواتفهم المحمولة، خاصة برامج «الاسكتشات»، مبينا أن «اليوتيوب» شهر للبعض، إضافة إلى سهولة استخدامه، والثلاثة يؤكدون أنه لا يحكم الحكم على الأفضلية بين التلفزيون واليوتيوب، ولكنهم يشيرون إلى أن البعض يفضل الإنترنت بدلا عن التلفزيون. لابد من دراسات وأخيرا، يوضح الإعلامي الدكتور فهد السنيدي أنه لا يمكن الحكم على شيء معين إلا بخضوعه لدراسات، ويشير إلى أن ما يعرض على «اليوتيوب» أغلبه يؤخذ من شاشة التلفزيون، مبينا أن ما أعلنه موقع «يوتيوب» لتباد أشرطة الفيديو أن 48 ساعة من التسجيلات تحمل كل دقيقة على الموقع، ويشهد الموقع ثلاثة بلايين عملية معاينة أفلام يوميا، أي بارتفاع نسبته 50 في المائة مقارنة بالعام الماضي. وأكد أن مسؤولي الموقع أن نصف سكان العالم يعاينون شريط فيديو من «يوتيوب» يوميا، حيث إن كل شخص يقيم في الولاياتالمتحدة يعاين تسعة أشرطة يوميا. وأكد السنيدي، أن موقع «اليوتيوب» بعد شراء «غوغل» زاد التحميل عليه وتنوعت مادته المحملة، مما يعني مستقبلا مختلفا تشهد به الأرقام الأخيرة. وتطرق إلى أسباب نجاح «اليوتيوب»، موضحا أنها تخضع للهدف من المشاهدة، فمثلا «موقع «اليوتيوب» يعرض مقاطع وفضائح يصعب على الفضائيات عرضها، وهذا يدعو المتطفلين الذين يحبون هذا النوع من المشاهدة للتردد على اليوتيوب، كما أن الراغبين في متابعة برامج الفضائيات قد تفوتهم حلقات معينة فيعمدون إلى مشاهدتها عبر اليوتيوب، أضف إلى ذلك ما يمكن اعتباره الرسائل المؤدلجة وهي التي لا يمكن بثها فضائيا لفئات وهيئات ومنظمات وجماعات مختلفة تجد طريقها إلى اليوتيوب». وحول الأكثر انتشارا في المستقبل، بين السنيدي أنه لا يمكن رصده مع هذا التسارع، مشيرا إلى أن «المشاهدة بهذه الأشكال ضربا من التقليدية فيأتيك الإعلام الجديد بأشكال لاتخطر لك على بال، أما في القريب فأظن «اليوتيوب» سيسبق. وكشف السنيدي عن آخر الدراسات التي ستنشرها مجلة بوابة التكنولوجيا حول استخدامات الشباب للفيسبوك في المملكة، موضحا أن ما يزيد على أربعة ملايين شخص يستخدمونها من كافة الأعمار، منهم ما يقرب من ثلاثة ملايين من الذكور والباقي من الإناث.