اتهم وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية اليستير بيرت موسكو بالبحث عن مصالحها في سورية "على حساب الشرعية الدولية ودماء الشعب السوري الذي يقتل على يد النظام"، مطالبا روسيا بالمشاركة في عملية تغيير نظام بشار الأسد والتفكير في بناء علاقة مع القيادات السورية المستقبلية. وقال في حديث ل"الوطن" أمس "ماذا تريد موسكو؟ هل هي حقا تحمي الأسد أم حماية مصالحها فقط؟. ورفض المسؤول البريطاني التعليق على توجهات إسرائيل من نظام الأسد، نافيا في القوت نفسه قيام تل أبيب بالضغط على بريطانيا للتأثير على سياستها الخارجية نحو سورية. وقال "نحن أحرار في قراراتنا الخارجية ونرى أن نظام الأسد يجب أن يرحل وهذا موقفنا الدائم منذ بداية الأزمة فالأسد يقتل شعبه وفقد شرعيته لكن علينا العمل من خلال المنظمات الدولية التي لا تلعب إسرائيل فيها دورا". ورفض بيرت الربط بين الملفين الليبي والسوري لما بينهما من اختلافات، موضحا أن العالم العربي تحرك سريعا في الملف الليبي وكان متحدا فيه لرفضه تصرفات القذافي ضد الثورة الليبية. وأوضح أن القرار السريع من الجامعة العربية الذي تحول بسرعة إلى الأممالمتحدة مطالبا بتفعيل قرار حماية المدنيين يجب مقارنته بالوضع السوري حيث لم تنجح الدول العربية في الحصول على إجماع عربي كون سورية مؤثرة في قضية الشرق الأوسط، كما نرى اختلافا في موقف روسيا والصين الداعمتين لنظام الأسد. وذكر بيرت أن بلاده تدعم وتيرة العقوبات على نظام الأسد كما تدعم مبادرة كوفي عنان التي ترفض دمشق حتى الآن التجاوب معها مما يدخل سورية في دائرة عنف لا تنتهي على يد حكومة تقتل شعبها. كما انتقد المسؤول البريطاني عمل المعارضة السورية، معتبرا أنها فشلت في نقل حقيقة القضية إلى العالم، مطالبا هذه المعارضة بالعمل على تنظيم نفسها وإعادة مؤسساتها لتضم كافة قوى المعارضة. وتناول بيرت مباحثات المجتمع الدولي مع إيران معتبرا أن تعديل طهران لخطابها السياسي نحو جهود العالم لا يعني حقيقة إيمانها بها ولكنه قد يعني أنها تراوغ لكسب مزيد من الوقت. وحول الملف اليمني أن بلاده تدعم جهود الحكومة اليمنية في مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن خطر القاعدة ليس فقط في التمركز في اليمن ولكن في تصديره للخارج.