موسكو، لندن - الحياة»، رويترز - أجرى وفد من المجلس الوطني السوري المعارض محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو أمس تمحورت حول الازمة السورية وامكانيات الحوار بين المعارضة والسلطات السورية. ووصل الوفد برئاسة برهان غليون رئيس المجلس الوطني إلى مبنى وزارة الخارجية الروسية في وسط موسكو لاجراء محادثات مع لافروف وسط تزايد المطالبات الدولية للرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي. وتريد موسكو اقناع المعارضة السورية بأهمية إجراء حوار مع السلطات كأسلم طريق لحل الأزمة داخلياً من دون تدخل خارجي، إلا ان غليون قال إن المعارضة ترفض الحوار «مع من يقتل السوريين، لكنها مستعدة لبدء حوار مع آخرين للتوصل إلى حل عبر التفاوض للأزمة السورية». وأضاف أن الوفد موجود في موسكو للتوصل إلى حل. وذكر غليون أن المعارضة «مستعدة لبدء حوار مع العناصر التي لم تتلوث أياديها بالدماء في النظام السوري». كما قال إن المعارضة تريد التفاوض بشأن «انتقال سلمي للسلطة» لتجنب مخاطر التدخل العسكري والحرب الاهلية. وأوضح غليون: «لقد قلنا لزملائنا الروس إنه من الضروري ان توجه روسيا والاسرة الدولية رسالة قوية وان تطالب باستقالة الاسد لإفساح المجال امام اجراء مفاوضات» مع ممثلين عن السلطة. وتابع غليون: «نريد تجاوز الازمة ونريد ان يتم ذلك من دون تدخل خارجي». وحث دبلوماسيون روس في اجتماعات مع الوفد السوري «كل جماعات المعارضة السورية التي ترفض العنف كوسيلة لتحقيق غايات سياسية على الانضمام فوراً لتنفيذ مبادرة الجامعة العربية لحسم الأزمة مع سورية من خلال إطلاق الحوار بين السلطات السورية والمعارضة». وقبل لقاء المعارضة، قال لافروف إنه يأمل في ان تفلت سورية من السيناريو الليبي، حيث قال إنه قتل حوالى ثلاثين الف شخص في النزاع بين الانتفاضة والنظام والذي نفذ فيه حلف شمال الاطلسي عمليات قصف دعماً للمتمردين. وأضاف أنه سيعبر للمعارضين السوريين عن «قلق» موسكو. وروسيا من الدول القليلة التي نددت بقرار الجامعة العربية تعليق عضوية سورية، وهو ما اعتبره لافروف اجراء «غير صائب». ولا تزال روسيا تزود سورية الاسلحة وتدعمها في مجلس الامن الدولي، وقامت حتى الآن باعتراض كل مقترحات الدول الغربية بفرض عقوبات على سورية. ففي الشهر الماضي، استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يدين حملة القمع التي تشنها سورية على المحتجين المطالبين بالديموقراطية واتهمت الدولتان الغرب بعدم تشجيع الحوار بين النظام السوري والمعارضة. كما اتهمت المعارضة السورية بالسعى للسير على خطى المعارضة الليبية في جلب تدخل عسكري لحلف الاطلسي، من دون ان تعطي مهلة كافية لإصلاحات النظام او حوار بنّاء بين المعارضة والنظام. وكان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف اعلن في اكتوبر (تشرين الاول) ان على نظام الاسد القيام باصلاحات او الرحيل، الا انه شدد في الوقت نفسه على موقفه الرافض لأي تدخل غربي في سورية.