قدم الوفد الإيراني عرضا مضادا للدول الست الكبرى خلال المحادثات النووية الجارية في بغداد، والتي ستتواصل جولاتها اليوم، بحسب ما أكد أحد أعضاء الوفد. وقال المسؤول الإيراني إن "إيران اقترحت عرضا يقوم على 5 نقاط ويستند إلى مبدأ الخطوة مقابل الخطوة، ونحن ننتظر رد الفعل"، مشيرا إلى أنه ستكون هناك جولات محادثات أخرى في وقت لاحق اليوم. واستضافت بغداد اجتماعات لمناقشة الملف النووي الإيراني برئاسة الممثل الأعلى للشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما قال المتحدث باسم آشتون مايكل مان للصحفيين "بالتأكيد نحمل مقترحات تهم إيران" وتتعلق بالأزمة الطويلة حول الملف النووي. وأوضح "لدينا عرض جديد يعالج بواعث القلق المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني، ونأمل من الإيرانيين أن يقدموا ردا إيجابيا على عرضنا". وتابع "يمكننا أن نحقق تقدما، لكن الأمر يتعلق بمسار. لن تكون هناك نتائج دراماتيكية اليوم، لا أعتقد ذلك، لكننا سنحقق تقدما مهما إذا جرت الأمور بشكل جيد". وقال وكيل وزير الخارجية العراقية لبيد عباوي ل"الوطن" إن الدور العراقي في الاجتماعات "سيقتصر على توفير العوامل اللوجستية وتوفير الأجواء الملائمة لعقد الاجتماعات" معربا عن أمله في أن تسفر الاجتماعات عن نتائج إيجابية تسهم في تعزيز الأمن في المنطقة. وقبيل بدء المحادثات، أعرب كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي عن أمله في أن تدشن مباحثات طهران والقوى الكبرى "عهدا جديدا" في العلاقات بينهما. وجدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قوله أمس إنه "استنادا إلى تعاليم الإسلام والفتاوى الواضحة للزعيم علي خامنئي، فإن إنتاج واستخدام أسلحة الدمار الشامل حرام، ولا مكان له في العقيدة الدفاعية لإيران". وأكد رئيس الوزراء نوري المالكي خلال استقباله آشتون أن "الجميع يتطلع إلى نجاح المباحثات الجارية حول الملف النووي الإيراني لأن ذلك سينعكس بشكل إيجابي على عموم المنطقة وعلى العراق بشكل خاص". وقالت آشتون "نحن فرحون لوجودنا في بغداد التي أصبحت محور هذا النشاط الدولي الكبير بعد أن كانت محورا للنشاط العربي من خلال نجاحها بعقد مؤتمر القمة العربية". وفي واشنطن تتضارب التوقعات على نحو واضح بشأن المفاوضات الجارية في بغداد. فهناك من يقولون إن أسس إعادة إيران إلى الصف الدولي قد أرسيت بالفعل وإن ما تبقى هو تراكم كمي يقود إلى التقدم خطوة بعد خطوة نحو اللحظة التي تقرر فيها طهران الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية والابتعاد عن تحدي دول العالم مجتمعة. وهناك من يقولون إن التفاؤل حول نتائج مفاوضات بغداد يذهب أحيانا إلى مدى غير واقعي. في غضون ذلك دعا وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك القوى الكبرى إلى تبني موقف حازم من إيران، قائلا إنه "في بغداد يجب الحذر من أن إيران تستطيع بفضل تنازلات جزئية تجنب تشديد العقوبات". وقالت مصادر إسرائيلية إن "الولاياتالمتحدة تنوي إيفاد بعثة سياسية وأمنية رفعية المستوى إلى إسرائيل قريبا لتنسيق المواقف معها من موضوع التفاوض مع إيران حول مشروعها النووي". ورجحت أن يكون "هدف إيفاد البعثة طمأنة إسرائيل وتبديد مخاوفها من حلول وسط قد يتم التوصل إليها مع إيران".