في الوقت الذي تواصل فيه جماعة الإخوان في ليبيا حشد الشارع للتظاهر ضد عملية الجيش الوطني الليبي في طرابلس لمكافحة الإرهاب وعصابات الجريمة والجماعات الخارجة عن القانون، قال مراقبون: إن «اتصال الرئيس الأميركي دونالد ترمب شخصيا مع قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، الذي تشن قواته هجوما للسيطرة على طرابلس، كشف الخطوط العريضة للعبة الدولية التي تبدو فيها واشنطن وموسكو في صف واحد، مجازفتين بذلك بتهميش دور الأممالمتحدة في ليبيا». وقال المراقبون، إن هذا الدعم الواضح للمشير خليفة حفتر على حساب رئيس الحكومة المعترف بها دوليا فايز السراج رغم اعتراف الأسرة الدولية به كسلطة شرعية وحيدة في ليبيا، والذي أرفق بإشادة «بالدور المهم للمشير حفتر في مكافحة الإرهاب وضمان أمن الموارد النفطية في ليبيا»، يمثل دليلا على دعم أميركي يفسر تصميم حفتر على مواصلة هجومه للسيطرة على طرابلس. تورط قطر حسب المراقبين فإن تقدم الجيش الليبي في طرابلس، كشف الدور المشبوه لكل من قطر وتركيا، إذ أن الخسائر فادحة التي لحقت بالميليشيات المسلحة الإرهابية في طرابلس، جعلت تنظيم الحمدين في الدوحة يتجه نحو استدعاء مزيد من الأوراق الإرهابية، أملا فى إنقاذ ميليشياته من الانهيار في طرابلس. وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، الدكتور محمود عزام، أن الورقة الجديدة التي استدعاها تنظيم الحمدين مؤخرًا في طرابلس، تمثلت في المجرم الدولي صلاح بادي، حيث جاء به الحمدين ليقود ميليشياته المسلحة في طرابلس، بعدما تلقت هذه الميليشيات خسائر فادحة في معاركها مع الجيش الوطني الليبي، لافتا إلى أن مثل هذه الممارسات تؤكد تورط النظام القطري في العمليات الإرهابية التي وقعت على أرض ليبيا منذ عدة سنوات وقامت بها الميليشيات الإرهابية. استدعاء تركي وبالتزامن مع تقدم الجيش الليبي في طرابلس، التقى رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا الإخواني خالد مشري مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة، وذلك لطلب الدعم السياسي واللوجيستي للجماعة في طرابلس لعرقلة تقدم قوات الجيش في معركة تحرير طرابلس. وجاءت زيارة مشري واستدعائه للدور التركي والاستقواء بالخارج بالتزامن، مع مواصلة جماعة الإخوان في ليبيا حشد الشارع للتظاهر ضد عملية الجيش الوطني الليبي لمكافحة الإرهاب وعصابات الجريمة والجماعات الخارجة عن القانون، وذلك فى إطار التحركات التي تقوم بها الجماعة للتشويش على عملية تحرير طرابلس. ورغم تواجد ما يقرب من مليوني مواطن ليبي في العاصمة طرابلس إلا أن جماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسي فشلت في حشد أعداد كبيرة خلال التظاهرات التي تم تنظيمها في ساحة الشهداء بطرابلس، وذلك تحت حراسة الميليشيات المسلحة التي أجبرت بعض أهالي العاصمة الليبية على التظاهر ضد عملية الجيش. مصير مجهول وقال المحلل السياسي محمد عز الدين: إن «المشهد الراهن في مصراتة وطرابلس يؤكد أن جماعة الإخوان تأخذ ليبيا نحو مصير مجهول وعزلة إقليمية ودولية، وذلك بعد التظاهرات التي خرجت للتطاول على دول داعمة لمشروع الدولة الوطنية الليبية وخاصة إقامة جيش وطني ليبي قوي»، لافتا إلى أن المكالمة الهاتفية بين القائد العام للجيش الليبي والرئيس الأميركي، تسببت في خيبة أمل جماعة الإخوان والتيارات المعادية لمشروع الجيش الليبي في غرب البلاد، وهو ما يرجح إمكانية لجوء هذه التيارات لإقحام أطراف إقليمية ودولية في الصراع الراهن بليبيا، وذلك للحفاظ على مشروع جماعة الإخوان في ليبيا من الانهيار الكامل. أهداف الإخوان في ليبيا