عم الحداد العام كافة الأراضي الفلسطينية ،وأغلقت المحال التجارية وبدت الشوارع خالية من المارة سوى مسيرات تشييع الشهداء ، حيث نكست الأعلام في جميع المناطق الفلسطينية ، حدادا على أرواح الشهداء وضحايا قطاع غزة. وخيم الحزن على المدينة المجروحة والتي لاتزال تودع الشهيد تلو الشهيد نتيجة المحرقة الإسرائيلية التي هدد الاحتلال بها وبدأ بتنفيذها . وكان الرئيس عباس قد أعلن ، الحداد العام ليوم الأحد، وتنكيس الأعلام ، حدادا على أرواح الشهداء، وقالت مصادر فلسطينية مقربة من الرئاسة الفلسطينية إن الرئيس محمود عباس قرر السبت تعليق جميع المفاوضات والاتصالات مع إسرائيل ردا على استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة. وأضاف المصدر أن عباس لن يلتقي هذا الأسبوع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت كما كان مقررا وان ذلك يرجع إلى ما وصفه بالجرائم والمجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وقد ارتفع عدد ضحايا الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية المستمرة منذ الأربعاء الماضي في قطاع غزة إلى أكثر من 100 شهيدا و 250 جريح جراء تواصل الهجمة الصهيونية كما أفادت مصادر طبية فلسطينية. وحسب تقارير وكالات الانباء العالمية فقد أعادت السلطات المصرية فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة امس لإخلاء ما يزيد على مائتي جريح فلسطيني، سقطوا نتيجة عمليات الجيش الإسرائيلي المتواصلة ضد سكان القطاع، والتي دخلت يومها الخامس، مخلفة ما يزيد على 70 قتيلاً فلسطينياً. وتُعد هذه هي المرة الأولى التي تسمح فيها السلطات المصرية بإعادة فيتح الحدود مع قطاع غزة، بعد أن قام مسلحون فلسطينيون بتفجير الجدار الحدودي الفاصل بين الجانبين في 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، مما سمح لمئات الآلاف من الفلسطينيين التدفق إلى الأراضي المصرية، هرباً من الحصار الخانق، الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على قطاع غزة. من جانبه، أكد أولمرت في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية الأحد، أن "إسرائيل ليس لديها النية وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي-مون، قد دعا خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي السبت، إسرائيل والفلسطينيين إلى وقف المواجهات بين الطرفين، في الوقت الذي قصفت فيه المقاتلات الإسرائيلية مبنى يضم مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية، وألحقت به أضراراً جسيمة. وأعرب كي مون عن قلقه البالغ من العنف المتصاعد بين الجابين: "منذ الأربعاء الفائت هناك تصاعداً خطيراً للعنف في غزة وجنوبي إسرائيل وحصيلة مريعة من القتلى المدنيين.." وأدان المسؤول الأممي إطلاق الصواريخ على جنوبي إسرائيل، قائلاً إنها "تُعرض حياة المدنيين الإسرائيليين للخطر، ولا تجلب سوى المعاناة للشعب الفلسطيني." وتابع قائلاً: "مع تسليمي بحق إسرائيل بالدفاع عن النفس، إلا أنني أدين الاستخدام المفرط وغير المتكافئ للقوة التي أدت لمقتل وإصابة الكثير من المدنيين منهم أطفال.. أدعو إسرائيل لوقف مثل هذه الهجمات."