التعاون يواصل التعثر في «دوري روشن» بالتعادل مع الخلود    موسم للتشجير الوطني بنجران    المملكة تعرب عن قلقها إزاء تصاعد العنف بالسودان    30 جهة تشارك في المنتدى الحضري العالمي بالقاهرة    أودية ومتنزهات برية    مخالفو الإقامة الأكثر في قائمة المضبوطين    بالإجماع.. إعادة انتخاب عبدالله كامل رئيساً لإدارة مجلس «عكاظ» ل 5 سنوات    ميقاتي يتابع قضية اختطاف مواطن لبناني    حين تصبح الثقافة إنساناً    جدة: القبض على 5 لترويجهم 77,080 قرص «أمفيتامين» و9,100 قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    "فيفا" ينهي تقييمه لملف ترشح المملكة لإستضافة مونديال 2034    فرع الصحة بجازان ينظم مبادرة "مجتمع صحي واعي" في صبيا    وزير الإعلام يرعى ملتقى المسؤولية المجتمعية الثاني في 20 نوفمبر    في الجوف: صالون أدب يعزف على زخات المطر    بلدية محافظة البكيرية تنفذ فرضية ارتفاع منسوب المياه وتجمعات سطحية    المملكة تُعلن عن اكتشاف أكبر موقع تعشيش للسلاحف البحرية في البحر الأحمر    فان نيستلروي: يجب أن نكون وحدة واحدة لنحقق الفوز على تشيلسي    257,789 طالبا وطالبة في اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول بتعليم جازان    الجوف تكتسي بالبياض إثر بردية كثيفة    الهلال يطوي صفحة الدوري مؤقتاً ويفتح ملف «نخبة آسيا»    جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تعقد المؤتمر العالمي لطب الأعصاب    اكتشاف قرية أثرية من العصر البرونزي في واحة خيبر    الأردن: لن نسمح بمرور الصواريخ أو المسيرات عبر أجوائنا    رونالدو يعلق على تعادل النصر في ديربي الرياض    إطلاق مهرجان هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية    وسم تختتم مشاركتها في أبحاث وعلاج التصلب المتعدد MENACTRIMS بجدة    حقيقة انتقال نيمار إلى إنتر ميامي    مرثية مشاري بن سعود بن ناصر بن فرحان آل سعود    مثقفون يناقشون "علمانيون وإسلاميون: جدالات في الثقافة العربية"    دبي.. رسالة «واتساب» تقود امرأة إلى المحاكمة    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع    هيئة الهلال الاحمر بالقصيم ترفع جاهزيتها استعداداً للحالة المطرية    الكلية التقنية مع جامعة نجران تنظم ورشة عمل بعنوان "بوصلة البحث العلمي"    أمانة القصيم تقيم المعرض التوعوي بالأمن السيبراني لمنسوبيها    حدث بارز لعشاق السيارات وعالم المحركات، المعرض الدولي للسيارات    وقاء جازان ينفذ ورشة عمل عن تجربة المحاكاة في تفشي مرض حمى الوادي المتصدع    ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار سقف محطة قطار في صربيا إلى 14 قتيلاً    المذنب «A3» يودِّع سماء الحدود الشمالية في آخر ظهور له اليوم    الرياض تشهد انطلاق نهائيات رابطة محترفات التنس لأول مرةٍ في المملكة    تصعيد لفظي بين هاريس وترامب في الشوط الأخير من السباق للبيت الابيض    ماسك يتنبأ بفوز ترمب.. والاستطلاعات ترجح هاريس    الحمد ل«عكاظ»: مدران وديمبلي مفتاحا فوز الاتفاق    حائل: إطلاق مهرجان هيئة تطوير محمية الملك سلمان بوادي السلف    البدء في تنفيذ جسر «مرحباً ألف» بأبها    مبدعون «في مهب رياح التواصل»    أمير المدينة يرعى حفل تكريم الفائزين بجوائز التميز السنوية بجامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز    الطائرة الإغاثية السعودية السابعة عشرة تصل إلى لبنان    ما الأفضل للتحكم بالسكري    صيغة تواصل    الدبلة وخاتم بروميثيوس    أماكن خالدة.. المختبر الإقليمي بالرياض    «الرؤية السعودية» تسبق رؤية الأمم المتحدة بمستقبل المدن الحضرية    هوس التربية المثالية يقود الآباء للاحتراق النفسي    عمليات التجميل: دعوة للتأني والوعي    المرأة السعودية.. تشارك العالم قصة نجاحها    مدير هيئة الأمر بالمعروف في منطقة نجران يزور مدير الشرطة    أمير منطقة تبوك ونائبه يزوران الشيخ أحمد الخريصي    لا تكذب ولا تتجمّل!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ورقة بحثية عن اثر البنى التحتية على الاقتصاد السعودي لوزير النقل السعودي د جبارة الصريصري
نشر في الوكاد يوم 04 - 11 - 2009

استضافت جمعية الاقتصاد السعودية أستاذ الاقتصاد السعودي الدكتور جبارة عيد الصريصري عضو الجمعية ووزير النقل والخبير الدولي الممارس ، والقي ورقة عمل عن دور قطاع النقل كرافد اقتصادي مؤثر من البنى التحتية ذات الصلة بالتنمية المستدامة . التفاصيل :
عندما انفجرت الأزمة المالية العالمية قبل حوالي سنتين وأدت إلى دخول معظم الاقتصادات , ومنها اقتصادات الدول ذات التأثير البالغ في الاقتصاد العالمي في ركود , وانخفاض النمو في الدول التي كانت تشهد نمواً اقتصادياً عالياً مستمراً مثل الصين والهند انخفاضا غير مسبوق تركزت الجهود الدولية ممثلة بمجموعة العشرين والمؤسسات المالية الدولية
على تحفيز النمو الاقتصادي والخروج من الأزمة . وكان ذلك من خلال خطط منسقة للإنفاق الحكومي , وحظي القطاع المالي بالأضواء والتركيز الإعلامي المستمر .
غير أن الإنفاق على البنية التحتية وبالذات في هذه الظروف لا يقل أهمية وأن لم يحظ بالاهتمام المستحق . تفاعلت الأزمة كما هو معروف فانخفضت الصادرات والواردات ، وجفت منابع السيولة المحركة للاستثمار , وخرج العديد من الشركات من الأسواق , وخفضت الشركات الأخرى إنتاجها وأفلست بنوك ومؤسسات مالية لم يكن بالحسبان من قبل إفلاسها , وزادت أعداد العاطلين عن العمل .
في خضم هذه الظروف لم يكن الهدف فقط الخروج من الأزمة بأسرع وقت ممكن وأن كان التركيز على هذا الهدف سياسياً وإعلامياً مفهوماً بسبب التداعيات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي صاحبت الأزمة . العلاج السليم للخروج منها لابد وأن يشمل التخطيط لما بعدها . في تلك الفترة تصبح المنافسة بين الدول على التصدير والاستثمار شديدة , فالدول التي لديها اقتصادات مرنه ذات منافسة عالية هي التي تخرج من الركود الاقتصادي بشكل أسرع .
الأنفاق وقت الأزمات أكثر جدوى
تلعب البنية التحتية دوراً بارزاً في توسعة الطاقة الاستيعابية ورفع الكفاية الإنتاجية , وتحسين الجودة وهنا يصبح الاستثمار في البنية التحتية وقت الأزمة من أكثر منافذ الإنفاق جدوى . في أوقات الركود الاقتصادي لا يتوجه الاستثمار إلى الإنتاج .. عوامل العرض والطلب في تلك الظروف لا تجعل دراسات الجدوى للمشاريع مشجعة .. في تلك الظروف ينخفض الإنفاق الخاص وتظهر الحاجة كما رأينا إلى الإنفاق العام وأفضله الإنفاق على البنية التحتية التي تؤدي إلى رفع كفاءة الاقتصاد وزيادة تنافسيته في المستقبل بحيث يصبح مهيأً للمنافسة عند الخروج من الأزمة .
إذاً الاستثمار في البنية التحتية في أوقات الركود الاقتصادي يحقق هدفين مهمين :
الأول ويعمل في المدى القصير: المساهمة في تحقيق النمو من خلال السيولة الناجمة عن الإنفاق الاستثماري ، وقد رأينا ذلك في المملكة عندما صدرت الميزانية العامة للدولة بمشاريع ضخمة ورفعت معدلات الصرف عليها
والثاني ويعمل في المدى المتوسط والطويل : زيادة الطاقة الاستيعابية للاقتصاد بشكل يؤدي إلى الحيلولة دون ظهور اختناقات ضاغطة على النمو بحيث يتزامن استكمال مشاريع البنية التحتية مع الوقت الذي يبدأ فيه الاقتصاد بالتعافي .
أدركت المملكة هذه الحقيقة منذ بداية الأزمة المالية العالمية أن مشاريع الدولة المعتمدة لن تتأثر بالأزمة وأنها لن تلغى أو تؤجل بسببها . لذلك واصلت إنفاقها على مشاريع البنية التحتية بميزانية لهذا العام ، هي الأعلى في تاريخها .
علاقة طردية بين التقدم والبنية
لعلنا نتفق أن العلاقة طردية بين التقدم الاقتصادي وتوفر البنية التحتية المتطورة . وبمراجعة خطط المملكة الخمسية نجد أن المملكة أدركت هذه الحقيقة منذ بداية التخطيط الاقتصادي المنظم ، فمثلاً بلغت نسبة الإنفاق على مشروعات البنية التحتية في الخطط الخمسية الأولى والثانية والثالثة من جملة الإنفاق (41 %) و (49 %) و (41 %) على التوالي . واستمرت الدولة في الإنفاق على البنية التحتية إذ وجهت نسبة كبيرة من الميزانية العامة للدولة لهذا العام لتنفيذ مشاريع البنية التحتية بمختلف القطاعات والرفع من مستوى كفاءة البنية التحتية القائمة .
يأتي دور قطاع النقل في مقدمة قطاعات البنية التحتية وعمودها الفقري فسوف أستخدمه كأنموذج للحديث عن أثر مشاريع البنية التحتية على الاقتصاد الوطني ، ويمكن النظر إلى هذا الأثر من زاويتين مترابطتين : -
الأولى : تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد السعودي على المستوى الإقليمي والدولي : -
المملكة عضو في منظمة التجارة العالمية التى قضت تقريباً على الحماية الجمركية في مجال السلع وتسعى إلى القضاء عليها (أي الحماية) في مجال الخدمات مما سحب وسيلة مهمة كانت بيد الدول لحماية منتجاتها . المملكة أيضاً عضو في منطقة التجارة العربية الحرة وتشكل مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي إتحاداً جمركياً ، ووقعت إتفاقيات ثنائية مع عدد من الدول الإقليمية وتسعى إلى الدخول في منطقة تجارة حرة مع العديد من الدول ، لذلك من المهم جداً العمل على تحقيق المرونة في الإقتصاد الوطني وزيادة تنافسيته .
النقل والتنافسية
يلعب قطاع النقل دوراً بارزاً في تحقيق هذا الهدف ، فربط المملكة مع الدول المجاورة بطرق برية ذات كفاءة عاليه وخطوط السكك الحديدية وموانئ ذات سعة عاليه يسهل وصول المنتجات السعودية إلى الأسواق الأخرى ويزيد من تنافسيتها ، أيضاً يخفض تكاليف إستيراد المواد الأولية بحيث ينعكس ذلك على التكاليف الكلية للمنتجات السعودية ، كما أنه يشجع الإستثمارات المحلية والأجنبية في المملكة .
الثانية : تعزيز التنمية وتشجيع النمو الاقتصادي : -
السعودية بلد واسع بتضاريس ومناخ متنوع و شواطئ طويلة على البحر الأحمر والخليج العربي تتوفر بها المناطق السياحية والزراعية والمعادن . واستغلال المزايا النسبية للمناطق المختلفة ذو أهمية قصوى في رفع معدلات النمو الاقتصادي ورفع مستوى المعيشة وتحقيق التنمية المتوازنة توفر البنية التحتية الجيدة للنقل التي تربط مناطق الإنتاج سواءً كان ذلك زراعياً أو صناعياً أو تعدينياً أو التي تربط مناطق الجذب السياحي بالمناطق التي يتركز فيها السكان يؤدى إلى زيادة الاستثمار والإنتاج والدخل والإنفاق وأثر هذه الدورة من خلال المعجل على النمو والتنمية لا يحتاج إلى تفصيل .
البني التحتية مراكز توطين واستثمار
النجاح في الاستفادة القصوى من المزايا النسبية للمناطق المختلفة بالإضافة إلى فوائده الاقتصادية له أبعاد أخرى اجتماعية وبشرية وثقافية . استغلال هذه المزايا يوجد أنشطة اقتصادية توفر فرص العمل والإنتاج في تلك المناطق وهذا الوضع يحفز سكان هذه المناطق على البقاء فيها فبدلاً من الهجرة من هذه المناطق إلى المدن وما يصاحب ذلك من تضخم المدن السكاني وظهور السلبيات المتعددة الناتجة عن ذلك ، بدلاً من ذلك يبقى سكان هذه المناطق في مناطقهم مستفيدين من الفرص المتاحة وربما يؤدى تحقيق هذا الهدف إلى ظهور هجرة معاكسة ، هجرة من المدن إلى هذه المناطق .
تنمية اجتماعية متصلة
ولهذا نعتبر قطاع ا لنقل عنصر مهم ليس فقط في مجال التنمية الاقتصادية وإنما أيضاً في التنمية الاجتماعية وعنصر مهم في إستراتيجية مكافحة الفقر . ولهذا الغرض نضع في وزارة النقل ربط مناطق الإنتاج بمناطق الاستهلاك والتصدير وربط المناطق السياحية بالمناطق التي يتركز فيها السكان في سلم أولويات عملنا ، نعمل ذلك بالتنسيق الوثيق مع الجهات الحكومية المختلفة بما في ذلك الهيئة العامة للسياحة .
والسؤال الآن ماذا لدينا ؟
في مجال الطرق : -
في مجال الطرق لدينا شبكة واسعة من الطرق السريعة والمزدوجة والمفردة بلغت اطولها (53) ألف كيلومتر ، وتحت التنفيذ طرق مختلفة يبلغ طولها (30) ألف كيلومتر ، ويجرى العمل فيها على عدة مسارات :
بناء طرق جديدة ورفع كفاءة الطرق الحالية بتحويل الطرق المفردة إلى مزدوجة ، والمزدوجة إلى سريعة ، في بناء الطرق نولي اهتماما خاصاً بالطرق الزراعية للاعتبارات التي تقدمت التي منها رفع مستوى الدخل للسكان في المناطق الزراعية ، وإيجاد أنشطة اقتصادية تمكنهم من الاستقرار في مناطقهم .
إن الأمثلة على مساهمة الطرق في التنمية بكافة صورها الاقتصادية والاجتماعية والبشرية عديدة ويمكن معرفة حجم هذه المساهمة والنقله النوعية الكبيرة التي أحدثتها في مختلف مناشط الحياة من خلال النظر إلى أي طريق يربط منطقة بأخرى أو مدينة أو قرية أو هجرة بأخرى. . من أجل ذلك باتت سياسية النقل وخططه مستمرة بقوة بهذا النهج ... ومن أجل ذلك وجه خادم الحرمين الشريفين باعتماد مبالغ كبيرة خارج الميزانية العامة للدولة بالإضافة إلى ما أُعتمد في الميزانية لتنفيذ مشاريع البنية التحتية في بعض المناطق التي اتضح حاجتها لدعم أكبر .
في مجال الخطوط الحديدية : -
في مجال الخطوط الحديدية تربط شبكة الخطوط الحديدية الحالية منطقتي الرياض والشرقية بخط للركاب وآخر للبضائع . من خلال هذه الشبكة تم نقل أكثر من مليون ومئة ألف راكب و (260) ألف حاوية في عام 2008م . ولحاجة هذه الشبكة إلى التطوير قامت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بتحديث الخط الحديدي للركاب لتأهيله لتسيير قطارات عاليه السرعة عليه وتقليص زمن الرحلة من الدمام إلى الرياض إلى ثلاث ساعات فقط منها توريد قطارات تبلغ سرعتها (180) كلم في الساعة وتدشين مركز التحكم الرئيسي الذي يتيح تحويل القطارات من بعد ومراقبة سير القطارات والاتصال بطواقم القيادة ، ومنها إنشاء (35) جسر خرساني على امتداد الخط الحديدي من الدمام إلى الرياض ، وتنفيذ السياج والبوابات على جانبي الخط الحديدي ، والانتهاء من ازدواج (60 %) من الخط الحديدي ، وتعزيز أسطول نقل البضائع بإضافة (420) عربة جديدة تعمل بتقنية النقل المزدوج ، إضافة إلى حزمه من الإجراءات المتعلقة بتحسين الخدمة منها إصدار التذاكر الإلكترونية والحجز عن طريق الإنترنت .
بعد عام يكتمل مسار سكة حديد الشمال
ويتم حالياً توسعة شبكة الخطوط الحديدية التي باستكمالها سوف تخدم مناطق لا يقل عدد سكانها عن (80 %) من السكان و (80 %) من النشاط الاقتصادي ، وتشمل التوسعة ثلاثة مشاريع عملاقة :
أولها : قطار الشمال الجنوب الذي يتكون من فرعين أحدهما لنقل المعادن من مناطق التعدين من شمال غرب ووسط المملكة إلى ميناء رأس الزور على الخليج العربي ، والآخر لنقل الركاب والبضائع يبدأ من الحدود مع الأردن ويلتقي بالشبكة الحالية بالرياض مروراً بمناطق الجوف والحدود الشمالية وحائل والقصيم ومن المقرر الانتهاء من الجزء الأول منه في العام القادم إن شاء الله .
قطار الحرمين يبدأ التشغيل 2012
وثانيها: قطار الحرمين وهو عبارة عن خطوط حديدية مكهربة تربط مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة بقطارات سريعة بأحدث التقنيات وبناء خمس محطات للركاب ، محطة في مكة المكرمة ومحطتان في جدة أحدهما في مطار الملك عبدالعزيز ومحطة في رابغ والخامسة في المدينة المنورة ، وقد بدأ العمل بهذا المشروع ومن المقرر أن ينتهي العمل به في عام 2012م إن شاء الله .
الجسر البري بين الخليج العربي والبحر الأحمر رابط بين الشرق وأوروبا
وثالثها: الجسر البري الذي يعمل على ربط موانىء المملكة الرئيسة في جدة على الساحل الغربي والرياض (الميناء الجاف) في الوسط والدمام والجبيل على الساحل الشرقي بخط حديدي يبلغ طوله (1150) كيلومتر ، وسيكون لهذا المشروع أثراً إيجابياً كبيراً على الاقتصاد الوطني بنقله البضائع الواردة من أسواق شرق آسيا عن طريق الدمام والبضائع المنتجة في المناطق الصناعية في المنطقة الشرقية إلى أسواق المملكة في المناطق الأخرى والأسواق الأوربية والأمريكية . وكذلك نقل البضائع الواردة من أوربا وأمريكا عن طريق ميناء جدة والبضائع المنتجة في المناطق الصناعية في منطقة مكة المكرمة إلى أسواق المملكة الأخرى والأسواق الخليجية والأسيوية . ومن المقرر الإعلان عن المشروع قريباً .
v في مجال الموانىء : -
لدى المملكة شبكة ممتدة من المواني على ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي تتكون من ثمانية موانئ صناعية وتجارية بالإضافة إلى ميناء تاسع للمعادن في رأس الزور على الخليج العربي تحت التنفيذ . هذه الموانئ مجهزة بأحدث المعدات والمرافق والتجهيزات ووسائل السلامة لاستقبال جميع وسائط النقل البحرية مهما بلغت مراحل تطورها . ويبلغ عدد الأرصفة في الموانىء (184) رصيفاً بطاقة إستيعابية تبلغ (250) مليون طن سنوياً .
والموانىء السعودية أول قطاع خدمي يتم تخصيص مرافقة ، ففي عام 1997م صدر أمر سامي بإسناد جميع أعمال تشغيل وصيانة وإدارة الأرصفة والمعدات التابعة للموانئ إلى القطاع الخاص . القطاع الخاص حالياً يتولى إدارة المحطات والاستثمار فيها بما في ذلك الإنفاق على التشغيل وتأمين المعدات وبناء أرصفة جديدة والتعاقد مع الخطوط الملاحية للحصول على أكبر حصة ممكنة من سوق الشحن والمسافنة في منطقة الشرق الأوسط .
بناء تشغيل تسليم هكذا مشروعات المواني
وفي السنوات القليلة الماضية انتقل التخصيص في الموانئ إلى مستوى أعلى ببناء محطات جديدة عملاقة متكاملة بأحدث الأساليب وبألاف الملايين من الريالات من قبل القطاع الخاص بأسلوب ال BOT منها المحطة الثالثة للحاويات في ميناء جدة الإسلامي التي ينفذها ويستثمر فيها تحالف سعودي ماليزي بطاقة استيعابية تصل إلى مليونين حاوية قياسية ترفع الطاقة الاستيعابية للميناء إلى أعلى من خمسة ملايين حاوية قياسية . ومنها محطة ثانية مشابهة للحاويات في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام . وبمراجعة ما تحقق من خلال التخصيص نجد مزايا عديدة منها جذب استثمارات وطنية وأجنبية كبيرة للموانئ بشكل خاص والاقتصاد الوطني بشكل عام , ونقل التقنية من خلال إدارة المحطات بواسطة تحالف شركات سعودية مع شركات عالمية كبيرة رائدة في الصناعة البحرية , وتوفير فرص عمل للمواطنين , وزيادة تنافسية الموانئ السعودية وتوفير مبالغ كبيرة للدولة كانت تنفق على بناء وإدارة المحطات , بل أصبحت الموانئ من مصادر الإيرادات المحلية للميزانية العامة .
المواني باتت مصانع إنتاج وطني متنوع
فالموانئ لم تعد مرفقاً لاستيراد وتصدير السلع كما كانت سابقاً , بل أصبحت مدناً اقتصادية تتكامل بها الأنشطة البحرية من صناعة وخدمات ذات صلة بهذا المرفق . وكلما نجحت في هذا الميدان كلما ازدادت جذباً للاستثمارات والتقنية وكلما زادت مساهمتها في الاقتصاد الوطني . وكمثال على ما تحقق في موانئنا دخلت صناعة بناء السفن المملكة في عام 1424ه من خلال التعاون والتسهيلات التي قدمها ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام لشركة الزامل للصيانة والتشغيل حيث أثمر هذا التعاون تأسيس شركة لبناء السفن في ساحة الميناء صنعت حتى الآن 13 قطعه بحرية متنوعة وتعتزم الشركة التوسع في هذه الصناعة ذات الأهمية الإستراتيجية والأبعاد الاقتصادية الجيدة . كذلك دخلت صناعة المنشآت النفطية المملكة لأول مرة في الميناء ذاته عندما قدمت المؤسسة العامة للموانئ في بداية عام 1428ه تسهيلات لشركة الطاقة والرشيد للأعمال البحرية مع شريك أجنبي لتصنيع المنشآت النفطية الخاصة بالتنقيب وإنتاج النفط والغاز في عرض البحر حيث بدأ التصنيع هذا العام وستكون الدفعة الأولى سبع منصات بحرية لشركة ارامكو السعودية .
كانت هذه القطع البحرية والمنشآت النفطية الخاصة بالتنقيب وإنتاج النفط تستورد . أما الآن فتنتج محلياً .. نقل للتقنية ، وإيجاد فرص عمل ، وتحسين في الميزان التجاري ، وخلق فرص لتأسيس صناعات وأنشطة اقتصادية مرتبطة بها .
لا تنمية دون بنى قوية
. ما لم تتوفر بنية تحتية متطورة تصبح جهود تحقيق التنمية المستدامة والرفع من معدلات النمو الاقتصادي إلى المستوى الذي يحقق ارتفاعات متتالية بمستوى الدخل تصبح جهوداً غير ذات جدوى .. كيف يمكن للتنمية أن تنجح وللاقتصاد أن يزدهر إذا لم يتم ربط مناطق الإنتاج والاستهلاك والتصدير ببنية تحتية متطورة كماً وكيفاً ؟
السعودية ورشة عمل مستمرة
هذه الحقيقة كانت حاضرة لدى قيادة المملكة منذ بداية التأسيس على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله ، أصبحت المملكة باتساع رقعتها ورشة عمل لم تستثن منطقة أو مدينة أو قرية من المشاريع بمختلف أنواعها .. في قطاع النقل مثلاً ننفذ الآن شبكة من الطرق يبلغ طولها ثلاثون ألف كيلو متر لتضاف قريباً إلى شبكة يبلغ طولها ثلاثة وخمسون ألف كيلو متر . وفي سكك الحديد تنفذ مشاريع تربط شرق المملكة بغربها وشمالها بجنوبها تصل إلى الموانئ ( منافذ الاستيراد والتصدير ) على الساحلين الشرقي والغربي ، وتصل إلى المدن الاقتصادية ومناطق التعدين وتصل إلى الحدود مع الأردن ، وعند اكتمال شبكة الخطوط الحديدية الأردنية مع سوريه يصبح بإمكان منتجاتنا الوصول إلى أوربا عن طريق تركيا بالقطارات . أضف إلى ذلك مشروع ربط دول مجلس التعاون بخطوط حديدية . وفي الموانئ ينفذ ميناء جديد على الخليج العربي لصهر المعادن وقيام صناعات جديدة ، إضافة إلى التطوير الكمي والنوعي لبقية الموانئ.
اجزم أن اثر هذه المشاريع وغيرها من مشاريع البنية التحتية على الاقتصاد الوطني عند اكتمالها سوف يكون اكبر مما يتصوره الكثيرون ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.