اختتم المنتدى البحري السعودي الثاني 2010 الذي عقد في مدينة جدة تحت شعار « نحو التكامل مع المنظومة التجارية العالمية « أعمال جلساته العلمية التي شارك فيها أكثر من 30 متحدثا من داخل المملكة وخارجها لمناقشة التحديات والمعوقات التي تعترض صناعة الموانئ والنقل البحري . وعقد المنتدى أمس الجلسة العلمية السابعة بعنوان «البنية التحتية للامدادات اللوجستية وتأثير الجسر البري « وشارك في هذه الجلسة كل من نائب رئيس شركة ميناء ابوظبي الكابتن محمد الشامسي والرئيس التنفيذي لمجموعة اجيليتي لوجستيكس السعودية وائل قباني وادار الجلسة صالح احمد حفني . وناقش المتحدثون مع 200 خبير ومهتم وباحث أهمية البنية التحتية لنقل البضائع ومشروع الجسر البري والخطوط الحديدية عبر المملكة وتأثيرها على الشحن والمناولة . وعقب الجلسة أوضح رئيس المنتدى المهندس طارق المرزوقي أن لدى المملكة شبكة ممتدة من الموانئ على ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي تتكون من ثمانية موانئ صناعية وتجارية بالإضافة إلى ميناء تاسع للمعادن في رأس الزور على الخليج العربي تحت التنفيذ . وأضاف أن هذه الموانئ مجهزة بأحدث المعدات والمرافق والتجهيزات ووسائل السلامة لاستقبال جميع وسائط النقل البحرية مهما بلغت مراحل تطورها . ويبلغ عدد الأرصفة في الموانىء (184) رصيفاً بطاقة إستيعابية تبلغ (250) مليون طن سنوياً . وقال « إن الموانئ السعودية تعد أول قطاع خدمي يخصص جميع أعمال تشغيل وصيانة وإدارة الأرصفة والمعدات التابعة للموانئ إلى القطاع الخاص ويتولى القطاع الخاص حالياً إدارة المحطات والاستثمار فيها بما في ذلك الإنفاق على التشغيل وتأمين المعدات وبناء أرصفة جديدة والتعاقد مع الخطوط الملاحية للحصول على أكبر حصة ممكنة من سوق الشحن والمسافنة في منطقة الشرق الأوسط . ولفت المهندس طارق المرزوقي الى ان السنوات القليلة الماضية انتقل التخصيص في الموانئ إلى مستوى أعلى ببناء محطات جديدة عملاقة متكاملة بأحدث الأساليب وبألاف الملايين من الريالات من قبل القطاع الخاص بأسلوب ال BOT منها المحطة الثالثة للحاويات في ميناء جدة الإسلامي بطاقة استيعابية تصل إلى مليونين حاوية قياسية ترفع الطاقة الاستيعابية للميناء إلى أعلى من خمسة ملايين حاوية قياسية ومنها محطة ثانية مشابهة للحاويات في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام . وأشار الى ان التخصيص اوجد مزايا عديدة منها جذب استثمارات وطنية وأجنبية كبيرة للموانئ بشكل خاص والاقتصاد الوطني بشكل عام , ونقل التقنية من خلال إدارة المحطات بواسطة تحالف شركات سعودية مع شركات عالمية كبيرة رائدة في الصناعة البحرية , وتوفير فرص عمل للمواطنين , وزيادة تنافسية الموانئ السعودية وتوفير مبالغ كبيرة للدولة كانت تنفق على بناء وإدارة المحطات , بل أصبحت الموانئ من مصادر الإيرادات المحلية للميزانية العامة . واكد ان المؤاني لم تعد مرفقاً لاستيراد وتصدير السلع كما كانت سابقاً , بل أصبحت مدناً اقتصادية تتكامل بها الأنشطة البحرية من صناعة وخدمات وكلما نجحت في هذا الميدان كلما ازدادت جذباً للاستثمارات والتقنية وكلما زادت مساهمتها في الاقتصاد الوطني . وأفاد رئيس المنتدى البحري أن قطاع النقل يعد عنصر مهم ليس فقط في الموانئ وانما في مجال التنمية الاقتصادية وإنما أيضاً في التنمية الاجتماعية وعنصر مهم في إستراتيجية مكافحة الفقر و ربط مناطق الإنتاج بمناطق الاستهلاك والتصدير و المناطق السياحية بالمناطق التي يتركز فيها السكان في سلم أولويات الدولة وبالتنسيق الوثيق مع الجهات الحكومية المختلفة بما في ذلك الهيئة العامة للسياحة. وقال إن المملكة لديها شبكة واسعة من الطرق السريعة والمزدوجة والمفردة التي ساهمت ايضا في نقل البضائع من الموانئ بلغت اطولها (53) ألف كيلومتر وهناك طرق تحت التنفيذ يبلغ طولها (30) ألف كيلومتر ، ويجرى العمل فيها على عدة مسارات وبناء طرق جديدة ورفع كفاءة الطرق الحالية بتحويل الطرق المفردة إلى مزدوجة ، والمزدوجة إلى سريعة . واوضح المرزوقي ان شبكة الخطوط الحديدية تشكل عنصر مهم في صناعة الموانئ والنقل البحري ومن اجل ذلك ناقش المنتدى البحري هذا الجانب وقد وضعت الدولة في قمة اولوياتها استكمال هذه الحطوط حيث يعد مسار سكة حديد الشمال من اهم الخطوط التي تخدم مناطق لا يقل عدد سكانها عن (80 %) من السكان و (80 %) من النشاط الاقتصادي ويتكون قطار الشمال الجنوب من فرعين أحدهما لنقل المعادن من مناطق التعدين من شمال غرب ووسط المملكة إلى ميناء رأس الزور على الخليج العربي ، والآخر لنقل الركاب والبضائع يبدأ من الحدود مع الأردن ويلتقي بالشبكة الحالية بالرياض مروراً بمناطق الجوف والحدود الشمالية وحائل والقصيم . وشدد المهندس طارق المرزوقي على اهمية قطار الحرمين وهو عبارة عن خطوط حديدية تربط مكةالمكرمةوالمدينةالمنورةوجدة بقطارات سريعة بأحدث التقنيات وبناء خمس محطات للركاب ، محطة في مكةالمكرمة ومحطتان في جدة أحدهما في مطار الملك عبدالعزيز ومحطة في رابغ والخامسة في المدينةالمنورة مشيرا الى اهمية الجسر البري بين الخليج العربي والبحر الأحمر وبين الشرق وأوروبا مفيدا الجسر البري يعمل على ربط موانىء المملكة الرئيسة في جدة على الساحل الغربي والرياض (الميناء الجاف) في الوسط والدمام والجبيل على الساحل الشرقي بخط حديدي يبلغ طوله (1150) كيلومتر ، وسيكون لهذا المشروع أثراً إيجابياً كبيراً على الاقتصاد الوطني بنقله البضائع الواردة من أسواق شرق آسيا عن طريق الدمام والبضائع المنتجة في المناطق الصناعية في المنطقة الشرقية إلى أسواق المملكة في المناطق الأخرى والأسواق الأوربية والأمريكية . وكذلك نقل البضائع الواردة من أوربا وأمريكا عن طريق ميناء جدة والبضائع المنتجة في المناطق الصناعية في منطقة مكةالمكرمة إلى أسواق المملكة الأخرى والأسواق الخليجية والأسيوية. بعد ذلك عقد المنتدى البحري الجلسة الثامنة والختامية لاعمال المنتدى بعنوان السياحة البحرية ونقل الركاب وشارك في الجلسة عدد من الخبراء من دول اوروبا ورئيس مركز الدراسات الاستشارية البحرية الربان محمد عبود بابيضان وادار الجلسة مروان السليماني. وتطرق المتحدثون في هذه الجلسة الى تحديات نقل الركاب وتطوير المرافق واستكشاف الفرص المتاحة في قطاع السياحة البحرية ومسارات التطوير . ودعا المشاركين في الجلسة الى اهمية الاستثمار في السياحة البحرية باعتبارها عنصر مهم جدا في التعريف بالمدن السياحية في المملكة . واكدوا ان الاستثمار في هذا الجانب يعد مجديا وان الجهود التي تبذلها هيئة السياحة في تنشيط هذا القطاع لابد ان يتضاعف بالتسيق مع كافة القطاعات الاخرى ذات العلاقة.