قالت وكالة الأنباء الروسية امس ان مقترح الرئيس دميتري ميدفيديف ، بإطلاق " فضائية إسلامية " من روسيا، يأتي موقفا نوعيا بإزاء التطورات التي يعيشها العالم الإسلامي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ، وانتقال الاسلام ، من دين تعتنقه الملايين الى نمط وأسلوب في الحياة مثير للجدل . الرئيس الروسي أيد مقترحا ، اطلقه رئيس مركز التنسيق لمسلمي شمال القوقاز، المفتي اسماعيل بردييف امام لفيف من المفتيًين والقيادات الاسلامية الروسية ، واثر سلسلة من الاحداث الدموية ، هزت شمال القوقاز. وبصرف النظر عن تزامن مقترح ميدفيديف ، مع تصاعد العمليات الانتحارية في انغوشيا ، والأقاليم القوقازية الأخرى ذات الاغلبية الاسلامية ، فان المشروع يملك بعدا استراتيجيا ، فيما لو تحقق . قبلها يتعين على الكرملين ، توجيه بوصلة الاعلام الناطق بالروسية ، نحو رؤية أكثر موضوعية لقضايا المسلمين ، في روسيا. قد يرى البعض ، في الفضائية المقترحة ، وسيلة دعائية ، تقتصر مهمتها على الترويج لحياة المسلمين في روسيا ، وعندها فانها ستصبح رقما يضاف الى عشرات الفضائيات الناطقة بالعربية ، ومثلها العشرات بلغات اخرى . أما إذا أرادها صناع القرار في الكرملين ، جسرا ، للتلاحم مع الامة الاسلامية ، فان مقترح الرئيس ميدفيديف ، يمثل ، نقلة نوعية في توجه روسيا نحو مليار ونصف المليار مسلم . على " الفضائية الاسلامية الروسية " ان تمس شغاف القلوب ، مثلما تهز مشاعر زهاء عشرين مليون مسلم ، توحدهم في روسيا لغة بوشكين وتولستوي ، ويجمعهم دين القرشي محمد بن عبد الله . قناة تخاطب العقول ولاتتحايل على العواطف ، تهدي الى الوسطية ، ولاتكفر الاخرين ، تمنح الضوء ، ولاتعتم على الحقائق . الفضائية الاسلامية الروسية ، المقترحة ، مقترح أيده الرئيس الروسي في مسعى واضح ، للتقريب بين الشعوب العديدة التي تحتضنها روسيا ، ونبذ التعصب . ولعل انطلاقتها، تؤذن لانطلاقة جديدة في الدبلوماسية الروسية ، أكثر قربا والتصاقا بهموم المسلمين في العالم