اتهم رئيس جمهورية أنغوشيا القوقازية يونس بك يفكوروف الولاياتالمتحدة وبريطانيا وإسرائيل بالوقوف وراء التصعيد الدموي المتواصل في منطقة القوقاز، معتبراً أن الهدف منه «عرقلة نهضة روسيا ومنعها من العودة إلى شغل موقعها الطبيعي محل الإتحاد السوفياتي». وجاء الإتهام الأول من نوعه بعد مرور ساعات على تفجير إنتحاري ضخم هز العاصمة الأنغوشية نازران وأوقع 19 قتيلاً وأكثر من ستين جريحاً. وشكل الإنفجار الذي وقع صباح أمس، قرب مبنى مديرية الأمن في نازران تصعيداً يعد الأخطر في الجمهورية التي شهدت خلال الشهور الماضية سلسلة أعمال تفجيرية واغتيالات استهدفت مسؤولين كباراً، حتى وصفها خبراء بأنها تحولت إلى «ساحة حرب حقيقية ومركزاً أساسياً للمتشددين في شمال القوقاز». وكان انتحاري قاد سيارة مفخخة وصدم بسرعة كبيرة إحدى بوابات مديرية الأمن. وقال محققون إن إتساع دائرة التفجير وقوته التدميرية يدلان على أن السيارة كانت محملة بكميات كبيرة من المواد الشديدة الإنفجار، ما أسفر عن تحطيم جزء من مبنى المديرية التي تتولى الإشراف على عمل الوحدات الأمنية في الجمهورية القوقازية، كما ألحق أضراراً بالغة بعدد من المباني السكنية المجاورة. وبحسب حصيلة أعلنتها الأجهزة المختصة فإن 19 شخصاً على الأقل قتلوا غالبيتهم من رجال الشرطة، وأصيب ستون آخرون بجروح بينهم تسعة أطفال، في حين تواصلت عمليات البحث تحت الأنقاض عن جثث أو مصابين. وسارع الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف إلى توجيه أوامر لوزير الداخلية الروسي رشيد نورعلييف باتخاذ التدابير اللازمة لتمكين الأجهزة الأمنية في انغوشيا من مواصلة عملها وملاحقة مدبري الهجوم. وفي أقوى رد فعل على التطورات الدامية في الجمهورية وجه الرئيس الأنغوشي يفكوروف أصابع الإتهام مباشرة إلى «بلدان في الغرب تسعى إلى عرقلة نهضة روسيا ومساعيها لإحتلال مكانها الطبيعي محل الإتحاد السوفياتي». وزاد أن القوى المناوئة لروسيا و «خصوصاً الولاياتالمتحدة وبريطانيا وإسرائيل، تعمل وفق مخطط لزعزعة الأوضاع في القوقاز». وقلل في الوقت ذاته، من أهمية معطيات رددها بعض المسؤولين الروس أخيراً، حول تورط «مرتزقة عرب» في التطورات الدامية التي تشهدها منطقة القوقاز خلال الشهور الأخيرة . وأوضح: «إن أصحاب المصلحة في زعزعة الأوضاع في روسيا يمكن أن يستأجروا أشخاصاً في أي بلد لتنفيذ مخططاتهم». لكنه استبعد في الوقت ذاته احتمال أن يتمكن مدبرو الهجمات من تحقيق أهدافهم، مؤكداً أن «وقوع حرب في شمال القوقاز أمر مستبعد طالما بقي المتطرفون بعيدين من السلطة». وهذا أقوى اتهام يصدر من مسؤول في روسيا ضد البلدان الثلاثة، علماً أن يفكوروف ذاته كان تعرض لمحاولة اغتيال الشهر الماضي ما زال يخضع للعلاج إثرها. أيضاً اعتبر رئيس الوزراء الانغوشي رشيد غيسانوف أن مدبري الهجوم يسعون الى الوصول الى السلطة في الجمهورية. وكانت أنغوشيا شهدت تصعيداً متواصلاً منذ بداية العام وزاد عدد الهجمات التفجيرية في شكل لا سابق له منذ الحرب في الشيشان. كما استهدفت الهجمات سياسيين بارزين، وكانت أحدث عملية اغتيال وقعت الأسبوع الماضي وأسفرت عن مقتل وزير الإنشاءات رسلان اميرخانوف. على صعيد آخر، اعلن مسؤول في وزارة الطوارئ الروسية ان سبعة اشخاص قتلوا واعتبر 68 شخصاً في عداد المفقودين في حادث في اكبر محطة للطاقة الهيدروكهربائية امس. وصرح اندريه كليوييف المسؤول في وزارة الطوارئ في منطقة خاكاسيا في سيبيريا حيث وقع الحادث لاذاعة «صدى موسكو» ان «مصير 68 شخصاً لا يزال مجهولاً». وأوقف الحادث الانتاج في هذه المحطة الأكبر لتوليد الكهرباء من المياه في روسيا. وصرحت ايرينا بوتينكو الناطقة باسم وزارة الطوارئ بأن المياه غمرت قاعة في محطة كهرباء سايانو شوشينسكايا في منطقة خاكاسيا في سيبيريا. وأشارت الى نقل 11 مصاباً الى المستشفيات، مؤكدة ان لا خطر يهدد السكان في المنطقة. وأضافت ان السلطات لم تستبعد امكان ان يكون انفجار سبب الحادث ولكن وكالات الانباء الروسية افادت ان السبب الاكثر احتمالاً للحادث هو ارتفاع منسوب المياه داخل المحطة.