. (CNN) -- كعادة المسلمين في كل ليلة من ليالي شهر رمضان في العاصمة الأمريكيةواشنطن، كان موعد الإفطار قد حل، لكن هذه المرة جرى هذا الطقس الديني الإسلامي في كنيسة، ولم يقتصر على المسلمين فقط، بل ضم أيضاً مسيحيين ويهود. فقد تجمع عدد من الأشخاص يمثلون الديانات الثلاث في قاعة كنيسة "سانت أندروز" اللوثرية في مدينة "سلفر سبرنغز،" على حدود واشنطن الشمالية عند غروب الشمس لترسيخ العوامل التي توحد هذه الديانات الثلاث، كالصوم، وذلك لإيضاح أن للديانات ناحية روحانية وإنسانية أكثر من ماهيتها كمعتقدات فقط. وقالت حزمي برمادا رئيسة شبكة الأمريكيين المسلمين التفاعلية إن أهمية جمع الناس مع بعضهم البعض في عمل اجتماعي ديني يسمح لأبناء الديانات المختلفة بالنظر إلى بعضهم البعض كأشخاص أكثر من ممثلين للديانات. وخاطب الحاخام جيري سروتا الحضور قائلا :"الصوم هو أحد الطرق التي يقوم بها الإنسان من ناحية روحانية ليس لعقاب النفس ولكن للالتزام والتركيز على العقيدة،" مضيفا أنه وأعضاء منظمة رجال الدين وراء الحدود، سيقومون بالصيام في 17 سبتمبر/أيلول المقبل مع أهالي قطاع غزة، وأن المال الذي سيوفر في هذه الحملة سيذهب إلى مؤسسات الدعم الأمريكية. من جانبه، قال الإمام محمد عرفات إن رسالة رمضان "قد تغيرت في واشنطن، حيث أن البيت الأبيض ينظم إفطارا في رمضان وكذلك وزارة الخارجية الأمريكية، ومن جهتها تنظم الجالية الإسلامية إفطارا يحضره موظفو الخدمة الخارجية في وزارات متعددة." وأضاف عرفات: "أتمنى من الله أن يبارك هذا البلد وأن يبارك لدور العبادة التي تقوم بالصيام، فهذه رسالة الله لليهود والمسلمين والمسيحيين. وأفاد رضا صابوني، أحد ناشطي الجاليات الإسلامية، أن العرب الأمريكيين "ليسوا مسلمين فقط بل هنالك الكثير من المسيحيين، وعلينا جميعا ألا ننسى ذلك، وأن نتذكر أننا جيران، بصرف النظر عما يحدث في الشرق الأوسط". يذكر أن الإفطار جرى بحضور ما يقارب 150 شخصا معظمهم من منطقة واشنطن الكبرى، وقام الحضور بالتبرع بألعاب العيد للأطفال المحتاجين والطعام والملابس لجمعيات خيرية محلية، علماً أن هذا الإفطار نُظّم بدعوة من شبكة العرب الأمريكيين العمليّين.