الكدح المتواصل والأعمال اليومية الشاقة لا تتغير عند أهالي البادية، حتى في شهر الصيام، لا يتغير، فالأمور الحياتية في البادية تسير بروتينها اليومي، حيث يبدأ من الصباح الباكر وحتى مغيب الشمس. يعشق البادية صالح المزيدي من أبناء البادية في العبلاء، أكد أنه يعشق الحياة البدوية والتمسك بها ما يجعله يواجه الظروف التي تبدو صعبة بكل جسارة وأريحية، وأضاف «يظل توفير رعاة للغنم والإبل من ضمن الاستعدادات لشهر الصيام، حيث ترتفع أجور الرعاة في ذلك الشهر الكريم، مبينا أنه ربما لا يحصلون عليهم فيضطرون إلى رعايتها، مبينا أنه ومنذ الصباح وهم يدبرون شؤونهم، وفي فترة الظهيرة نرتاح وننام حتى العصر»، وقال: «ربما تشاهد البعض ينامون تحت الأشجار الظليلة كالسدر بسبب ارتفاع درجة الحرارة في خيام الشعر، وأن إفطارنا يكون من نتاج مواشينا، فنذبح خلال الشهر الكثير من الذبائح، ونعمل منها المقلقل في الإفطار، كما نشرب حليب الإبل والألبان والسمن». مشقة أكثر ويتحدث محمد جاد الحق (راعي مواش من جنسية عربية) عن صعوبة الصوم في البادية، فيقول: «الصيام في البادية يزيدنا مشقة، فرغم أن رعي الأغنام شاق، إلا أن المشقة أكثر في رمضان من ناحية زيادة العطش، مشيرا إلى أن نمط الحياة كما في غيره، حيث اعتدنا في الأيام العادية أن نتناول وجبتين إفطار صباحي ووجبة عند المغرب، فالفرق هو فقط في قطرات الماء التي كنا نبل بها حلوقنا في غير رمضان، لكننا لا ننسى روحانية الشهر الذي نعيشه من خلال الاستماع إلى المذياع، حيث نفطر على أذان الحرم المكي، لعدم معرفتنا بالوقت المحلي، واعرف راعيا يحفظ القرآن ويرتله وهو مع غنمه».