أغلقت وكالة الاستخبارات المركزية معظم "المحطات السوداء" التي اقيمت كشركات تجسس في أوروبا في اعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر الارهابية، طبقا لما ذكرت التقارير . وجاء فى صحيفة ((لوس انجيليس تايمز)) انه بعد انفاق مئات الملايين من الدولارات فى اقامة حوالي 12 شركة، قامت وكالة الاستخبارات المركزية باغلاقها جميعا عدا اثنتين عقب ادراك انها كانت فكرة متعجلة، وتم وضعها فى غير أماكنها. وذكرت الصحيفة انه تم انشاء هذه الشركات فى اطار مجموعة "المحطات السوداء" لجيل جديد من الجواسيس، لكنها فشلت بشكل واضح في مهمتها لجمع المعلومات حول الاهداف الرئيسية لوكالة الاستخبارات المركزية وهى الجماعات الارهابية، وشبكات نشر الاسلحة غير التقليدية. ونقلت الصحيفة عن مسئولين حاليين وسابقين بالوكالة ان هذا الاغلاق يعد ضربة لاثنتين من الأولويات الاكثر الحاحا بالنسبة للوكالة بعد هجمات 2001: وهى توسيع وجودها بالخارج، وتغير اسلوب نشر الجواسيس. ووفقا للصحيفة، فإن هذه الشركات كانت محور خطة طموحة لزيادة عدد الجواسيس بالخارج تحت ما يعرف باسم "غطاء غير رسمي"، بمعنى انهم سيتنكرون كموظفين في مصارف استثمارية، وشركات استشارية، وغيرها من الشركات الوهمية التى لاتوجد لها علاقات واضحة بالحكومة الامريكية. ونقلت الصحيفة عن المسئولين قولهم ان الخطة اصبحت مصدر خلاف هام داخل الوكالة، واحاطت بها المشكلات. وذكرت الصحيفة ان الشركات الوهمية كانت بعيدة عن معاقل المسلمين في أوروبا وغيرها من الأهداف. واثار حجمها مخاوف من أن خطأ واحدا سوف ينزع الغطاء عن العديد من العملاء. واشارت الصحيفة إلى انه نتيجة ان المسافرين للعمل لا يتصلون ادة بالقاعدة أو الأعداء ذوى الاولية المرتفعة، فإن هذا الغطاء لا ينجح . وقال المسئولون ان هذه التجربة تعكس الكفاح المستمر لوكالة الاستخبارات المركزية للتكيف مع بيئة تجسس جديدة. وقد سعت الوكالة إلى اعادة التجمع من خلال تصميم اغطية تقدم ذرائع للجواسيس للاقتراب من الجماعات الاسلامية المتطرفة، وصناع المعدات النووية، وغيرهما من الاهداف ذات الاولوية المرتفعة.