صدر كتاب جديد للكاتب المصري محمد طعيمة بعنوان (جمهوركية ال مبارك.. صعود سيناريو التوريث) اوضح فيه أن سيناريو توريث الحكم في بلاده حتى لو حالت الظروف دون حدوثه فانه دليل على " حالة تجريف" تتعرض لها مصر في السنوات الأخيرة فبالتوازي مع غموض المستقبل السياسي للبلاد فان الحرائق تأتي على جزء مهم من ذاكرتها. وانه مع الشروع في الخطوات التمهيدية لسيناريو صعود جمال ابن الرئيس حسني مبارك فان بنية أقدم دولة مركزية في التاريخ "تكاد أن تتفكك" مضيفا أن من مظاهر التفكك ما يراه اهدارا "لفكرة الوطن" والكوارث التي تتعرض لها "أعمدة رئيسية في بنية مصر التي حلمنا بها دولة حديثة" ومنها حرائق يراه كثيرون غامضة أتت على مبان تاريخية. وشبت النيران في المسرح القومي في سبتمبر أيلول 2008 وهو مبنى تاريخي كما احترق جانب كبير من مجلس الشورى (البرلمان) في أغسطس اب 2008 وتتكلف اعادة بنائه وترميمه بين 120 و130 مليون جنيه مصري كما أعلن رئيس الشركة التي تتولى هذا الأمر في الآونة الأخيرة. كتب مقدمة الكتاب الروائي المصري صنع الله ابراهيم المعروف بانتقاده الحاد لحكم الرئيس مبارك جاء فيها : عندما ينجلي غبار المعركة ويفوز الشعب المصري بحقه في اختيار حكامه" سيكون القارئ بحاجة الى سجل بأعمال أعاقت "فضيحة التوريث" ومنها هذا الكتاب إضافة الى كتابات لآخرين وكذلك دور الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) التي "نقلت المعركة من الغرف المغلقة الى الشارع رغم أنف الطغيان." وعنوان كتاب (جمهوركية آل مبارك) نحت لغوي مبتكر يجمع الجمهورية والملكية معا بما يفيد اختلاط الأمور وتحول الجمهورية الى حكم ملكي يورث للأبناء. ويقع الكتاب في 215 صفحة متوسطة القطع وطرحت دار ميريت في القاهرة طبعة جديدة ومزيدة منه بمناسبة معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تنتهي دورته الحادية والأربعون الخميس القادم. وحمل غلاف الكتاب صورة التقطت لمبارك (81 عاما) في حالة إعياء وغضب أما الغلاف الخلفي فتتصدره صورة طفل مصري يحمل علم حركة (كفاية). ويرصد طعيمة مظاهر ما يراه سيناريو لتوريث حكم مصر في "حكم الأب مبارك بالشراكة مع الابن جمال... توابع شراكة الأب والابن المدمرة حركت البعض من داخل بنية النظام نفسه للتحذير ثم الاعتراض المباشر" وبخاصة من الجناح الذي تمتد شرعيته الى ثورة يوليو تموز 1952 التي أنهت حكم أسرة محمد علي وألغت الحكم الملكي. ويسجل الكتاب مواقف لغير السياسيين ممن يتحمسون لتولي جمال حكم البلاد مثل الممثل الكوميدي عادل امام الذي "يناشده عبر النيوزويك الأمريكية.. ياريت جمال يرشح نفسه ويصبح رئيسا لمصر.. نحتاج الى شخص قوي." ولكن طعيمة مؤلف الكتاب يرى أن جمال "يمارس سلطات تنفيذية تعلو الوزراء" وأن وسائل الإعلام الرسمية تؤدي دورا في تصعيده إعلاميا وسياسيا دون شقيقه الأكبر علاء حتى ان أمهما سوزان مبارك "نادرا ما تشير (في مقابلاتها) الى علاء!".ويرى أن مصر في حالة مخاض ولكن أحدا لا يعرف ماذا ستلد ولا متى.