وقع لشيخ يوسف القرضاوي بيانا باسم اتحاد العلماء المسلمين بالفتح الفوري لمعبر رفح من اجل استقبال الجرحى الفلسطينيين . نص البيان الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله (وبعد) باسمي واسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أستنكر بشدة: العدوان الوحشي الإجرامي الغاشم الذي يشنه الكيان الصهيوني الآثم، على الشعب الفلسطيني الصابر والمصابر المرابط في غزة، الذي لم تكتف إسرائيل بتجويعه وتجريعه الويل والثبور بحصاره الظالم، فقامت بهذه المجزرة البشرية البشعة التي لا توصف إلا بأنها حرب إبادة عنصرية ضد الشعب البطل الصامد. وإننا لنحيي هذا الشعب الباسل الباذل، ونشد على يديه، ونقف من ورائه. وأطالب علماء المسلمين في العالم أن يوقظوا شعوبهم لتتحرك مدافعة عن هذا الحق المبين، وأن نطالب الحكام بوقفة رجولية تناسب الموقف، لتقول للصهاينة: كفوا أيديكم أيها الوحوش، ويقولوا لمجلس الأمن: تحرك لوقف هذه المأساة. ويقطعوا كل علاقة بإسرائيل، مالم توقف عدوانها الذي يلطخ أيديها بالدماء. ونطالب الجامعة العربية وأمانتها العامة، بالدعوة إلى قمة عربية طارئة، لمواجهة هذا الخطر الداهم بما يستحقه، وهذا ما ينادي به الشارع العربي في المشرق والمغرب، وستفقد هذه الحكومات شرعيتها، إذا أغلقت آذانها عن الاستماع إلى صوت الشعوب، الذي يمثل الكرامة والعزة التي كتبها الله المؤمنين. ونطالب مصر بفتح معبر رفح في هذه الفترة لمسيس الحاجة بل الضرورة إليه للإمداد بالأدوية والإسعافات اللازمة، ونقل من يمكن نقلهم للعلاج في مصر. ونطالب منظمة المؤتمر الإسلامي وأمينها العام بالتحرك لتنبيه الأمة الإسلامية لتقوم بدورها في الدفاع عن أرض النبوات والمقدسات. و(المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) و(المسلمون يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم) ونطالب الاتحاد الأوربي أن يخرج عن صمته ويدين هذه الغارات التي تستهدف هذا الشعب الآمن، الذي لا جرم له إلا أنه صامد في أرضه، يدافع عن حياته وعرضه. فالصمت في هذا الموطن إنما هو مشاركة في الباطن، فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس. ونطالب أمريكا التي تزعم الصداقة لبعض الدول العربية أن تأمر ربيبتها إسرائيل بالرجوع عن غيها، والوقوف عند حدها، وهي وحدها القادرة على أن تلجمها وتجبرها على الالتزام. نطالب كل أحرار العالم وشرفائه في كل مكان: أن يناصروا الحق والعدل، ويقاوموا الظلم والبغي والطغيان. فإذا لم تؤت هذه النداءات أكلها، وتحقق هدفها، وتقلم أظافر العدوان، وتخلع أنيابه المفترسة، فنحن ندعو جماهير الشعوب العربية والإسلامية إلى تحريك المسيرات وتسيير المظاهرات الشعبية المسالمة في كل مكان، للضغط على الأنظمة الحاكمة حتى تنتصر للحق، وتقول كلمة الحق، ولا تخاف في الله لومة لائم، ولتعمل بكل قوة على نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم والمعتدى عليه في غزة. وأن نرغم أبناء فلسطين جميعا في الضفة وفي غزة على أن يلتقوا على مائدة الحوار، لمواجهة العدو المشترك، والصلح بينهم بالقسط، إن الله يحب المقسطين. وعلى الأخوة في السلطة أن ينفضوا أيديهم من التفاوض مع إسرائيل، فلم نجن من ورائه خيرا قط، وعليهم أن يمدوا أيديهم إلى إخوانهم في غزة، فهم منهم وإليهم، وقضيتهم واحدة، ومصيرهم واحد، وهدفهم واحد (أذن للذين يقاتلون أنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير). يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين