تشن السلطان الأمنية الإيرانية حملة اعتقالات واسعة في صفوف علماء وطلاب العلوم الدينية في إقليم بلوشستان (شرقي إيران) ذات الأغلبية السنية، وهي الحملة التي تصاعدت عقب قيام السلطات الإيرانية بهدم جامع ومدرسة الإمام أبو حنيفة في مدينة زابل في 27 أغسطس الماضي. وذكر حزب النهضة العربي الأحوازي في بيان أرسل إلى "المصريون" نسخة منه، أن عناصر من جهاز المخابرات الإيرانية (إطلاعات) قامت يوم الثلاثاء التاسع من رمضان الجاري بمداهمة منزل الشيخ محمد يوسف واعتقاله، وذلك أثناء توجهه إلى عمله بجامعة دار العلوم الإسلامية في مدينة زاهدان مركز إقليم بلوشستان. وجاء ذلك بعد يومين من قيام الأمن الإيراني باعتقال 12 رجل دين وناشطا ثقافيا في مدينتي زابل و زاهدان. ومن بين الطلبة الذين جرى اعتقالهم في يوم الأحد الماضي, أقارب لمدير جامع ومدرسة أبي حنيفة الشيخ حافظ محمد علي شه بخش الذي اعتقل عقب تهديم المدرسة المذكورة، ومن بينهم صهر كبير علماء أهل السنة في إيران الشيخ عبد الحميد. والمعتقلون السبعة هم : مولوي يوسف إسماعيل زهي ( صهر كبير علماء أهل السنة في إيران), محمد عمر بلوش, (شاعر) محمود گله بچه (حارس مسجد جامع في مدينة زابل), محمد علي گله بچه (ناشط في مؤسسة الخليلي الثقافية في زاهدان), عبد الرحمن شه بخش ونور محمد شه بخش (شقيقا مولوي حافظ محمد علی مدير مدرسه الإمام أبو حنيفة), عبد الکريم شه بخش (ابن شقيقة الشيخ حافظ محمد علي شه بخش), عبد القادر نارويي, عزيز الله نارويي, محمد حسين خليلي (مسئول مؤسسة الخليلي الثقافية) ومحمد رضا رخشاني. من جهة أخرى، أصدرت محكمة رجال الدين في مدينة مشهد (مركز محافظ خراسان) مذكرة استدعاء للشيخ عبد الحكيم العثماني أحد أساتذة جامعة دار العلوم الإسلامية في مدينة زاهدان. ولم تذكر المحكمة سبب الاستدعاء، لكنها دأبت في الآونة الأخيرة على توجيه مثل هذه الاستدعاءات لرجال الدين السنة ومن ثم حبسهم دون توجيه تهمة محددة لهم. وكانت المحكمة نفسها قد استدعت في التاسع من الشهر الماضي ثاني أكبر علماء أهل السنة في إقليم بلوشستان، وهو الشيخ أحمد ناروئي وأمرت بحسبه، وبعد شهر من اعتقاله في مشهد تم نقله إلى طهران حيث يجهل أهله مكان اعتقاله، وترفض محكمة رجال الدين وأجهزة الأمن تحديد مكان اعتقاله. وقد نددت أوساط سياسية ودينية عديدة بحملة الاعتقالات الواسعة التي تشنها السلطات الإيرانية في صفوف علماء أهل السنة في إقليم بلوشستان. ووصف حزب النهضة الأحوازي في بيان تلك الاعتقالات بأنها عدوانية وتخلو من أدنى قيم الإنسانية ولا تستند لأي مبرر قانوني, وأكد أنها تظهر الوجه الحقيقي للحقد الطائفي والعنصري الأعمى الذي يمارسه النظام الإيراني ضد أهل السنة والقوميات غير الفارسية. وطالب الحزب جميع الهيئات المعنية بحقوق الإنسان وعلماء الدين الإسلاميين بالتدخل السريع لدى السلطات الإيرانية لوقف هجمتها العدوانية وحثها على إطلاق سراح كافة المعتقلين من علماء وطلاب العلوم الدينية من أهل السنة. وتشن السلطات الإيرانية حملة إعدامات ضد الناشطين في منطقة بلوشستان، وغالبا ما يتم تغطية هذه الإعدامات بالقول ان المحكومين هم مجرمون بتهم لا علاقة لها بأنشطتهم السياسية المناهضة للسياسات الطائفية في إيران ضد الأقليات. المصدر صحيفة المصريون 15رمضان