اندلعت مواجهات شديدة بين قوى الأمن الإيراني والمتظاهرين البلوش أدّت إلى مقتل وجرح عدد من المتظاهرين البلوش، وفرضت إيران حصاراً أمنياً وعسكرياً شديداً على إقليم بلوشستان وخاصة مدينة «سرباز». وعلى أثر اغتيال «مولوي مصطفى جنكي» قائد أهم قواعد الباسيج الإيراني في المدينة، الذي يتولى مهمّة قمع الحريات الدينية والقومية للشعب البلوشي، اعتقلت السلطات الإيرانية عشرات المواطنين البلوش، من بينهم «مولانا فتحي محمد نقشبندي» إمام جمعة بلدة «راسك» و«مولوي عبدالله ملازاده» إمام جمعة «يارود». وأكدت نشرية تابعة لمركز دراسات بلوشستان في لندن أن السلطات الإيرانية تسعى لإخضاع مدارس أهل السنة في بلوشستان إلى هيمنتها بغية تسييرها وفقاً لنزعتها الطائفية، إلا أن قادة أهل السنة أكدوا رفضهم الدائم لاستحالة التفريط بالمدارس ووضعها تحت تصرّف الدولة الإيرانية. وتواصل إيران اعتقال علماء السنة في بلوشستان وتحرّم عليهم بناء المساجد. وبسبب العنصرية الإيرانية المفرطة، تتعرّض الشعوب غير الفارسية التي تعيش ضمن جغرافية ما تسمّى بإيران إلى أبشع أنواع الاضطهاد القومي، ويعاني الشعب البلوشي الاضطهادين القومي والديني في آن واحد بسبب النزعة العنصرية الطائفية والقومية للدولة الإيرانية. وبعد أن قدّمت الأحواز عدداً من الشهداء والجرحى والمعتقلين على أثر انتفاضة نيسان الماضي ضد الاحتلال الأجنبي الإيراني، شنّت القوات الإيرانية سلسلة غارات جوية على إقليم كردستان وقصفت المناطق المأهولة بالسكان، وبالمقابل نفّذ «حزب الحياة الحرة» (بيجاك) الكردي عمليّة أدّت إلى مقتل خمسة من عناصر الحرس الثوري وجرح أربعة آخرين. ومنذ أيام دوى هتاف «الخليج عربي» في أحد ملاعب مدينة «تبريز» عاصمة إقليم آذربايجان، ردّدته الجماهير الآذرية الغاضبة تعبيراً عن مدى استيائها إزاء عنصرية إيران تجاه الشعوب غير الفارسية.