أعدمت السلطات الإيرانية أمس ثلاثة أشخاص دينوا بتفجير مسجد «أمير المؤمنين» في مدينة زاهدان جنوب شرقي كبرى مدن محافظة سيستان بلوشستان، وهو التفجير الذي أسفر عن مقتل 25 شخصاً وجرح 125 آخرين. ونفِذ حكم الإعدام قرب المسجد الذي تعرض للتفجير، وسط حشود هتفت بالموت للجماعات المنشقة والتي يُعتقد بأنها تتخذ من الأراضي الأفغانية والباكستانية مقراً لها. وأفادت هيئة التلفزيون والإذاعة العامة الإيرانية أن جماعة «جند الله» السنية المتمردة الناشطة في صفوف الأقلية البلوشية الإيرانية تبنّت الاعتداء، وهي تطالب بحكم ذاتي أوسع في هذه المحافظة. وكشف رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية حسن فيروز أبادي، في تصريح الى الموقع الإلكتروني للتلفزيون الإيراني أمس، أن بلاده «حددت قاعدة زعيم المجموعة» المنفذة للتفجير في باكستان، و «أبلغت إسلام آباد من أجل اعتقاله». واللافت أن البيت الأبيض دان «بشدة» الاعتداءات «الإرهابية»، وذلك في بيان استثنائي يتعلق بحدث من هذا النوع في إيران. وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس في بيان أصدره في وقت متقدم ليل الجمعة - السبت ان «الشعب الأميركي يوجه تعازيه الحارة الى الضحايا وعائلاتهم». وزاد: «لا شيء يبرر الإرهاب الذي تدين الولاياتالمتحدة كل أشكاله في كل البلدان، وضد أي كان». وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية «ايرنا» بأن الإعدام نفذ بثلاثة هم: فرزند أغوان وغلام رسول شاهو ذهي وذبيح الله نارويي، وهم «اعترفوا بإدخال متفجرات الى إيران وسلموها الى المسؤول الرئيس عن التفجير». وذكر مسؤول ايراني أن الثلاثة اعتقلوا قبل حصول الانفجار، لكنهم اعترفوا بضلوعهم بعد اعتقالهم، كما دينوا بالتورط بتفجير باص يقل أفراداً من «الحرس الثوري» العام 2007، وبتفجيرات أخرى أحدها طاول مسجد الغدير في زاهدان في شباط (فبراير) الماضي. وهذه من المرات النادرة التي ينفّذ فيها حكم محكمة إيرانية بهذه السرعة، وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن الحكم أصدرته محكمة ثورية خاصة في زاهدان، بعدما اعترف الأشخاص الثلاثة بضلوعهم بتفجير المسجد. وأشارت المصادر ذاتها الى أن السلطات الأمنية والعدلية استعجلت تنفيذ الحكم نظراً الى حساسية الظروف الحالية قبل نحو أسبوعين من الانتخابات الرئاسية، ولتفادي أي تدهور أمني محتمل قبل هذا الاستحقاق. الي ذلك، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الباكستاني محمد بخش عباس، ونقلت إليه احتجاج طهران علي وجود جماعة «جند الله» التي يتزعمها عبد الملك ريكي في الأراضي الباكستانية. ودان السفير حادث التفجير في المسجد، مؤكداً سعي بلاده الى مواجهة «الجماعات الإرهابية».