بدأت رحلة عباس جواد كديمي أستاذ الترجمة العراقي، في الصين عام 1998، وكسب بقدراته وجهوده احترام زملائه الصينيين. حيث يسعى كديمي خلال مسيرته التي امتدت ل 21 عاما مرت مثل البرق، لتعريف القراء العرب على الثقافة الصينية والمجتمع الصيني من خلال المقالات التي ينشرها في وسائل الإعلام. وفي السنوات ال 21 الماضية، ولتعريف المزيد من القراء العرب على الثقافة والتاريخ الصيني، اختار كديمي ممارسة الترجمة الأدبية. ولهذا ترجم رواية حلم القصور الحمراء في عام 2011. وبعد ذلك، ترجم رواية الممالك الثلاث التي استغرقت منه أكثر من 3 سنوات، بسبب صعوبات ترجمة الرموز الثقافية والتاريخية والسياسية التي تعج بها الرواية. وقال كديمي: “أحب الأدب وأعمال الترجمة، وأنقل الأدب الصيني إلى العرب. وفي السنوات الأخيرة، زاد التبادل الثقافي بين الجانبين الصيني والعربي، ما سيجعلنا قادرين على فهم بعضنا البعض، ونكون أصدقاء أكثر. نظرا لأن المسافة بين الشعبين الصيني والعربي لم تعد بعيدة”. وقال كديمي: “أفضل رواية الممالك الثلاث. حيث بها الكثير من الشخصيات التي تعجبني، منهم تشو قه ليانغ لأنه كان عالما وخبيرا في نفس الوقت وكان قائد معركة أيضا. كما يعجبني قوان يوي أيضا لأنه شخص يتسم بأخلاق الفروسية، لتمسكه بالإخلاص في حياته. أما تساو تساو، فهو شخصية مهمة في الرواية، ولعب دورا كبيرا في تلك الفترة، ولجأ إلى أساليب كثيرة لإدارة شؤون دولته وشؤون الصين في تلك الفترة”. وتابع كديمي: “هناك الكثير من الصعوبات التي تواجه المترجم عند ترجمة الرواية مثلها مثل ترجمة الأشعار. ولذلك، مسؤوليتي كانت كبيرة، ولكن كنت أتعاون مع زملائي الصينيين، ونجتمع ونناقش من أجل أن نتخطى كل تلك الصعوبات من كافة النواحي التاريخية واللغوية والثقافية”. وبالإضافة إلى الأدب الصيني الكلاسيكي، قرأ كديمي الكثير من الأدب الصيني المعاصر، حيث قال: “هناك الكثير من أعمال الأدب الصيني المعاصر الممتازة جدا، على سبيل المثال، أعمال موه يان الحائز على جائزة نوبل في الأدب في عام 2012. والتي بها تشابه كبير مع الأدب العربي المعاصر فيما يخص أسلوب الرواية وأسلوب الحبك القصصي وأسلوب الإشارة الرمزية. كما قرأت الكثير من أعمال موه يان ووجهات النظر حول أدبه، فلاحظت أن أعماله الأدبية تتمتع بصفة عالمية، وهو ما يعجبني كثيرا”. ويأمل كديمي أن تصبح المسافة بين الشعبين الصيني والعربي أقصر. وأضاف: “لا يوجد حاليا معهد كونفوشيوس في العراق. وفي الحقيقة، إن بغداد والبصرة وأربيل تتطور كلها بشكل جيد. فأتمنى أن يفتتح الجانب الصيني معهد كونفوشيوس في مكان ملائم في العراق وهو ما سيدفع تعزيز التبادل اللغوي والأدبي والأكاديمي بين الجانبين”. وحصل كديمي في عام 2014، على جائزة الصداقة الصينية، وهي أعلى جائزة تمنحها الحكومة الصينية للخبراء الأجانب الذين يقدمون إسهامات بارزة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الصين.