أشاد الأديب الصيني العالمي مويان الذي انفردت القناة الثقافية السعودية بلقاء معه كأول قناة عربية بالعلاقة التي تربط الصين بالعالم العربي وبعمق العلاقات التي تربط الصين بالعالم العربي حيث تصل لآلاف السنين. وأشار مويان أن هناك تأثيرا متبادلا بين الثقافتين ويتمنى أن تتم ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الصينية وبخاصة أعمال أدباء كبار كنجيب محفوظ وجمال الغيطاني والشعراء مثل محمود درويش وأدونيس وغيرهم. وأشار الأديب الصيني إلى أنه اطلع على بعض أعمال الروائي المصري نجيب محفوظ من خلال عمله أولاد حارتنا، مشيراً إلى إعجابه بما احتوى عليه العمل، وحول الشاعر أدونيس فقد أكد الأديب الصيني أنه اطلع على أعماله المترجمة إلى الصينية ويعتقد أنه شاعر جدير بالحصول على جائزة نوبل للآداب حيث إنه كان في القائمة القصيرة للحصول عليها في هذا العام. وحول تفاصيل نبأ فوزه يروي مويان أنه شعر بالدهشة حينما ورده اتصال من سكرتير الجائزة يخبره بالفوز بالجائزة حيث إنها تمنح عادة للأدباء في سن السبعين أو الثمانين وأنها منحت له في سن السابعة والخمسين، ويطمح للعودة لمزاولة الكتابة الإبداعية في أقرب وقت ممكن حيث إن بعض الأدباء يعجزون عن الكتابة بعد حصولهم على جائزة نوبل متمنيا أن لا يكون للجائزة تأثير سلبي على حياته الإبداعية. وحول العوامل التي أثرت في مسيرته الإبداعية فيقول مويان إن ولادته في قرية غنية بالتراث الشعبي والأسطاير كان لها تأثير إضافة إلى قراءته في أمهات الكتب الصينية ككتاب حلم المقصورة الحمراء والقراءة كذلك لبعض الكتاب الصينيين كان لها تأثير في مسيرته الأدبية، إضافة إلى أنه تأثر بأعمال بعض الأدباء العالميين كغابرييل ماركيز وويليم فوكنر والياباني ياسوناري كويوب إضافة إلى إنجر هيلتجراء وميخائيل شلوكوف وغيرهم من الأدباء الكبار. وحول ترجمة أعماله للغات الأخرى يقول مو يان منذ أوخر الثمانييات بدأت أعماله في الترجمة إلى لغات أخرى وكانت اللغة الفرنسية أول لغة ترجمة إليها أعماله من خلال عمل الذرة الرفيعة الحمراء ثم تلتها الترجمة إلى لغات أخرى حتى وصلت إجمالي اللغات التي ترجمت إليها أعماله 20 لغة. وحول عمله الذرة الرفيعة الحمراء يقول مويان أنه تم تحويلها في ثمانينيات القرن الماضي إلى فيلم سينمائي وحصل على عديد من الجوائز. ووصف عمله الشهير الذرة الرفيعة الحمراء بأنه عمل يحكي عن معاناة إنسان في مدينة قارمي الصينية وتعبر عن معاناة المواطن البسيط في حقبة سابقة. وحول مجموعاته القصصية أكد مويان أنه أصدر مجموعته القصصية الأولى “الفجلة الذهبية” في العام 1985م وهي تسلط الضوء على بعض الجوانب في حياته الشخصية بينما مجموعته القصصية الثانية “التغيرات” فقد صدرت في العام 2005م عندما كان مع ابنته في إيطاليا لاستلام جائزة نينو الأدبية وحينها التقى ناشرا هنديا وطلب منه أن يكتب عملاً أدبياً ففكر أن يقوم بذلك بوصف التغيرات الاجتماعية مازجا في العمل بين الخيال والواقع والتغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي حدثت في الصين ويرى أن العمل يمكن أن يوصف بأنه رواية السيرة الذاتية. وحول واقع النقاد في الساحة الأدبية الصينية يقول مويان إن الساحة الأدبية الصينية تزخر على مدار 30 عاماً بعدد كبير من النقاد المعروفين، مشيراً إلى أن جيل الأدباء القديم يتمتع بخصوصية واضحة تختلف عن أدب جيله حيث أنهم الأقدر على الكتابة عن اهتمامات المجتمع، مؤكداً إلى أن الأدب الصيني المعاصر يتميز بمحافظته على التواصل بين الأجيال المتلاحقة. وحول الإصلاحات التي قامت بها الحكومة الصينية وتأثيرها على الأدب الصيني يقول مويان أن الانفتاح التي شهدته الصين منذ سبعينيات القرن الماضي أثر بشكل كبير على مسيرة الأدب الصيني. وحول اهتمامات الحكومة الصينية يرى مويان أن الحكومة حرصت مؤخراً على نشر الثقافة الصينية في الخارج حيث كانت في وقت مضى تسعى إلى التعرف ودراسات الثقافات الخارجية بما في ذلك الثقافة العربية والغربية. الرياض | يوسف الكهفي