نسمع أحياناً عبارة " لا عليك .. الحياة ستستمر " ، قد يختلف السياق الذي تأتي فيه هذه العبارة ، لكنها في حقيقتها تختزن معانٍ عميقة تستحق التّأمل والتفكير واستخلاص العِبر من مضمونها ، فقد تكون تعاملاً منطقياً مع الواقع الذي تتحكم فيه الأقدار مهما حاولنا أن نواجهه بما نستطيع من قدرتنا المحدودة على التغيير ، وقد تكون وقفة لمراجعة موضوعية تُفضي إلى حالٍ أفضل نقضي به بقية الحياة المكتوبة ، وقد لا تكون هذا أو ذاك ويكون معناها مرتبط بالحالة ومسبباتها وتداعياتها ، وإن كانت محصلتها الرضوخ بما حصل والإصرار على استمرار الحياة ، التي لن تتوقف ساعتها عن الدوران ، فالحياة زمن ينقضي وأمد ينتهي مهما كان الحاضر حلواً أو مراً ، وما نحن فيها إلا عابري سبيل طال أم قصُر ، والعبرة في خاتمتها وليس في مجراها ، فالخاتمة كلمة فصل ومجريات الأمور سرد ينطوي . فلسفة الحياة تتقاطع مع الفِكر وتتماهى مع العقل ، لكنها لم تكن يوماً أسيرة لمفهوم محدد يضعها في بوتقة تحكم عليها بقبضة حديدية تكبّل قدرتها على انتزاع فِطرتها الأولى التي منحتها فضاء النور والحرية ، ومهما تنازعت قوى الخير والشر وتصارعت على ساحتها فالغلبة تؤول في نهاية النّزال إلى تلك السكينة التي تمثلها زرقة السماء أو سكون الليل وصمت النهاية . "عبد العزيز إسماعيل داغستاني "