ترأس السيد سيدي محمد ولد ببكر السفير الموريتاني في أسبانيا رفقة قائد الأركان الأسبانية الجنرال فيليكس سان رولدان حفل تخليد الذكرى 900 لمعركة "أوكليس" التي سحق فيها جيش المرابطين تحت قيادة يوسف بن تاشفين قوات الملك ألفونسو السادس. وتم خلال الحفل الذي يعتبر انطلاقة سلسلة من الفعاليات تستمر لأسابيع إزاحة الستار عن لوحة تخلد المعركة التي دارت بين المسحيين والمرابطين عام 1108 و"يخلدها الطرفان اليوم بسلام" وفق المنظمين. وترأس السفير الموريتاني وقائد الأركان الأسبانية الحفل الذي حضره ضباط أسبان فضلا عن عسكريين موريتانيين دعو بوصفهم "أحفادا للمرابطين" كما جرى الاحتفال بحضور جمهور كبير من سكان البلدة الأسبانية، والذي تنظمه بلدية "أوكلس" باعتباره تخليد "لحدث تاريخي أثر بشكل مصيري" في التاريخ الأسباني. وقال السفير الموريتاني سيدي محمد ولد ببكر على هامش الاحتفال "إن ما نقوم به هو تخليد حدث يتعلق بالتاريخ المشترك بين موريتانيا وأسبانيا لأن موريتانيا كانت مهد المرابطين الذي لعبوا دورا هاما في التاريخ الأسباني" وقال ولد ببكر "لقد أثمر تاريخنا المشترك ثقافة ثرية" مضيفا "وإذ نخلد اليوم هذا الحدث فإن موريتانيا وأسبانيا تتبادلان علاقات ممتازة وتطلعات مشتركة لبناء عالم في حوض المتوسط يسود فيه السلام والتسامح واحترام حقوق الإنسان" قائد الأركان الأسبانية الجنرال فيليكس سان رولدان قال من جانبه "في نفس هذه اللحظة منذ تسعمائة عام وعلى هذه الأرض كانت فكرتان عالميتان تتصارعان: الفكرة المرابطية والفكرة المسيحية" وأضاف "وهذا ما يجب تقييمه فالشعبان الذين خاضا حربا شرسة هما الآن أصدقاء". وقال رولدان "علينا أن نشكر ماضينا الأندلسي لأننا تعلمنا الكثير خلال الثمانمائة عام من الوجود الإسلامي في أسبانيا. ولم نتعلم الكثير فقط بل ربما تمت صياغة شخصيتنا التي انتقلت لاحقا إلى أمريكا الجنوبية". ووقعت معركة أكليس في 29 مايو 1108 م بين جيش المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين الذي هزم جيش ملكة قشتاله وليون ألفونسو السادس بقيادة ابنه سانشو، وهي غير معركة الزلاقة الشهيرة التي وقعت بين نفس الطرفين في 23 أكتوبر 1086. وتوفي ألفونسو السادس بعد ذلك بقليل حزنا على ابنه وضياع ملكه حسبما تذكر الروايات التاريخية.