أشارت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إلى الفرصة التي قدمها الربيع العربي للسعودية، وخاصة في إضعاف النفوذ الإيراني، وقالت إن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل حذر من التدخل الإيراني بسوريا ومن النتائج الكارثية لأي هجوم إسرائيلي غير محسوب ضد إيران. وقالت إن السعودية عادة ما تميل إلى الاستقرار والتوازن بعلاقاتها مع الآخرين، ولكن الاضطرابات السياسية بمنطقة الشرق الأوسط اضطرت المملكة إلى التخلي عن بعض هذه السمات، فكانت مضطرة للضغط من أجل تغيير جذري في سوريا ووضع حد للنفوذ الإيراني بالمنطقة. وأوضحت أن ما وصفتها بظاهرة التنافس المستمر منذ عقود بين السعودية السنية وإيران الشيعية، كانت لها لمساتها الواضحة في الربيع العربي بالمنطقة، وقالت إن السعودية أرسلت أدنى مستوى من الوفود للمشاركة بالقمة العربية التي انعقدت ببغداد، مشيرة إلى أن إيران تستغل الطائفة الشيعية لتحقيق مصالحها بالعراق. وتلقي السعودية باللائمة على إيران في تدريب "المتطرفين الإسلاميين" وفي إثارة الطائفية شرقي المملكة وفي اليمن والبحرين، وفي دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواصل سفك دماء الشعب. وفي حين تستمر إيران في سعيها للحصول على الأسلحة النووية، قالت الصحيفة إن السعودية مستمرة بالمقابل في إضعاف حليف طهران بالمنطقة العربية ممثلا بنظام الأسد. وفي مقابلة للصحيفة مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، نسبت لوس أنجلوس تايمز إلى الوزير السعودي القول إن التدخل الإيراني في سوريا يشكل أمرا خطيرا جدا، كما أشار إلى التهديدات الإسرائيلية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وأشارت الصحيفة إلى التوتر الذي شاب علاقات الرياض وواشنطن العام الماضي، في ظل احتضان إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للثورات الشعبية العربية، وقالت إن هذا التوتر بين الرياض وواشنطن اضمحل وتلاشى، في ظل تلاقي إرادتيهما بما يتعلق بالشأنين الإيراني والسوري. وقالت إن الرياض وواشنطن تسعيان إلى ما وصفته بتهدئة سوق النفط من أجل منع مزيد من الضغط على الاقتصاد العالمي. وقال الفيصل إن بلاده تحث المجتمع الدولي على ضرورة تسليح الثوار السوريين، وإنه من حق الشعب الثائر الذي يتعرض للقتل الدفاع عن نفسه، وإن من شأن تسليح الثوار ردع النظام، الذي قتل أكثر من تسعة آلاف إنسان من أبناء الشعب السوري، ولكنه نفى أن تكون السعودية أرسلت أسلحة إلى الثوار السوريين عبر الأردن. كما ندد الوزير السعودي بالدور الذي تلعبه الصين وروسيا بالأزمة السورية، وقال إن بكين وموسكو تحتاجان إلى النفط السعودي بشكل متزايد لتنمية اقتصادهما، ولكنهما اعترضتا على اتخاذ قرار بمجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات أشد ضد النظام السوري. وقالت الصحيفة إن الرياض تشعر بالإحباط في كيفية مواجهتها لما وصفتها بالمناورات الإيرانية المتمثلة في توسيع نطاق النفوذ الإيراني لدى الحكومة العراقية التي يسيطر عليها الشيعة، وفي تدريب المسلحين الحوثيين باليمن. كما حذر وزير الخارجية السعودي من النتائج الكارثية المحتملة لأي هجوم عسكري إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية.