نجح فرق من العلماء في فك الشيفرة الوراثية لكل من الفراولة البرية ونوع معين من الكاكاو يستخدم في صنع الشوكولا الفاخرة في انجاز يمكن أن يساعد المنتجين في تطوير نوعيات أفضل لكثير من المحاصيل. وذكرت الدراسة التي نشرت في مجلة نيتشر غينيتكس إن دان سارغنت الباحث في مجلس بحوث العلوم الحيوية والتقنيات الحيوية البريطاني اكتشف مع فريق دولي من الباحثين أن الخريطة الجينية للفراولة البرية فيها نحو 35 ألف جين وهو ما يعادل مرة ونصف المرة العدد لدى البشر وسيكون أغلب هذه الجينات موجودا أيضاً في الأنواع المزروعة. وقال سارغنت إن المزارعين يقومون بتهجين المحاصيل الغذائية منذ قرون لتحسين الصفات لذلك فإنها تميل لان تكون خرائطها الجينية كبيرة ومعقدة لكن الفراولة البرية صغيرة نسبيا لذا يمكننا الوصول لكل هذه الجينات المفيدة بسهولة نسبية. من جهته أشار تود موكلر من جامعة اوريغون وهو أحد الباحثين في الفريق الأمريكي الذي شارك في الدراسة إلى أن هذا الكشف سيسرع وتيرة البحوث التي ستؤدي لإنتاج محاصيل محسنة وخاصة الفراولة التجارية مضيفا أن اكتشاف الشيفرة الوراثية للفراولة يمكن أن يؤدي إلى التوصل لفاكهة تقاوم الآفات أو ذات رائحة أفضل أو تتحمل الحرارة أو تحتاج لأسمدة أقل أو تحتفظ بنضارتها لفترة أطول في المتاجر أو ذات طعم أفضل أو شكل أجمل. وقال الباحثون إن الفراولة البرية ترتبط ارتباطا وثيقا بمحاصيل غذائية مهمة مثل التفاح والكمثرى والخوخ والتوت وأيضا الفراولة المزروعة ولذلك ستساعد خريطتها الجينية منتجي هذه الفواكه على إنتاج نوعيات جديدة كما سيساعد العمل في التحسين الجيني لمحاصيل الكاكاو. وسجلت المجموعة التي تدرس جينات الفراولة وتشمل أكثر من 70 باحثا في خمس قارات التتابع الجيني للنبات البري بتقسيمه إلى ملايين من التتابعات القصيرة سجلت بصورة منفردة ثم أعيد تجميعها حيث تعرف العلماء حتى الآن على 34809 جينات في الفراولة البرية.