عقد المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي امس الجلسة الثانية للدورة العشرين برئاسة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية . وتمت مناقشة التوائم المتلاصقة . واستعرض أعضاء المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي بحثاً طبياً أعده الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة في المملكة، واستعرضه نيابة عنه الدكتور محمد الزمخشري أحد أعضاء الفريق الطبي المساعد لمعالي الدكتور الربيعة في عمليات فصل التوائم . وجاء بحث الدكتور الربيعة تحت عنوان " التوائم السيامية - تعريفها - أسبابها - نسب حدوثها - أنواعها " بالإضافة إلى ريادة المملكة العربية السعودية وتفوقها على دول العالم في موضوع فصل التوائم السيامية. وأوضح الدكتور الربيعة أن المملكة تمتلك أكبر خبرة عالمية في هذا الموضوع، حيث صار يتم تشخيص هذه الحالات وتحديد أنواعها أثناء فترة الحمل.. وقدم البحث شرحاً عن نشوء التوائم السيامية، حيث تنشأ من بويضة ومشيمة واحدة، وتعد متشابهة ومتطابقة لم يكتمل انفصالها، وتولد متصلة في منطقة أو أكثر من الجسد. وهي متطابقة الجنس والصفات الوراثية. وناقش أعضاء المجمع ما ورد في بحث الدكتور الربيعة من خلال محورين ، هما أحكام فصل التوأم المتلاصق وإرث التوأم المتلاصق ونكاحه وجنايته. ففي محور أحكام الفصل تم استعراض بحثين ومناقشتهما وهما فصل التوأم المتلاصق وموقف الفقهاء منه، الدكتور عبد الفتاح محمود إدريس، رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، والخبير في المجامع الفقهية والتوأم المتلاصق " السيامي " وحكم فصله، للدكتور أحمد بن عبدالعزيز بن قاسم الحداد، مدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. أما محور إرث التوأم المتلاصق ونكاحه وجنايته فقد تمت مناقشته من خلال خمسة بحوث هي التوأم المتلاصق السيامي، للدكتور سعد بن ناصر الشثري ونوازل التوائم الملتصقة " الأحكام المتعلقة بفصلها وميراثها وزواجها " والأحكام الفقهية المتعلقة بالتوائم المتلاصقة، للدكتور ناصر عبدالله الميمان وأحكام التوائم المتلاصقة في الفقه الإسلامي، للدكتور فيصل سعيد بالعمش، أستاذ الفقه الإسلامي المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز والتوأم المتلاصق " نكاحه وجنايته وإرثه " لمحمد برهان الدين السنبهلي. وأكد الباحثون أن بحث هذه المسائل ليس الغرض منه الوصول إلى الحكم فقط، بل مجرد البحث مقصود بحد ذاته لتنمية الملكة الفقهية، ولتفتيق الأذهان للبحث والتفكير، كما أكدوا حرص فقهاء المسلمين وعلمائهم على مر العصور على فقه النوازل، ومحاولتهم الجادة للحكم فيها، بل وفي صور لم تحدث في عصرهم لكنهم استبقوها فتصوروها وأفتوا فيها، وهذا مما يدفع طالب العلم للبحث في كل ما يجد في حياة الناس ودراسته وعرضه على نصوص الكتاب والسنة وفقه السلف للوصول إلى الحكم الشرعي سعة الشريعة الإسلامية وسماحة ديننا الحنيف، حيث يسر كثيراً من العبادات والتكاليف الشرعية على من تشق عليه وأنه ينبغي للباحث في الفقه ألا ينسى وهو يبحث في مثل هذه القضايا أن يتفكر في عظيم صنع الله، وبديع خلقه، وسعة مقدرته، وأن يشكر نعمة الله تبارك وتعالى عليه أن عافاه مما ابتلى به بعض خلقه.