أعلن يحيى التتان أبو مبارك 78 عاماً عن استعداده لتدريب وتعليم جميع الشبان الراغبين بتعلم مبادئ وأصول حرفة النحاسيات في محله المتواضع بسوق الطويل بمدينة حماة من دون أي أتعاب في سبيل توارث هذه المهنة جيلاً بعد جيل. وقال التتان وهو الحرفي الوحيد في محافظة حماة الذي يعمل في مهنة تطريق النحاس إن هذه المهنة تمثل إرثاً وطنياً مشيراً إلى أنه يخاف عليها من الزوال بعد إن كانت محتكرة للعائلات الكبيرة فيما مضى. وأضاف التتان بانه يعمل في هذه المهنة منذ 62 عاماً حيث بدأ تعلمها في محافظة حمص في تطريق الدلات والصواني ومن ثم تطورت إلى صناعة الحلل والمناسف والأدوات المنزلية مبينا أنه نقل هذه المهنة إلى حماة عام 1952 حيث امتلك محلاً صغيراً في سوق النحاسين لم يبق اليوم سواه في محافظة حماة. وأوضح التتان أن حرفة النحاسيات حرفة يدوية تبدأ أولاً بقطعة نحاس خام دائرية يقوم ضارب النحاس بطرقها على سندانات خاصة لتحويلها إلى الشكل الذي يريده كالصواني أو الدلات أو المناسف باعتبار أن النحاس من المعادن القابلة للتطويع ثم تبدأ مرحلة النقش والتي يمكن فيها استخدم أعداد كبيرة من الأقلام ذات النقوشات والرؤوس والمقاطع المختلفة لضربها على المعدن مبينا أن من أهم أدوات المهنة هي السندان والنارية والجاكوش والركول والملاماي وأبو راسين والمهدة وأقلام النقش.