تجابه صناعة الأمهار، التقنية الحديثة، وتقاوم الانقراض، عبر آخر حرفي برع في هذه المهنة في جدة إنه الشاب فواز النهاري، الذي يجلس أمام عربة صغيرة متهالكة في باب مكة حاملا القلم والملزمة، وينقش الأسماء والأشكال على الأمهار وهو الاسم الفرعوني القديم للاختام النحاسية. وورث النهاري هذه المهنة من أبيه وجده، وبدأ مزاولتها فعليا قبل نحو 14 عاما، لافتا إلى أنه يستمتع بنقش الأسماء و التواقيع على النحاس. وبين أن هنالك أسماء عدة للأختام منها الختم البيضاوي الصغير الذي يحمل اسمين أو توقيع صغير، وهناك الختم البيضاوي الكبير الذي يحمل الاسم الكامل لصاحب الختم أو المؤسسة، و هناك ايضا الخاتم وهو الأكثر شهرة لدى الأفراد.وذكر أنه زبائنه أصحاب الحالات الخاصة مثل مرضى الرعاش الذين لا يستطيعون التوقيع في البنوك أو النساء اللاتي يطلبن الأختام للضمان الاجتماعي وكبار السن والمعاقين، لافتا إلى أنه قبل أن يصنع أي ختم لابد أن يطرح بعض الأسئلة على الزبون منها عن حاجته للختم، كما أنه يطالب بإثبات الهوية الشخصية للزبون. وأشار إلى أن هناك زبائن آخرون وهم القضاة الذين يفضلون الخط التغراء والسياح العرب الذين يفضلون خط الرقعة، ملمحا إلى الزوار يمتلكون الختم للذكرى. وأفاد أن السياح الأجانب يطلبون نقش أسمائهم باللغة الانجليزية، موضحا قدرته على نقش الأسماء التواريخ على بعض المشغولات الفضية والذهبية.ولفت إلى أن غالبية الأختام التي ينقش عليها من النحاس، ملمحا إلى أن ذلك قيمة ذلك المعدن تحدد أيضا سعر علمية النقش. وأوضح أنه لم يتبق أحد سواه في جدة ينقش على الأختام بالملزمة والقلم، خصوصا أن والده ترك له هذا العمل بعد ان اصابه الكبر ولم يعد قادرا على مزاولة المهنة التي تحتاج الى قوة بدنية، وذلك عبر الضغط على الختم بالقلم الحديدي، متمنيا أن تتحول عربته المتهالكة التي يزاول عمله عليها إلى كشك مكيف في باب مكة أو محلا صغيرا حتى لا تنقرض المهنة القديمة.