هناك تفاصيل في حياتنا نتعامل معها يوميا ولا يمكن الاستغناء عنها، ولكننا لم نسأل يوما من ابتكرها، وكيف وصلت إلينا؟ كانت وقفة "ويليس كارير" لانتظار القطار في ليلة ضبابية، بداية ما نعيشه من نعيم في أيام الصيف الحارة سواء في منازلنا أو سياراتنا، حيث سرح بفكره في كيفية التحكم في الحرارة والرطوبة. وحين وصل القطار كانت الفكرة قد اختمرت في رأسه وصنع أول مكيف لتبريد مطابع بروكلين، وفي عام 1928 صنع أول مكيف منزلي وأطلق عليه "صانع الطقس". ووسيلة أخرى صغيرة وبسيطة، لا تتخيل يومك بدونها تلك هي فرشاة الأسنان، ابتكرها "ويليام اديس" الذي لم يضع وقته في أثناء سجنه 1770، إذ لم تعجبه الطريقة التي كان السجناء ينظفون بها أسنانهم باستخدام قطعة قماش عليها مسحوق الفحم والملح، لذا قام بعمل ثقوب في عظم حيوان وأدخل بكل ثقب بعض الشعيرات وثبتها بالصمغ! وبعد انتهاء مدة سجنه افتتح ويليام مصنعا لإنتاج فرش الأسنان وجنى أموالا طائلة، وما زالت شركته تعمل حتى الآن تحت اسم "ويزدوم توث برشرز"! أما "نيلز بولين" السويدي الذي كان يعمل في شركة فولفو للسيارات، ورغم أن اختراعه حزام الأمان الثلاثي الأطراف أنقذ حياة آلاف البشر، إلا أن أحدا لا يعرف اسمه! ففي أمريكا وحدها ينقذ حياة أربعة آلاف شخص ويمنع 100 ألف إصابة خطيرة سنويا ومنذ عام 1968 أصبح حزام الأمان إلزاميا في السيارات. ورغم ظهور لوحة المفاتيح تظل أقلام الحبر الجاف تتسيد الساحة، بينما لا أحد يعرف أو يهتم بمن اخترعها وهو الهنغاري "جوزيف بيرو" الذي كان يعمل صحافيا ولاحظ الفرق بين حبر الصحف الذي يجف سريعا وحبر قلمه السائل الذي يلطخ الورق والملابس، لذا وضع كرة صغيرة في رأس القلم لتتحكم بكمية الحبر وتوزعه فيجف سريعا، ونال عليه براءة اختراع عام 1938. ولعل الكثيرين لا يهتمون لهذا الاختراع "الطابعة الزيروغرافية"، لكنه في غاية الأهمية ولا يشبهه شيء آخر تم اكتشافه من قبل وصاحبه تشيستر كارلسون، عمل في قسم براءات الاختراع لدى أحد المصانع، وكان يتعين عليه طباعة وثائق معقدة وبطريقة يدوية، مما قاده لاختراعه الملهم، ورغم ذلك رفضت 20 شركة اختراعه إلى أن تبنته شركة بحوث صغيرة في كولومبوس نقلا عن الاقتصادية