عشنا أيام صعبة جدا في فلسطين قد تفوق في صعوبتها أيام الحرب الأولى والثانية على غزة وقد تفوق حصار إسرائيل للضفة , لان غزة لها معاناتها الخاصة وظروفها الخاصة, فمنذ فترة طويلة وحتى الآن لا يري فيها المواطنين الكهرباء إلا ساعات قليلة يوميا وأحيانا كثيرة لا يراها طوال 24 ساعة , ليست الكهرباء وإنما مصادر الطاقة الأخرى كالغاز وأحيانا النفط وأحيانا بعض أنواع الطعام والدواء ومواد البناء, عشنا وما مازلنا نعيش أياما لا نستطيع فيها بناء قبر بالاسمنت لأنها مادة تستخدم في صناعة الصواريخ الباليستية ..! , كل هذا يجعل غزة وكأنها تعيش في أخر العالم وعليها أن تقبل بكل هذا وعلى شعبها أن يتحمل ولا يصرخ ولا يتألم على الملء, وكأن العالم يقول على الفلسطينيين أن يتحملوا كل أنواع الحرمان حتى المساواة مع الآخرين من الشعوب الأخرى ,وعلى الفلسطينيين أن يعيشوا في معسكر اعتقال صهيوني كبير يحكمه من الداخل حكومتان لا تملك أي منهما حق الاعتراض على السجان , ومن يعتقد أن غزة لوحدها تعاني الأزمات قد يكون مخطأ لان الضفة الغربية عانت كثيرا جراء المنخفض الجوي القاسي الذي ضرب المنطقة , إلا أن الفارق أن معاناة الضفة من الطبيعة كانت مؤقتة ,أما في غزة تبقي وتزداد يوما بعد أخر,وهذا يكفي لتساوي الطبيعة بين أهل غزة والضفة في الوقت الذي تسوف فيها المصالحة منذ سنوات طوال و يطلق قادة الانقسام من التصريحات ما يجعل إسرائيل تتلذذ في طريقة احتلالها لفلسطين. إن حقيقة الانقسام مؤذية للنفس العادية والوطنية والنفس العربية خاصة عندما نتعمق في المعاناة التي فرضها الاحتلال على غزة والضفة دون تفريق فإن الاحتلال يقتل ويهود ويستوطن ويفاوض ويحاصر ويمارس كل أشكال التميز العنصري في كامل أراضي الضفة الغربية ,ويحاصر غزة من جميع الجهات حتى السماء ,ونحن الفلسطينيين نحاصر أنفسنا ونقتل وطنية أبناءنا ونقسم شعبنا ونغرب أرضنا وأخيرا نكتف أيدينا أمام المحتل وهو يقتلنا كل يوم دون رحمة ولا شفقة ,الحل لكل هذه الأزمات يكمن في كلمتين ( الوحدة الوطنية) والوحدة الوطنية أمر ليس صعبا ولا مستحيل ولا بالغ الصعوبة إذا تنازل الجميع للشعب وإرادته وكفوا عن اختطافه طموحاته وحصارها , لينهوا معاناة الشعب الذي يعاني من الانقسام أكثر مما يعانى من الاحتلال وقسوة الانقسام كانت ومازالت اقسي من الأزمات التاريخية التي مر بها شعبنا الفلسطيني , وهنا لابد من القول أن الشعب ليس طفلا صغيرا لم يبلغ الحلم بعد يمكن أن يلعب بعقله هذا القيادي أو ذالك من خلال تصريحات فارغة , لأنها تصريحات موجهه ويقصد بها المقابل وهذا يفهمه الشعب جيدا وسوف تثبت الأيام أن الشعب أوعي من كل التصريحات . مازلت كباقي الشعب انتظر خبرا سارا يقضي بان الانقسام بات ضربا من الماضي و تنازل الجميع عن عليائهم وانتبهوا للجريمة التي تمارس بحق هذا الشعب المسكين وانتبهوا للأجيال التي تنتهك حرياتها مع سبق الإصرار والترصد , لكنى اختلف عن باقي الشعب بإيماني العميق أن المصالحة الفلسطينية يمكن أن تتم خلال ساعات إن توفرت النوايا الوطنية لها من الطرفين , و يستطيع المنقسمين أن يحققوا طموح الملايين من أبناء شعب فلسطين بعد صلاة فجر أي يوم عندما يعلنوا التآخي والتصالح التام والقبول بحكومة كفاءات يقودها الرئيس أبو مازن تمهد للانتخابات التشريعية و الرئاسية وانتخابات المجلس الوطني ويتركوا هذه الحكومة تعمل لترفع ما خلفه الانقسام من أثار أضرت بحياة الإنسان العادي وطموحاته ومستقبل أبنائه , مازلت أؤمن أن اليوم الذي سيتراجع فيه المنقسمون عن انقسامهم قد اقترب, لان الانقسام لن يستمر إلى الأبد ولا يستطيع أي احد أن يراهن على هذا. الوحدة الفلسطينية هي الحل لكل أزماتنا , هي الحل لحالة الابتزاز الصهيونية لمقاومتنا ولقيادتنا التي تفاوض دون قناعة بان المفاوضات ستأتي بنتائج , وهي الحل لحالة الحرمان التي يعيشها شعبنا في غزة وهى الأداة التي نكسر بها أنياب المحتل التي تغرس في أجسادنا ليل نهار ,وهي الحل لحالة الحصار القاتل التي تزداد يوما بعد يوم , وهى الطريق الحقيقي لبناء إستراتيجية وطنية فاعلة للمقاومة الفلسطينية ومواجهة مخططات إسرائيل التهويدية , وهي الأمل الذي ينتظره الملايين من أبناء الشعب ليتساوي أبناؤهم بأبناء الفصائل والأحزاب الحاكمة ليعود الوطن للجميع يرعي أبناء الجميع لا أبناء الحزب الواحد , وهى الحل لحالة الإحباط الوطني المتزايدة بين صفوف الأمة وخاصة الشباب الذين أوقف الانقسام حالهم و هدد مستقبلهم وجعل الكثير منهم يفكر بالهجرة لخارج مسقط رأسه طلبا للعمل والارتزاق, وهى الحل والخلاص من حالة الفقر وتدنى مستوي دخل الفرد قياسا بالعالم المحيط . [email protected]