شيّع آلاف الفلسطينيين أمس ثلاثة أطفال فلسطينيين قضوا مساء أول من امس في دير البلح وسط قطاع غزة في حريق سببته شمعة كانت موضوعة في غرفة نومهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي، علماً ان قطاع غزة يعاني من انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي تصل الى 18 ساعة يومياً نتيجة نقص الوقود لتشغيل محطة الكهرباء. وقتل في الحريق الأطفال صبري وفرح ونادين بشير الذين تبلغ اعمارهم سنتين وخمس وست سنوات على التوالي، كما اصيبت طفلة اخرى عمرها ستة اشهر بجروح خطرة. وأكدت عائلة الاطفال هذه الحصيلة. وقال الناطق باسم لجنة الاسعاف والطوارئ ادهم ابو سلمية: «سقطت الشمعة على مادة مشتعلة في غرفة الاطفال». وحمّل ناطق آخر باسم لجنة الاسعاف والطوارئ «من يحاصرون غزة المسؤولية عن مقتل الاطفال الثلاثة». هنية: باخرة وقود من قطر من جهته، حمّل رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة اسماعيل هنية، اسرائيل مسؤولية وفاة الاطفال الثلاثة، وقال خلال مشاركته في الجنازة ان «الاحتلال الاسرائيلي يتحمل المسؤولية عن ازمة الوقود والحصار الذي أودى بحياة الكثير من المواطنين، والذين كان آخرهم وفاة ثلاثة اطفال نتيجة احتراق منزلهم في دير البلح». واعتبر هؤلاء الاطفال «شهداء الحصار وقطع الوقود (...) شهداء المؤامرة على الشعب الفلسطيني». كما أكد هنية خلال مؤتمر صحافي عقده في مستشفى الشفاء في غزة عقب زيارته الأسيرة المحررة هناء شلبي، أن باخرة الوقود التي تبرع بها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لقطاع غزة، هي خطوة أولية لإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وأوضح، أن الباخرة تكفي القطاع لمدة شهرين متتاليين، ويبلغ سعرها نحو 30 مليون دولار، مطالباً الدول العربية بدعم قطاع غزة بالوقود اللازم. «الشعبية» تحذر في هذه الاثناء، حذرت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في بيان أمس، من «انفجار جماهيري» في حال استمرت حال التسويف والمماطلة في إيجاد حلول لهموم المواطنين ومعاناتهم اليومية في القطاع. واضافت: «لم يعد هناك مبرر لاستمرار هذه الحال التي ولّدتها -ومازالت- المناكفات والتجاذبات السياسية والانقسام المدمر، وبات ملحاً إعلاء الصوت: كفى جعل حياة الناس ودمائهم ومعاناتهم وقوداً لنار الانقسام، فحياة المواطنين وكراماتهم ليست ورقة ضغط في يد أي كان»، في اشارة الى حركتي «فتح» و «حماس» المتصارعتين على السلطة. وقالت الجبهة إنها «تقف إلى جانب جماهير شعبنا، وهي تعرب عن غضبها من استمرار مفاعيل هذه الأزمة التي باتت تشكل عوامل قهر لأبناء شعبنا في القطاع». واعتبرت «مؤسسة الضمير لحقوق الانسان»، أن «هذه الحادثة المؤسفة تأتي نتيجة استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي وانقطاع إمدادات الوقود»، داعية في بيان «الجهات الحكومية المختصة في غزة» الى «اتخاذ التدابير والإجراءات التي تضمن الحد من المخاطر الناجمة عن استخدام المواطنين البدائل غير الآمنة للتيار الكهربائي، بالعمل على وضع خطة شاملة تعالج مخاطره على حياة المواطنين». وقالت إن «المختصين النفسيين يؤكدون أن ما يعانيه المواطن في غزة من ضوضاء نتيجة استخدامه المولدات الكهربائية ساعات طويلة، خصوصاً في الليل، يؤثر حتماً على سلوكه وعلى حاله الانفعالية والعاطفية، ناهيك عن شعوره بحال من التشتت وعدم التركيز». وحمل «مركز الميزان لحقوق الإنسان» إسرائيل المسؤولية الأولى عن الجريمة نظراً للحصار الذي تفرضه على القطاع، داعياً الى إنهائه فوراً. كما حمل في بيان «حكومتي غزة ورام الله» المسؤولية عن «تعميق تدهور أوضاع حقوق الإنسان والظروف الإنسانية» في القطاع، خصوصاً الناجمة عن استمرار أزمة نقص الطاقة الكهربائية والوقود. ودعا الحكومتين إلى «الكف عن المناكفات السياسية التي تذهب بأرواح أبرياء»، معتبراً أن «الغزيين يدفعون ثمناً باهظاً لاستمرار الحصار الإسرائيلي والمناكفات السياسية الفلسطينية بين حكومتي غزة ورام الله». وأعربت شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية عن «صدمتها وحزنها العميق» لوفاة الأطفال الثلاثة، وحملت في بيان المسؤولية عن هذا «الحادث الأليم» الى «الأطراف الفلسطينية ذات العلاقة والتي فشلت حتى الآن في حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي وإعادة تزويد محطة توليد الكهرباء بالسولار (الديزل أو المازوت) الصناعي». وحذرت من أن «استمرار انقطاع التيار الكهربائي ونفاد الوقود سيؤدي إلى مزيد من الكوارث على المستويات المختلفة في ظل تقليص الكثير من الخدمات الصحية والحيوية والاقتصادية وغيرها». وجددت مطالبتها الرئيس محمود عباس والحكومتين في غزة ورام الله «بالعمل والتعاون الجديين من أجل هذه الأزمة فوراً وحماية أبناء شعبنا وتجنيبهم المزيد من الكوارث». وشددت على أن «المدخل الاساس لحل الأزمات التي يمر بها شعبنا هو البدء الفوري في تنفيذ اتفاق المصالحة، خصوصاً تشكيل حكومة التوافق الوطني ومعالجة الملفات العالقة كافة». واعتبرت أن «شعبنا الفلسطيني ينتظر في هذه اللحظات الصعبة من الأطراف كافة وقف حملات التراشق الإعلامي وتكثيف الجهود فلسطينياً وعربياً ودولياً من أجل دعم صمود المواطن الفلسطيني وتعزيزه». الصليب الاحمر الى ذلك، اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر امس، انها نقلت وقوداً بشكل عاجل الى مستشفيات قطاع غزة الذي يواجه نقصاً حاداً في الكهرباء، ما يؤثر على الاجهزة الطبية. وقال مسؤول الاعلام في الصليب الاحمر في غزة ايمن الشهابي لوكالة «فرانس برس: «بدأنا صباح اليوم (الاثنين) بتوزيع 150 ألف لتر من السولار على مستشفيات قطاع غزة، وحتى نهاية اليوم سنكون سلمنا كل الكمية للمستشفيات». واضاف: «تسلمنا الوقود من اسرائيل». واضاف ان 13 مستشفى عاماً سيستفيد من هذا الوقود من اجل تأمين الخدمات الصحية اللازمة للأيام ال 10 المقبلة». وكان ابو سلمية اعلن الخميس توقف 37 سيارة اسعاف تابعة لوزارة الصحة عن العمل بسبب نفاد الوقود، وان ثلاث سيارة اسعاف لا تزال تعمل حتى الآن. وتعاني محطات الوقود في غزة من شح في توافر الوقود، خصوصا السولار والبنزين، والذي كان يتم تهريب كميات كبيرة منه بشكل يومي عبر الأنفاق على الحدود مع مصر.