بين وجهة نظر مدير إدارة الدعوة في وزارة الشؤون الإسلامية الدكتور «عزام الشويعر» وعضو المجلس الأعلى لمركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية وعضو المنتدى العالمي للوسطية الدكتور «عبدالله فدعق» بعض الغموض العصي عن الفهم، على الأقل فهم «كاتب المقال».فالدكتور «الشويعر» يرى أن الداعية الذي يذهب للخارج لنشر الدعوة لكنه يخلط بين ما هو شرعي وما هو سياسي قد يثير الفتن ويحرج دولته ومجتمعه، وأن من يفعل هذا جاهل بفقه الدعوة أو لديه مشكلة في قلة الفهم والتفقه في الدين، كما أنه لا يدرك سلم الأولويات في الدعوة.فيما الدكتور «فدعق» يرى أنه لا يوجد مانع من تكلم الداعية في غير بلده الأصلي، لكنه يرى الإشكالية الكبرى حين يتبنى الداعية رأيا في قضية ما في غير بلده، وأن عليه ألا يكون طرفا في النزاعات السياسية في البلدان التي يزورها، وألا يميل لطرف على حساب الآخر، وأن يكون مستقلا.الغامض في وجهتي النظر هاتين، أن جدل الدكتورين، وهل يتدخل الداعية في سياسة البلد التي يزورها؟ أم ينشغل في دعوة الناس للإسلام؟ لم يكن حول دول غير مسلمة، بل حول دول «الربيع العربي» المسلمة، التي أكد الدكتور «فدعق» وهو يوجه نصيحته للداعية بأن عليه ألا يتجاهل المرجعيات الدينية وعلماءها مثل الأزهر في مصر والزيتونة في تونس، وأن يتبنى ويقدم رأي المرجعيات الدينية في تلك الدول، أو يحصر خطابه في الدعوة إلى الله دون الانحياز.قلت: الغامض في هذا الجدل أنه حول نشر الدعوة في دول إسلامية، فكيف يذهب الداعية لدعوة مسلم للإسلام، إلا إن كان يقدم نفسه على أنه من «الفئة الناجية» أو المذهب الناجي، الذي أكد الدكتور طه جابر العلواني أن حديث «تنقسم أمتي» لا يصمد أمام النقد؟وهنا تحديدا تنحرف فكرة الدعوة عن مسارها الدعوي والأخلاقي، وتصبح القضية مرتبطة بالسياسة لدعم مذهب ضد مذهب، وهذا ما يأخذنا لمسارات مخيفة أو صراع عقدي، فالدين مقدس ولا يمكن دفعه للسياسة وإلا سيتورط العالم العربي بأفراد مذاهب يفجرون أنفسهم بحثا عن الجنة، فيما العالم العربي يذهب للجحيم في هذه الحياة. نقلا عن عكاظ