سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دعوة خادم الحرمين لتأسيس مركز للحوار "خارطة" جديدة للانسجام بين المذاهب الإسلامية تأتي في ظل ما يشهده العالم الإسلامي من تفكك طائفي وتباين في الآراء والاجتهادات
في ظل ما تشهده المنطقة من التفكك والانقسام بين التيارات والمذاهب الإسلامية، تكمن الحاجة إلى مبادرة جادة وحقيقية للحوار بين أبناء التيارات والمذاهب الإسلامية، فكانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، -حفظه الله- بتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية أثناء مؤتمر التعاون الإسلامي بمكة للوصول إلى كلمة سواء بين المسلمين. وفي ظل تلك الدعوة المباركة يطل السؤال: هل يمكن لهذا المركز أن يحل الصراعات والسجالات الطائفية والمذهبية العالقة على الساحة الإسلامية خصوصًا وأنّها قد مضى عليها مئات السنين فهي ليست وليدة الساحة؟ ثمّ ما هي القضايا المشتركة التي من الممكن التوافق عليها بين المذاهب الإسلامية؟ وهل من الممكن فعلًا فتح حوار على قضايا تعتبر من كل طرف ثوابتًا لا يمكن النقاش فيها؟ تساؤلات وضعنها في جعبة عدد من المفكرين والسياسيين والنقاد في ظل التحقيق التالي. أبو الخير: هذا المركز سوف يعمل على حل معظم الخلافات السياسية بين الدول الإسلامية الملوحي: قد يكون للمركز أهمية كبرى إذا أخذ اتجاه دعوى للتوعية بأسس دين الله العبدان: يجب أن تكون هناك وثيقة يلتزم بها الجميع تؤكدّ على أنّه مهما اختلفت المذاهب فلا يخرج عن النقاش والجدال الجندوبي: تأتي ملبية للاحتياجات الراهنة في ظل تصاعد النزعات المذهبية والعنف لهيب: بغير فتح كل القضايا الخلافية التي كانت سببًا للتكفير لن يكون للمركز أي تأثير عملي ناعورة: نرى فيها خيرًا للأمة والفرد وإصلاح المجتمع والتقريب بين الأخوة في الإسلام أبو السمن: من الصعب الآن أن نقول بأنّ ثمة أموراً مشتركة يمكن التوافق عليها بعد هذا الشرخ الواسع بسيوني: نحن بحاجة ماسة إلى مثل هذه الدعوات التي تنادي بوحدة الصف وتجميع المختلفين يصف الخبير في القانون الدولي والعلاقات الدولية د. السيد أبو الخير، هذه الفكرة ب "الممتازة" والتي تأتي في وقت حرج تمر فيه الأمة الإسلامية بما لا تحسد عليه، قائلًا: "ما أحوجنا الآن أبناء الإسلام إلى الحوار والتفاهم بعد أن تكالبت علينا الأمم وأتمنى تفعيل ذلك وعمل آلية لذلك تضم علماء من كافة المذاهب الإسلامية، ويجب أن تكون الجهود في هذا المضمار جدية وتأخذ بعين الاعتبار المؤامرات التي تحاك بالإسلام والأمة الإسلامية خاصة في ظل ثورات الربيع العربي"، مقترحًا أن تكون هناك مؤسسة يكون مكانها المدينةالمنورة أو مكةالمكرمة ويكون لها هيكل تنظيمي من كافة علماء الإسلام من الدول الإسلامية أو إنشاء جهاز جديد للحوار بين المذاهب الإسلامية في منظمة المؤتمر الإسلامي، منوهًا على أهمية أن تكون هذه المؤسسة منفصلة للحوار لكي تكون مستقلة بعيدًا عن الخلافات السياسية بين الدول الإسلامية، معتبرًا بأنّ هذا المركز يمكن أن يوصل ما انقطع من رحم الأمة ويذيب خلافاتها الظاهرية التي نفخ فيها بشدة أعداء الإسلام، مشددًا على أن هذا المركز سوف يعمل على حل معظم أن لم يكن كل الخلافات السياسية بين الدول الإسلامية، متمنيًا بأن ينشئ هذا المركز في أسرع وقت لأنّ الأمة في أمس الحاجة إليه ولا يوجد أي مسلم يرى خلاف ذلك وهذه مهمة كبيرة نتمنى من الله أن تتحقق قريبًا جدًا، إذ أن حل الخلاف المذهبي يساهم ويساعد بشكل كبير جدًا في إذابة الخلافات السياسية بين أبناء الإسلام على الصعيد العالمي والإقليمي. وعن القضايا المشتركة التي من الممكن التوافق عليها بين المذاهب الإسلامية يردّ أبو الخير قائلًا: "اقتحام المشكلات أفضل الأمور لحلها وليس التهرب منها كما أن نقاط الاتفاق أكثر بكثير جدًا من نقاط الاختلاف التي تركز على قشور وظواهر وليست حول قضايا جوهرية بل بالعكس هي قضايا فرعية لا تخرج المسلم عن دينه، ولا اعتقد وجود خلافات جوهرية أبدًا بين المذاهب الإسلامية، فلسنا نختلف على الإله ولا على طبيعة نبينا صلى الله عليه وسلم، فرسولنا واحد وكتابنا واحد، أو غير ذلك من القضايا"، منبهًا على أن القضايا المشتركة بين المذاهب الإسلامية ليست بعيدة المنال بل بالعكس هي أقرب من حبل الوريد. يأخذ اتجاهًا دعويًا من جانبه يؤكدّ رئيس المكتب السياسي لهيئة الإنقاذ السورية د. أسامة الملوحي، أنّ المشكلة ليست بتأسيس المركز وإنّما المشكلة تكمن في ثلاث دوائر رئيسية يرأسها كيان يدعى إيران، التي يبدو بأنّها وجدت سبيلها لتكون قوة إقليمية وهو السبيل الطائفي، ولن تسمح لأحد أن يخفف الاحتقان الطائفي ولا أن يصل إلى كلمة سواء، منوهًا على أنّها كيان عنصري يسخر الطائفية لأغراض سياسية ولمصالح قومية فارسية، فلسنا أمام قضايا عالقة بين طرفين وإنّما نحن أمام نظرات خاطئة وحاقدة من طرف واحد وكل ما يمس الاعتقاد البسيط الصافي وهو التوحيد لا يستطيع أحد من السنة أن يفرط فيه أو أن يغض النظر عن خدشه، منوهًا على أنّه قد يكون للمركز أهمية كبرى إذا أخذ اتجاها دعويا للتوعية والتبصير بأسس دين الله الصحيحة لأنّه على ما يبدو هناك تضليل متعمد في إيران كما حصل في تحريف كلام رئيس مصر بالترجمة للجمهور الفارسي، مشددًا على أن قوة إيران اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا وإرادتها المتواصلة تستطيع بكل ذلك أن تسيس المذهبية وتستغلها وحينها لن يصل أي متحاور معهم لأي تقدم لا في الثوابت ولا في المشتركات إلاّ بإعلان ظاهري يبطن صاحبه غير ما يعلن، مشيرًا إلى أنّه لا جدوى من أي حوار مع أفراد لا يستطيعون الخروج عن هيمنة إيران مذهبيًا. توفر نوايا حقيقية من جهته يعتقد رئيس حركة تحرير الجنوب بالعراق أ. عوض العبدان، أنّ أي مبادرة من شأنها لم الشمل أو تخفيف الاحتقان أو تعمل على تهدئة الأمور فهي مبادرة جيدة ويشكر من قام عليها. وعن إمكانية أن يحل المركز الصراعات والسجالات الطائفية والمذهبية العالقة على الساحة الإسلامية خصوصًا وأنّها قد مضى عليها مئات السنين، يردّ العبدان قائلًا:"لا اعتقد أنّ شخصًا ما يعتنق دينًا أو مذهبًا أو معتقدًا يمكن له أن يقدم تنازلات في طقوسه وعبادته لأنّها تعتبر جزءًا رئيسيًا منه لكن من الممكن أن نجعل من الاعتقاد حق شخصي ونطالب الآخر بعدم التجاوز على الجهة الأخرى وبكل الأحوال حتى هذا الأمر صعب فمن يكفر بالشيطان لا يمكن له أن يمجده ومن يعبدالشيطان لا يستطيع أن يكفر به، ولا اعتقد بأنّ النفاق والمجاملة سيكون لها دور في هذا المجال"، مؤكدًا بأننا إذا تكلمنا عن المذاهب الإسلامية بكل تأكيد هناك قواسم مشتركة واهما أن الدين هو الإسلام والكتاب هو القرآن والنبي هو محمد صلى الله عليه وسلم وإذا كنا نريد أن نفعّل موضوع التقارب فلنبدأ بالتعايش السلمي لأنّ ما يجري في بعض المناطق في دولنا العربية والإسلامية سيصل للصدام المسلح بين المذاهب، مشددًا على أهمية أن تكون هناك وثيقة على الأقل يلتزم بها الجميع تؤكدّ على أنّه مهما اختلفت المذاهب فيجب ألا يخرج هذا الأمر عن النقاش والجدال ولا يصل لدرجة حمل السلاح والاقتتال، متمنيًا بأن يعم الأمن والأمان بلداننا الإسلامية والعربية ولكن هذا الأمر يحتاج إلى جهود مكثفة، مؤكدًا على وجود التشنج لدى جميع الأطراف وعدم الثقة بين بعضهم البعض، فان كانت هناك نوايا حقيقية فيجب أن تكون هناك مبادرات حقيقية في هذا المجال. خطوة مباركة أما رئيس المجلس الوطني الشيعي العربي د. عبدالعزيز الحسيني، فإنّه يبارك وبشدة مقترح خادم الحرمين الشريفين في استحداث مركز حوار المذاهب أملًا في تكوين بيئة أفضل لشراكة العمل الجماعي لمكونات الأمة، متمنيًا من المنابر الإعلامية بأن يكون لها دور فاعل لإبراز حيز أكبر لمثل هذه القضية وعدم التركيز في إثارة القضايا المذهبية على أنّها خلاف اجتماعي ديني بقدر ما هي قضية سياسية استخبارية الهدف من ورائها إشغال واستنزاف العرب أملًا بدفعهم للاقتتال فيما بينهم لإضعافهم ومن ثمّ الإجهاز عليهم، مشيرًا إلى أنّه قبل وقت قصير كان على لقاء مع رئيس وزراء دولة مهمة وسأله عن مبادرة خادم الحرمين لتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية فكان جوابه له بأنّه يثق بخادم الحرمين الشريفين ومبادرته كونه إنسانا صادقا وواضحا وقال له أهل مكة أدرى بشعابها، فالمملكة عمقنا الجغرافي والروحي والقبلي والعروبي، مؤكدًا على قدرة المملكة أداء حوار فاعل أكثر جديةً ونفعًا من كثير مما تنادي به منظمات الدفاع عن الحرية الدينية الأوروبية والدولية التي تستهدف عملها بلداننا. مضيفًا بأنّه يتوقع الكثير من خادم الحرمين الشريفين على طريق وحدة الأمة وصيانة كرامتها ومنع انزلاقها نحو الفتنه، حثي نتطلع من جلالته الكثير لتعزيز فكرة مركز حوار المذاهب فهذه الخطوة تحتاج إلى تفعيل ميداني ونحن في العراق نضع خبرة تجربتنا خلال سنوات محنة التصعيد المذهبي في خدمة القضية العروبية والوحدة الإسلامية. ويضيف الحسيني قائلًا: "نحن ندرك أن الحوار لا يملك العصا السحرية لتجاوز هذا الاحتقان الذي وقع العرب في فخ مصيدته وهللت له بعض وسائل الإعلام والمنابر السياسية والاجتماعية دون إدراك للمخاطر التي تهدد الجميع"، منوهًا على أن الحوار إذا ما أريد له النجاح فيجب ألا يغور في الخلافات الفكرية والدينية القديمة، بل يجب أن ينصب إلى شرح وعرض الأرباح والمخاطر التي تهددنا جميعا كعرب ومسلمين في فتنة استدرجنا لها وفي وحدة تحقق لنا آمالنا وتحفظ حاضرنا ومصيرنا المشترك، مشددًا على أنّه لا يصح أن نطلق الحوار ونسمح في نفس الوقت استمرار منابر التجييش والتهويل للكراهية الطائفية إعلاميًا وسياسيًا واجتماعيًا، داعيًا رجال القانون والدولة إلى صياغة تشريعات تحدّ من الكراهية المذهبية وتحاسب عليها وتمنع الترويج لها. ويؤكدّ الحسيني أنّ الدعوة إلى كلمة سواء بين المذاهب الإسلامية وعلى رأسها المذهبين السني-الشيعي، موجودة ومتحققة وليست بعيده المنال، مطالبًا بإبعاد السياسة الثعلبية التي دست السم بالعسل وحينها سنرى كيف هي الحقائق في ميدانها. أكثر من رائعة وفي سياق متصل يهيب عضو الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سورية أ. جمعة محمد لهيب، بهذه الخطوة التي وصفها ب "الأكثر من رائعة", ويرى أن مدى تأثير هكذا مشروعات وحدوية يرجع إلى أهمية أن يكون مبتدعًا وذا فاعلية, وحينها لا بدّ من الاستعانة بشخصيات وحدوية. وحول إمكانية المركز حل الصراعات والسجالات الطائفية والمذهبية العالقة على الساحة الإسلامية يؤكدّ لهيب قائلًا: "إنّ حل الصراعات يعود لأمر واحد فقط , ألا وهي الوحدة الإسلامية والتي بدورها تحتاج لعاملين بعد صدق النية: الأول وهو العامل السياسي والذي يكون باتفاق أصحاب الحكم على تجاوز العقبات المتنازع عليها ومنها التنافس على زعامة العالم الإسلامي، أما العامل الثاني فهو العامل الفكري والذي يكون بتنقيح المرويات التي سببت خلافًا دعا للتكفير, فالخلاف لا يمكن تجاوزه ولا إلغاؤه أبدًا, وقد وقع الخلاف حتى بين الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وحتى بصغار المسائل الفرعية, مشيرًا إلى وجود ثلاث قضايا يرى لهيب بأنّها يجب أن تُبحث علميًا وتُنقح فيها المرويات منها: الأولى: تحريف القرآن, والثانية: القول بركنية الإمامة, والثالثة: الموقف من صحابة رسول الله وأهل البيت ومكانتهم، مشددًا على أنّه لا يمكن للوحدة الإسلامية أن تطير بغير هذين الجناحين السياسي والفكري، معتبرًا أنّ الجلوس على طاولة تصحيح الأفكار لدى العلماء المتخصصين يجب أن يكون ذلك وبشكل علني وقوي وبعيدًا عن التأثر بالسياسة. وعن القضايا المشتركة التي من الممكن التوافق عليها بين المذاهب الإسلامية يردّ لهيب قائلًا: "القضايا المشتركة هي الأركان والأصول والثوابت فقط, وبغير فتح كل القضايا الخلافية التي كانت سببًا للتكفير لن يكون للمركز أي تأثير عملي للوحدة سواء السياسي منها أو الفكري، معتبرًا بأنّ قضية الإيمان بالله ورسوله والملائكة والكتب السماوية والقدر والقضاء أمر متفق عليه، مؤكدًا بأنّ بتاريخهم لم يضق صدرهم بأي فكر كان حتى الإلحاد, وقد روى ابن كثير وغيره عن علماء الإسلام أنّهم كانوا يجادلون الزنادقة في المساجد والساحات العامة، وقد روي ذلك عن أبي حنيفة وغيره الشيء الكثير، وعليه فإنّ أصحاب المذاهب الإسلامية أولى من أهل الكتاب بالاجتماع على كلمة سواء, ولكن إذا أردنا لأي اجتماع أن يكون عمليًا وواقعيًا, فيجب أن توضع كل الملفات بوضوح ومصداقية وأسلوب منطقي علمي أكاديمي يكون مناقشته, وإلا كان كغيره من الاجتماعات وتغيب عنه هموم الأمة ووضع الدواء لكل داء تحت مقولة: "وكأنك يا أبو زيد ما غزيت". جهود مشكورة ومباركة وعلى الصعيد نفسه يصف عضو هيئة العلماء الأحرار بسوريا د. زهير ناعورة الدعوة ب "الجيدة" فكما تعودنا من الحكومة السعودية دعمها العام لكل مبادرات التقريب بين المذاهب والاتجاهات واحتواء الاختلاف فهي جهود مشكورة ودعوة مباركة ونحن نرى فيها خير للأمة والفرد وإصلاح المجتمع والتقريب بين الأخوة في الإسلام، مستبعدًا أن تحل مثل هذه الدعوة وأمثالها الصراعات والسجلات الطائفية لأنّ هذه الاتجاهات والمذاهب الفكرية أولًا اختلافات عقائدية في الغالب فلا يمكن أن يتقارب فيها أي طرف من الأطراف إلاّ من خلال التقارب الرمزي والبسيط في بعض الحالات، وثانيًا أنّه يسيطر عليها السياسة والسياسيون فما دامت مسيسة بهذا الشكل فيمكن أن يلتقي أصحاب المصالح المشتركة مع بعضهم بينما يبقى الخلاف موجودًا على باقي الأطياف وسرعان ما تعود الخلافات لتطرح نفسها مرة أخرى مع المتوافقين في حال انتهاء المصلحة، مستشهدًا بالاختلاف بين السنة والشيعة فهم على الأغلب عقائديًا يوجد خلافات كثيرة لا مجال لسردها هنا ولكنها بمجملها تخرجهم عن ملة الإسلام من وجهة نظرنا كأهل السنة والجماعة وهم أيضًا يرون الشيء نفسه فينا، معتبرًا بأنّ الصفوية الفارسية هي الآن تسيطر بشكل مباشر على المذهب الشيعي وتسيسه بطريقة عدائية للأمة الإسلامية فها هي إيران الصفوية قد بدأت حربها على أهل السنة في إيران أولًا فهي تقتل إخوتنا السنة في عربستان وتضطهدهم ثم بدأت بالخليج العربي في البحرين ثم قبلها اليمن وهي أصلًا لا ترضى بتسمية الخليج إلاّ باسم دولة حاربت الإسلام وهدمها الإسلام مع أنّه في عصرنا الحديث قامت دولة اسمها إيران فالمد الصفوي الذي يريد أن يعيد دولة فارس هو المتحكم بالفكر والمذهب الشيعي. وحول القضايا المشتركة التي من الممكن التوافق عليها بين المذاهب الإسلامية يرى ناعورة بأنّ هناك الكثير من القضايا التي يمكن أن نتفق مع بعضنا بها إذا أبعدنا الساسة والسياسيين عنها منها الدعوة إلى وحدة الكلمة الإسلامية ووحدة القرار مع إقرار كل منا بمذهب الآخر، وعقد المناظرات ولقاءات يتصدر إليها أصحاب النفوذ والكلمة من كل الأطراف ونتعاهد أمام الله أن نتحاور لنلتقي لنتحاور لا لنتحارب ونختلف، مؤكدًا بأنّ فلسطين هي محور يجمعنا والكل متفق على تحريرها والكل يحاول رفع شعار أنّه الداعم الأساسي لها مع أن الكل يجعل منها علاقة على صدره يتفاخر بها أمام شعبه في حين أن هذه الشعارات لا تتعدى الأقوال، كما يجب دعم الأقليات الإسلامية التي تعيش في بلدان يتعرض أهلها للإبادة والقتل الجماعي، والوقوف صفًا واحدًا أمام التحديات التي تواجه أمتنا، حيث أن هناك الكثير من القضايا التوافقية ولكن أغلب الاختلافات تلونها السياسة بألوان مختلفة، مشددًا على أن القرآن دعا إلى كلمة سواء ولكن لأصحاب القلوب المتعلقة بالله لا القلوب التي تتخذ من الإسلام والمذاهب حجة لتقتل وتدمر الآخر، فكيف نتفق وخناجرهم ما زالت مغروسة في أشلائنا فأين هم من الحق ومن كلمة سواء، مستدركًا في الوقت نفسه على أن دعوة الملك عبدالله هي دعوة مباركة. مسألة ضرورية للتفاهم وفي نفس الإطار يعتقد المفكر الإسلامي د. عبدالله أبو السمن، أن الحوار مسألة ضرورية للتفاهم بين الناس جميعًا وهو حاجة بشرية خاصة عندما يتعلق الأمر بمواقف الأمة الإسلامية تجاه قضاياها الداخلية والخارجية, ومن هنا تأتي مبادرة الملك عبدالله بتأسيس مركز للحوار تقوده السعودية ومن خلال مؤتمر مكة ليصحح مسار البوصلة ويعطي دورًا أكثر فاعلية لأهل السنة بقيادة هذا الحوار وإن كان المقترح متأخرًا بعض الشيء إلاّ أنّه يمثل نقطة تحول ويوضح بأنّ أهل السنة أيضًا منفتحين على الآخرين في حال تمّ الانفتاح من قبلهم وأنّه يمكن أن تحل مشكلاتنا في إطار من الحوار والاتفاق على تجنب الحروب الداخلية المهلكة، معتبرًا بأنّ هذا التوجه يؤيده ويقف إلى جانبه كثير من الناس وأهل العلم والرأي، مشددًا على أنّه بعد أن تنجلي الأمور ويدرك المعتدون مقدار الخطأ الذي كانوا يمارسون يصبح للحوار معنى ويصبح هذا المركز محجًا للذين يريدون أن يتقاربوا للوصول إلى الحقائق الكبرى الخلافية بين الطرفين كالمعتقدات, وتفسير السنة, وأهمية الصحابة والخلفاء وأمهات المؤمنين ثم التوافق على السياسات ومواجهة التحديات الخارجية والالتزام بالتوافقات الداخلية. وعن القضايا المشتركة التي من الممكن التوافق عليها بين المذاهب الإسلامية يرى أبو السمن أنّه من الصعب الآن أن نقول انّ ثمة أمورا مشتركة يمكن التوافق عليها بعد هذا الشرخ الواسع الذي أحدثته الممارسات والتطلعات الإيرانية في العلاقة مع الأمة العربية والإسلامية وإن كان البعض يتطلع إليها كقوى متعاظمة يمكن التعامل معها أو اللجوء إليها في مواجهة الغرب في إطار ما يسمى بمحور الممانعة إلاّ أن تاريخ العلاقة بين السنة وإيران لا يبشر بخير، موضحًا أنّها دائمًا ما تطلع إلى إثارة الفتن والتوسع عبر البوابة العربية وتعمل على إضعاف العرب استجابة للتوافق مع الغرب الذي يخشى ظهور العرب وهنا تلتقي المصالح المشتركة ويبدأ التفاوض على الكعكة لتقاسمها، مشيرًا إلى أن خيوط اللعبة أصبحت تتكشف بشكل متسارع وهذا ما سبب حالة الجنون والعنف عند جميع الأطراف ضد أمتنا في صمت عالمي ومحاولة للالتفاف وسرقة ثورة الأمة واستبدال الموالين السابقين بتابعين لاحقين يتوافقون مع تطلعات الغرب ويتعايشون مع الشرق ويحافظون على السلم العالمي والمعاهدات في إطار من الشرعية الدولية. في وقت حساس وعصيب بحاجة ماسة لها من جهته يرى الأكاديمي والمحلل السياسي د. محمد بسيوني، بأننا في حاجة ماسة الآن إلى مثل هذه الدعوات التي تنادي بوحدة الصف وتجميع المختلفين في مواجهة مثل هذه الظروف الراهنة التي تمر بها منطقتنا العربية والإسلامية ففي الوقت الذي تواجد فيه المتباعدون ليحققوا أهدافا مشتركة فلا بأس أن يتناسوا اختلافات غير ذات بال لمواجهة تحديات أكبر أكبر، معبرًا عن أسفه بالقول: "لكن للأسف نجد نفرًا من المثقفين والدعاة يرددون أفكارًا باعدت بين المسلمين من ألف عام ليمزقوا بها الصف ويشتتوا بها الشمل، فمثل هذه الدعوات التي تدعو إلى التعاون في المشتركات وأن يلتمس بعضنا البعض العذر في الأمور التي نختلف حولها فيها الخير الكثير"، واصفًا هذه الدعوة ب "الدعوة الإيجابية" التي أصابت الهدف في وقته، فمثل هذا المركز خطوة على الطريق فما لا يدرك كله لا يترك جله، إذ ان هناك مخططات تحاك كمحاولة لإعادة هيكلتها وإعادة رسم خريطتها وجغرافيتها، لكن هذا المركز جاء في الوقت الأمثل، متمنيًا أن يتعاون معه المختلفون لمواجهة مخططات الداخل والخارج، فالتوافق يبدأ أولًا بالسياسة فمن الأخطاء التي ارتكبها من حاولوا التقريب بين المذاهب الإسلامية أنّهم بدؤوا بالتعاون الثقافي وليس بالتعاون السياسي، منوهًا على أنّه وفي تعاملنا مع التقريب لا بدّ وأن تكون منطلقاتنا سياسية وليست ثقافية ولعل هذا هو ما يضمن لمثل محاولات التقريب والتعاون النجاح، مهيبًا بأهمية تجاوز الاختلافات وأن نترفع عن الحديث في كل ما يعكر صفو الروابط وأن تكون منطلقاتنا في التعاون سياسية وليست ثقافية على الأقل بما يحقق مصالح الشعوب الإسلامية. ملبية لاحتياجات الواقع أما الناشط والباحث في القضايا السياسية والاجتماعية أ. حافظ الجندوبي، فإنّه يؤكدّ على أن هذه الدعوة تأتي ملبية لاحتياجات وواقع بات يفرض نفسه في المنطقة خاصة مع تصاعد النزعات المذهبية وهي ليست بالجديدة لكن الجديد في الأمر هو تصاعد العنف والاضطرابات الاجتماعية والسياسية المرتبطة بهذه التعددية المذهبية التي عوض أن تكون مصدر ثراء ثقافيا وتسامحا دينيا وحوارا باتت تهدد في بعض الأحيان بمعارك مذهبية، كل دعوة وكل تشجيع على الحوار لإيجاد سبل تواصل وتفاعل ايجابي، منوهًا على أن مثل هذا المساعي مقبولة ومرغوبة فمثل هذه الدعوات قد تفتح أبواب التعارف لفهم أعمق للمشكلات والإشكاليات وسبل لتجاوزها، مضيفًا بأنّه يبقى أيضًا مزيد من الإصلاحات السياسية وتوسيع قاعدة المشاركة في الحكم. وعن القضايا المشتركة التي من الممكن التوافق عليها بين المذاهب الإسلامية يردّ الجنودبي قائلًا: "بالطبع الحوار لا يستهدف تغيير الثوابت عند كل طرف فهذا صعب لكن الحوار يستهدف كيف نتعايش ونتحاور ونبني أوطانًا تتسع للجميع لتنشر وعيا سياسيا ديمقراطيا بدل تهديد المنطقة بصراعات هي في غنى عنها، إذ انّه من الممكن أن يكون النقاش أجدى وأنفع، ليفتح المجال لمشاركة أوسع من الجميع إذا ما كان حول ما هو يستطيع كل طرف أن يساهم به في بناء تنمية حقيقية للوطن والمواطن"، مشددًا على أن القرآن يذهب إلى حد اعتبار الفتن أشدّ من القتل والتي تهدد أمن المسلمين ووحدتهم وتجعلهم في تناحر وضعف، فالقرآن يدعو المسلمين على اختلاف مذاهبهم بأن يجعلوا العيش المشترك قاعدتهم والرقي بأوطانهم الهدف ونعذر بعضنا في اختلاف الوسائل وفي الاجتهادات. تكثيف الجهود لإنجاحها وعلى الصعيد نفسه يؤكدّ الأكاديمي والباحث الشرعي د. محمود المعايطة، بأنّه وفي ظل وجود الاختلافات بين التيارات الإسلامية فإنّ وجود مثل هذه المراكز للحوار يقرب وجهات النظر بينها، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة طيبة ولكن لا بد من العمل المكثف لإنجاحها والعمل على التواصل مع جميع هذه التيارات دون إقصاء بعضها واستبعادها، معتبرًا بأنّ الصراعات الطائفية قائمة أولًا ما بين التيارات الإسلامية السنية، ولا يستبعد أن تحل إذا كانت الجهود كبيرة, أما على صعيد السنة والشيعة فإنّه ومن وجهة نظر المعايطة فإنّ الأمر مستحيل لأنّ هنالك رواسخ ثابتة لا تتماشى مع كلا الطرفين إلاّ أنّه قد يكون هنالك روابط مشتركه تقرب فيما بينهما، مشددًا على أن أهل السنة والشيعة متفقون على أن العدو الأول هو إسرائيل وأنّ فلسطين كيان محتل فكما تبدي وسائل الإعلام بأنّ كلا الطرفين متوافقون على ذلك، لكن ومع ذلك هناك كثير من القضايا من الصعب النقاش فيها، منوهًا على أن أهل السنة بابهم مفتوح مع جميع الأطراف دون استثناء لأنّهم مأمورون بذلك. وفي سياق متصل يرى الأكاديمي والمفكر الإسلامي د. محمد رحموني، بأنّه ورغم أن هذه الدعوة جاءت متأخرة بعض الشيء، لكم بالإمكان تدارك ما فات من "الشحن المذهبي والطائفي" فمثل هذه المبادرات مهمة للغاية وهي السبيل ليس فقط إلى تجاوز الصراعات المذهبية بل إلى تعبيد الطريق نحو ظهور مفهوم المواطنة، معتبرًا بأنّ هذا المركز لا يمكن أن يكون بديلًا عن الحلول الجذرية المتمثلة أساسًا في إشاعة مفهوم المواطنة والذي ينبني على الانتماء إلى الوطن قبل أيّ انتماء آخر، ومع ذلك فيمكن لهذا المركز أن ينشر روح التسامح كخطوة أولى نحو المواطنة، موضحًا بأنّ المشترك الذي يجمع جميع المسلمين هو شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمدًا رسول الله، أما ما سوى ذلك فهو اجتهادات وموروثات تاريخية ارتقت بفعل عصور الانحطاط إلى مرتبة المقدسات، مشددًا في الوقت نفسه على أنّه لا يمكن زحزحة معتقدات الناس فهذا الأمر ليس بالهيّن ومن الصعب أن نقنع الشيعة مثلًا بالترتيب التاريخي للصحابة رضوان الله عليهم كما ترسخ لدى أهل السنة والعكس صحيح، مطالبًا كلا الطرفين أن يقتديا بالسلف الذين نصحوا المسلمين بعدم الخوض في "الفتنة الكبرى" حفاظًا على وحدتهم. مليجي: سيكون للمركز دور كبير في تقريب وجهات النظر ومنبر للحوار بين المذاهب الإسلامية أما الباحث في الشؤون الاجتماعية والإعلامية أ. أحمد مليجي، فإنّه يؤكدّ بأنّ دعوة خادم الحرمين الشريفين لتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية خطوة صائبة وهامة تهدف إلى تعزيز التواصل بين المذاهب الإسلامية وسوف يكون لها آفاقا مضيئة من خلال التقارب والحوار الثقافي والفكري بين المسلمين، وسيكون للمركز دور كبير في تقريب وجهات النظر خاصة أنّه سيضم فقهاء من العالم الإسلامي أجمع، منوهًا على أنّه سيكون منبرًا للحوار بين المذاهب الإسلامية، وبالتالي إيجاد حلول للقضايا العالقة والمثيرة للجدل التي يختلف عليها المسلمون، مشددًا على أن إنشاء هذا المركز هو فرصة ذهبية لتقريب وجهات النظر وللعمل الجاد على حل المشكلات العالقة، وذلك بالحوار بين علماء الأمة وفقهائها لتجنيب الأمة الصراعات المذهبية والحروب الأهلية التي بدأت بالفعل تهدد وحدة بعض الدول الإسلامية، مهيبًا بكل المذاهب والطوائف الإسلامية بأن لا يفرطوا في هذه المبادرة التاريخية للوصول إلى كلمة سواء توحد صفوفهم، وتضع حدًا للفتن التي باتت تهدد أمتنا الإسلامية من كل جانب، كما يجب على كافة القادة المسلمين أن يقفوا خلف هذه المبادرة ويعملوا بكل جهدهم على تفعيل لغة الحوار بين المذاهب والطوائف الإسلامية. ويرى مليجي بأنّه يجب أولًا أن يبدأ الحوار بين المذهب السني والشيعي بمناقشة ما تواجه الأمة الإسلامية من تحديات والعمل على وضع حلول لهذه القضايا والنظر في كيفية التغلب على الفتن التي تهدد كيان الأمة الإسلامية، وبعد ذلك وفي ضوء التفاهم المتوقع بين فقهاء الأمة وعلمائها يمكن التطرق إلى للقضايا الأخرى الأكثر تعقيدًا والبحث عن مخرج وإيجاد حلول جذرية لها. ويعتقد مليجي بأنّ هناك قضايا كثيرة مشتركة من الممكن التوافق عليها بين المذاهب الإسلامية من ضمنها العمل على رفع راية التوحيد، وتوحيد الصفوف والاتفاق على كلمة سواء، لتفادي الأخطار ودحر أعداء الأمة، مهيبًا بالجميع أهمية الإقبال على الحوار بنية صافية والتزام، لكي نرى نتائج ايجابية وتعود أمتنا الإسلامية كما كانت في مقدمة الأمم يجب العمل أيضًا على تجنب الصراعات والخلافات المذهبية المتراكمة، وعلى وقف الفتن ونزع فتيل الحروب الأهلية التي تهدد الأمة بين الحين والآخر نتيجة لهذه المشكلات، معتبرًا بأنّه من الممكن أن يكون للحكومات الإسلامية دور كبير للمساهمة في حل هذه الخلافات وإنجاح هذا الحوار وذلك بسن قوانين تعمل على وقف الحملات الإعلامية التي تدعو إلى إثارة المشكلات والفتن بين المذاهب الإسلامية، مؤكدًا بأنّ تطبيق ما دعا إليه القرآن الكريم والوصول إلى كلمة سواء بين المذاهب الإسلامية خصوصًا المذهب السني والشيعي يترتب عليه صدق حسن النوايا والالتزام لإقامة حوار حضاري وفكري بين الجانبين السني والشيعي، دون التشكيك في لغة الآخر أو التعدي عليه أو على معتقداته، فالحوار دائمًا هو السبيل الوحيد لتوحيد كلمة المسلمين ولعودة صفوفهم لمواجهة تحديات العصر أو أي قوى عدائية قد تتربص بهم، أو للعمل على القضاء على المؤامرات والمخططات التي تستهدف أمتهم الإسلامية وعقيدتهم الدينية من كل النواحي، منوهًا بأنّ هناك أصولا عقائدية تتفق عليها المذاهب الإسلامية يمكن من خلالها أن يتكون الحوار الهادف والبناء. الحسناوي: توقيت المبادرة يأتي في وقت حساس وعصيب ولا بد من تدارك ما أفسده المفسدون من جانبه يؤكدّ صادق الحسناوي، بأنّ ما تحتاجه الأمة الإسلامية اليوم بل المسلمون لأنّهم لم يصلوا بعد إلى استحقاق تسميتهم بأمة طالما أنّهم متفرقون ومتنازعون مع بعضهم، منوهًا على أن أهم ما نحتاجه إلى إجراء فعلي على الواقع يحقن دماء المسلمين ويوحد بينهم والإسلام يتسع لكل وجهات النظر وليس فيه إقصاء أو إلغاء لأي من أبنائه، معتبرًا بأنّ الأمة قد ابتليت في هذه العصر بتغليب ما هو سياسي على ما هو عقدي فتحول الإسلام العظيم دون أن نشعر بالمسؤولية الشرعية إزاء هذا التحول إلى أداة قمع ووسيلة إلغاء للآخر المسلم الذي يشهد الشهادتين ويؤمن بها ويصلي إلى القبلة، مشددًا على أن توقيت المبادرة يأتي في وقت حساس وعصيب ولا بد من تدارك ما أفسده المفسدون من أمر هذه الأمة التي تحولت إلى شبح أمة وانهارت قيمها مع الأسف الشديد، بسبب ضيق الأفق والجهل بشرع الله تعالى وتغليب المصلحة السياسية على المصلحة الإسلامية والبحث عن خصوصية مذهبية للوقوف بوجه المذهب الآخر أو الطائفة الأخرى. ويعتقد الحسناوي بأنّ المركز يمكن له أن يحل المشكلات العالقة والسجال الدائر إذا ما تمّ ترك فرض عقيدة معينه على المسلمين وتركوا وما يعتقدون طالما أنّهم يعيشون ضمن خط النبوة ومسار الرسالة ومنهج القرآن، مؤكدًا أنّ المراقب لما يجري لا يشعر أنّه دعوة للحفاظ على الإسلام والمسلمين أو تصحيح لمعتقداتهم طالما أن كل مذهب ينفق من وقته دهورًا وشهورًا لإبطال حجج المذهب الآخر وهذا سيقود بالنتيجة النهائية إلى إبطال الدين الإسلامي برمته، مشددًا على أن الإسلام فوق الانتماء المذهبي وهو الإطار العام الذي يجمع أبناء هذه الأمة والمسؤولية الشرعية تقتضي الحوار بين علماء الأمة باحترام وليس على شاشات التلفزة الأمر الذي حوّل الحوار إلى مسخرة والأخوة إلى أعداء والدين إلى أديان، موضحًا أنّ المشتركات بين المسلمين كثيرة وأساسية ولعل أهمها التوحيد والنبوة وهي وحدها كافية لحقن دمائهم وحرمتها على بعضهم. ويضيف الحسناوي قائلًا: "القرآن الكريم دعا أهل الكتاب إلى كلمة سواء والمسلمون أولى من غيرهم باتباعها وعليهم توحيد الكلمة وهي واحدة بإذن الله تعالى وما يجري ليس إلاّ حالة مرضية ستزول بمجرد الالتفات إليها ووضع العلاج الناجع من حكماء الأمة وحكامها والأمة لا تخلو من حكماء مهما شعرنا أنّها باتت خاوية أو ضعيفة، مضيفًا بأنّ كلمتنا لكي تكون واحدة نحتاج أن نتمثل عوامل الإخاء والوحدة بيننا وتكون كلمة التوحيد هي السبيل لتوحيد الكلمة والاختلافات الفقهية إنّما هي اختلافات ناتجة عن اجتهادات يمكن أن تجسر إلى حد كبير بالحوار والحوار وحده فنحن أمة الحوار.